تمر اليوم ذكرى تولى عبد الملك بن مروان الخلافة الإسلامية فى عام فقد تمت مبايعته فى 11 أبريل من عام 685 ميلادية الموافق سنة 65 هجرية، وعادة ما نقرأ على مواقع التواصل الاجتماعى ونسمع فى المجالس العامة والخاصة قصة غريبة تتحدث عن هجوم عبد الملك على القرآن الكريم.
تقول القصة أن "الخليفة عبد الملك بن مروان عندما وصله الخبر أن الخلافة آلت اليه كان يقرأ القران فرماه جانبا وقال: "هذا آخر عهدنا بك هذا فراق بينى وبينك" وخرج يخطب بالمسلمين وقال: فإنى لست بالخليفة المستضعف (يعنى عثمان) ولا بالخليفة المداهن (يعنى معاوية) ولا بالخليفة المأفون (يعنى يزيد) ألا وانى لا أداوى هذه الأمة اٍلا بالسيف حتى تستقيم لى قناتكم. والله لايأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا الا ضربت عنقه".
فهل هذه القصة وردت فى أى من الكتب أمن أنها مختلقة تماما؟
نعم القصة لها أصل أورده "ابن كثير" فى كتابه "البداية والنهاية" عندما تحدث عن الملك تحت عنوان "عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين" فذكر فى بداية كلامه شخصية عبد الملك وذكر تفقهه فى الدين أيضا، يقول "وكان يجالس الفقهاء والعلماء والعباد والصلحاء وروى الحديث عن أبيه وجابر وأبى سعيد الخدرى وأبى هريرة وابن عمر ومعاوية وأم سلمة وبريرة مولاة عائشة".
لكن ابن كثير نقل أيضا ما قاله ثعلب عن ابن الأعرابي: لما سلم على عبد الملك بالخلافة كان فى حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بينى وبينك، وقال بو الطفيل: صنع لعبد الملك مجلس توسع فيه، وقد كان بنى فيه قبة قبل ذلك، فدخله وقال: لقد كان حثمة الأحوازى - يعنى عمر بن الخطاب – يرى أن هذا عليه حرام، وقيل له لما وضع المصحف من حجره قال: هذا آخر العهد منك، وكان عبد الملك له إقدام على سفك الدماء، وكان حازما فهما فطنا سائسا لأمور الدنيا ولا يكل أمر دنياه إلى غيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة