يمثل الآن نقص أجهزة التنفس الصناعى أزمة عالمية بسبب سرعة انتشار فيروس كورونا الذى يتطلب فى بعض الحالات وضع المريض على جهاز تنفس لإنقاذ حياته.
ففي الوقت الذي يضغط فيه المسئولون الصحيون حول العالم للحصول على المزيد من أجهزة التنفس الصناعي لعلاج المرضى فإن بعض الأطباء يبتعدون عن استخدام أجهزة التنفس عندما يستطيعون.
وتظهر الأرقام أن ثلثي المصابين بـ COVID-19 الذين تم ربطهم بأجهزة التنفس، التي من المحتمل أن تنقذ الأرواح في بريطانيا قد لا ينجون.
ووجدت التقارير وفقًا لما عرضه موقع " الديلى ميل" في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة أن أقل من نصف المرضى الذين يتم إنقاذهم على الأجهزة يتعافون، ولكن الخبراء غير متأكدين من سبب ارتفاع معدلات الوفيات.
ضرر أجهزة التنفس
في مدينة نيويورك توفي ما لا يقل عن 80% من مرضى الفيروس التاجي الذين تم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي، حيث أبلغت بعض المستشفيات عن معدلات وفاة عالية بشكل غير معتاد لمرضى الفيروسات التاجية على أجهزة التنفس الصناعي، ويخشى بعض الأطباء من أن الآلات قد تضر بعض المرضى أكثر من فائدتها.
تقوم أجهزة التهوية الميكانيكية "التنفس الصناعى"، بدفع الأكسجين إلى المرضى الذين يعانون من فشل فى الرئة، وينطوي استخدام الآلات على تخدير المريض وإدخال أنبوب في الحلق، وكشفت التقارير عن أن معدل الوفيات في مثل هؤلاء المرضى شائعة، بغض النظر عن سبب حاجتهم للمساعدة في التنفس.
تقارير تكشف وفاة 50% من مرضى ضيق التنفس الشديد
وبشكل عام يقول الخبراء إن 40 إلى 50 % من المرضى الذين يعانون من ضيق شديد في الجهاز التنفسي يموتون أثناء التنفس.
وظهرت تقارير مماثلة من الصين والمملكة المتحدة، وقالت دراسة صغيرة للغاية في ووهان، المدينة الصينية التي ظهر فيها المرض لأول مرة، إن 86٪ من المرضى الذين يعانون من ضيق تنفس شديد ماتوا بالرغم من وضعهم على التنفس الصناعى.
وعلى الرغم من أن السبب غير واضح إلا أن بعض الخبراء يقولون إن ذلك قد يكون مرتبطًا بمدى شدة المرض عند وضعهم على أجهزة التنفس الصناعى، ولكن بعض المهنيين الصحيين تساءلوا عما إذا كانت أجهزة التنفس الصناعي قد تزيد الأمور سوءًا بالفعل لدى بعض المرضى، ربما عن طريق تفاقم رد فعل الجهاز المناعي الضار.
ضخ المزيد من الأكسجين يتلف الرئة
في معظم الحالات التي تهدد الحياة، يمكن أن يتخلل COVID-19 إلى عمق الرئتين ويسبب التهابًا حادًا، ما يجعل من الصعب على الشخص التنفس، حيث يمكن أن يؤدي ضخ الأكسجين المضغوط في الرئتين إلى تهيج الأعضاء وتلفها بشكل أكبر.
ولكن وفقًا للتقارير فهذه مجرد تكهنات، ولكن الخبراء يقولون إن أجهزة التنفس، بالفعل يمكن أن تضر بالمريض بمرور الوقت، حيث يتم دفع الأكسجين عالي الضغط إلى الأكياس الهوائية الدقيقة في رئتي المريض.
يرجح بعض الأطباء أن ذلك يحدث نتيجة المرض الشديد للغاية الذى يصيب المرضى، وعندما يتم وضعهم على أجهزة التنفس الصناعى تضخ الأكسجين مباشرة إلى الرئتين عبر أنبوب أسفل الحلق.
