يواصل متحف الفنون الجميلة ، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، دعوة المواطنين لضرورة المكوث فى البيت، من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" تحت شعار "خليك فى بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك"، من أجل التصدى لفيروس كورونا، ومن أهم مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية التي يمكن مشاهدتها في (متحف أون لاين)، أعمال فنى نادرة للفنان الكاريكاتير (ألكسندر صاروخان)، بعنوان "جهاز العروسة".
وأوضح القائمون على المتحف، أنه لم يكن فن الكاريكاتير فناً متداولاً وشعبياً في الشرق الأوسط كما هو الآن، لأنه كان فناً نقدياً وسياسياً بالدرجه الأولى، وبالتالى لم يكن هناك جو مهيئ لنشأته بعد، لكن بعد ذلك أصبح الكاريكاتير أداة لحملات انتقادية سياسية على الفساد ومنها شخصية الموظف المرتشي.
كان صاروخان من الفنانين الذي أدركوا تماماً أهمية الشخصية في الكاريكاتير ومن هنا أصبحت له رؤيته الخاصة، حيث ابتدع شخصية "المصرى أفندى" التي كانت بداية جيدة لفن التشخيص على الورق فى مصر، وحصل صاروخان على الجنسية المصرية منحه إياها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويعتبر "صاروخان" كما قالت عنه مجلة استوديو الإيطالية عام 1957 أنه من أقوى 100 رسام كاريكاتير في القرن العشرين .. ويظل صاحب الشرارة الأولى لفن الكاريكاتير المصري والعربي.
وعن العمل (جهاز العروسة) برع صاروخان في تصوير هذا المشهد الشهير جداً فى الريف المصرى، وهو مشهد نقل جهاز العروسة من بيت والد العروسة إلى بيت الزوج ، هذا المشهد شديد المصرية.
من عاش هذا المشهد وتعايش معه يعرف مدى الفرحة العارمة والبهجة الغير عادية في نقل كل جزء من الأثاث، الفرحة في عيون كل من شارك في الحدث، هناك تكالب غير عادي على حمل الأشياء مهما كانت ثقيلة، يتم توزيع كل شئ من كثرة أعداد المتطوعين في عملية النقل ربما يحمل أحدهم طبقاً أو (دستة ملاعق) كل فرد من أبناء وبنات ورجال ونساء القرية لابد أن ينقل شيئاً ما من هذا المنزل إلى ذاك، يطوفون كل شوارع البلدة ومن لا يستطيع النزول لابد أن يشاهد المهرجان من النافذة يصاحب هذا زفة و(طبل وزمر) منقطع النظير، ربما كانت فرحة هذا اليوم أكبر من فرحة يوم الزفاف ذاته.