بالنسبة لمعظم الأشخاص، يسبب COVID-19 أعراضًا خفيفة أو معتدلة تتضح في غضون بضعة أسابيع، ولكن ما يقرب من 20% من المرضى يكون معظمهم من كبار السن أو من يعانون من حالات مرضية كامنة، ويصابون بسببها بمرض خطير ويعانون من صعوبة في التنفس، يمكن أن تخترق العدوى القاتلة طريقها إلى عمق الرئتين ما يتسبب في التهابها الشديد.
هل يمكن أن تتسبب أجهزة التنفس الصناعي في تلف الرئتين؟
تقوم أجهزة التهوية بضخ الأكسجين مباشرة إلى الرئتين عبر أنبوب يدخل أسفل الحلق، ويمكن أن يؤدي دفع الأكسجين المضغوط بشدة إلى الأعضاء إلى حدوث الالتهاب الشديد، ما قد يؤدي إلى استجابة مناعية شديدة، ويسبب الالتهاب، كما أن مستويات الأكسجين العالية جدًا ضارة أيضًا، لأنها تزيد من تكوين الجذور الحرة، ما يؤدي إلى تلف الأغشية والبروتينات وتركيبات الخلايا في الرئتين.
يتحايل الأطباء على ذلك عادةً من خلال التأكد من إبقاء مستويات الضغط منخفضة، وإعطاء كمية الأكسجين الضرورية فقط، للحفاظ على الأعضاء.
ولكن، في المرضى الذين يعانون بالفعل من تلف شديد في الرئتين يمكن أن تتفاقم المشكلة، فقد يمكن أن يتسبب الالتهاب في تسرب السوائل من الأوعية الدموية القريبة، إلى الأكياس الهوائية الدقيقة في الرئتين، ما يجعل التنفس وإيصال الأكسجين إلى الأعضاء أكثر صعوبة، ويقطع تدفق الأكسجين إلى الأعضاء.
لماذا يلجأ الأطباء لأجهزة التنفس الصناعى
يلجأ أطباء العناية المركزة إلى أجهزة التهوية الميكانيكية كملاذ أخير، عندما تنخفض مستويات الأكسجين لدى المرضى ولا يمكن تعزيزهم بالأدوية أو التقنيات غير الغازية، وتقوم أجهزة التنفس الصناعى، بضخ الأكسجين تحت الضغط مباشرة إلى الرئتين عبر أنبوب يدخل أسفل الحلقـ تحت تأثير التخذير، حيث لا يمكنهم محاربة الإحساس بعدم القدرة على التنفس بمفردهم.
لكن الأطباء يشعرون بالذعر وينبهون مرضى COVID-19 عاجلاً لأن الفيروس الجديد يتسبب في انخفاض الأكسجين في الدم إلى مستويات منخفضة للغاية، وفقًا لتقارير Stat News .
هناك تقارير واسعة الانتشار تفيد بأن المصابين بالفيروس التاجي يتم دعهم بالتنفس الصناعى، لفترة أطول بكثير من الأنواع الأخرى من المرضى، فعادةً ما يتم وضع المرضى الذين يعانون من الالتهاب الرئوي غير المتعلق بالفيروس التاجي على أجهزة التنفس لمدة يوم أو يومين، مقارنةً بمرضى الفيروس التاجي الذين قد يحتاجون إلى جهاز تنفس لمدة تصل إلى أسبوعين، وبالتالى مستويات الأكسجين العالية جدًا قد تكون ضارة أيضًا.
أسباب صعوبة التنفس لدى كبار السن
هناك العديد من الأسباب التي تجعل المسنين يواجهون صعوبة في محاربة الفيروس، حيث يزداد احتمال الإصابة بحالات مزمنة بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، حيث يعيش أربعة من أصل خمسة فوق سن 65 مع حالة صحية أساسية واحدة على الأقل.
أيضًا كبار السن لديهم جهاز مناعة أضعف، وهو أحد الآثار الجانبية الطبيعية لشيخوخة الجسم، وهذا يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بجميع أنواعها.
أظهر تقرير حديث أيضًا، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضون بشكل كبير لخطر الوفاة من فيروس كورونا، يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقًا معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بأعراض حادة بسبب ضعف جهازهم المناعي.