وجهت وزارة الداخلية حملات رقابية لاستهداف الأسواق، وملاحقة التجار الجشعين، ومنع احتكار السلع الغذائية، تزامناً مع أزمة كورونا، فضلاً عن منع استغلال حاجة المواطنين للحصول على الكحول وعرض أنواع مجهولة المصدر ومغشوشة، واستهداف الأسماك المملحة الفاسدة تزامناً مع اقتراب احتفالات شم النسيم.
وشنت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بالتنسيق مع إدارات وأقسام شرطة التموين وفروعها الجغرافية بمديريات الأمن وقطاع الأمن العام، حملاتها التموينية المكبرة لضبط جرائم الغش التجاري، إنفاذاً لتوجيهات القيادة السياسية بشأن اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للحفاظ على صحة المواطنين، ومراقبة الأسواق للمحافظة على استقرار الأسعار وتوافر السلع، ومكافحة جرائم الغش الغذائي، والتحقق من توافر مقومات الصلاحية للسلع، واتساقاً مع جهود أجهزة الدولة للتصدي لتداعيات انتشار فيروس "كورونا" ، ومحاولات البعض استغلال تلك الظروف لتحقيق أرباح مادية غير عابئين باحتياجات وصحة المواطنين.
وأسفرت الحملات التموينية ـ بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ـ عن ضبط 1203 قضية تموينية متنوعة "خلال 24 ساعة"، أبرزها ضبط المدير المسئول عن مصنع لتجارة المستلزمات الطبية في العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية لحجبه عن التداول "152 ألف قطعة "جوانتي- كمامة" واحتكارها بقصد رفع أسعارها بالأسواق.
وتمكنت الحملات من ضبط مالك محل لتجارة السلع الغذائية في الدخيلة بمحافظة الإسكندرية لحجبه عن التداول "3,875 طن سلع غذائية عبارة عن "أرز أبيض – سكر – مكرونة" بدون مستندات "مجهولة المصدر" واحتكارها بقصد رفع أسعارها بالأسواق.
وأثمرت الجهود عن ضبط مالك مخزن لتجارة السلع الغذائية "بدون ترخيص" في أشمون بمحافظة المنوفية لحيازته 3,618 طن سلع غذائية "أرز – زيت طعام" بدون بيانات أو مستندات "مجهولة المصدر"، تمهيداً لطرحها للبيع بالأسواق، مُدخلاً الغش والتدليس على جمهور المستهلكين.
ومع اقتراب احتفالات شم النسيم، وجهت شرطة التموين حملات مكبرة لاستهداف الأسماك المملحة الفاسدة التي تضر بصحة المصريين، حيث تم ضبط المدير المسئول عن مصنع لتعبئة "الأسماك المُدخنة "بدون ترخيص" في رشيد بمحافظة البحيرة لحيازته 2,881 طن أسماك مملحة "فسيخ" غير صالحة للاستهلاك الآدمي لوجود تغير في خواصها الطبيعية، تمهيداً لطرحها للبيع بالأسواق، مُدخلاً الغش والتدليس على جمهور المستهلكين .
واستهدفت الحملات الأمنية التجار الذين يبعون الكحول مجهول المصدر، مستغلين أزمة كورونا، حيث نجحت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية في ضبط شخص بالإسكندرية لعرضه عبوات "كحول إيثيلي" مجهولة المصدر على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، بعدما رصدت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات قيام أحد الأشخاص بالإسكندرية بنشر مشاركات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تتضمن الإعلان عن بيع مستلزمات طبية كحول إيثيلى مجهولة المصدر .
وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الإسكندرية تم استهداف المتهم وضبطه بمحيط سكنه، وبتفتيشه تم ضبط جهاز هاتف محمول، بفحصه تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن الحساب والمشاركات وبتفتيش منزله تم العثور على " 65 زجاجة بخاخ صغيرة الحجم - عبوة بلاستيكية سعة خمسة لتر بداخلهم مادة شفافة غير مدون عليها بيانات - كمية من الزجاجات الفارغة مُعدة للتعبئة".
واعترف المتهم بارتكابه الواقعة وإنشاء وادارة الحساب للترويج لبيع مستلزمات طبية "كحول إيثيلى - مجهول المصدر" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بقصد الاستفادة مادياً جراء ذلك.
ولم تكتفي وزارة الداخلية باستهداف محتكري السلع، وإنما حرصت على توفير الأغذية للمواطنين بأسعار مخفضة، حيث واصلت مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، فعاليات المرحلة الثانية عشر من مبادرة "كلنا واحد" والتي أطلقتها وزارة الداخلية، بدءً من مطلع الشهر الحالي لتمتد حتى نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، وذلك لتوفير السلع الغذائية وغير الغذائية للجمهور ، في أكثر من فروع السلاسل التجارية الكبرى بإجمالي 18 سلسلة بـ 776 فرع على مستوى الجمهورية، وذلك بالتنسيق مع الموردين من أصحاب الشركات التجارية المتخصصة في مجال السلع الاستراتيجية واللحوم والدواجن والألبان ومشتملاتها والمنظفات للمشاركة في المبادرة .
ووفرت تلك الفاعلية كافة السلع بجودة عالية، وأسعار مخفضة، عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل إلى 30%، كما تم التنسيق مع كافة مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، بإقامة شوادر ومعارض لتوفير السلع الغذائية، بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق ، بالإضافة إلى التنسيق مع كبار تجار الجملة، بإعداد سيارات متنقلة ومحملة بالسلع والمواد الغذائية، تجوب العديد من القرى والشوارع والميادين.
ومن جانبها، اضطلعت منظومة "أمان" للمنتجات الغذائية التابعة لوزارة الداخلية، بالمشاركة الفعالة في المبادرة للمساهمة في تلبية احتياجات المواطنين ، حيث قامت المنظومة بتجهيز العديد من المنافذ الثابتة والمتحركة، التي انتقلت للأماكن النائية بكافة المحافظات، بالتنسيق مع مديريات الأمن لطرح السلع الغذائية، بأسعار مخفضة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.
ولقيت المبادرة إشادة من المواطنين، بتوجيهات رئيس الجمهورية، وحرص سيادته على تقديم كافة أوجه الدعم للمصريين، خاصةً من محدودي الدخل، وبالجهود المتواصلة لوزارة الداخلية، للمساهمة في خفض أسعار السلع الأساسية، والرقابة على الأسواق، كما أشاد المواطنون بالتفاعل الإيجابي للسلاسل التجارية، مع تلك المبادرات لتوفير السلع الغذائية بالأسواق.
وتأتى تلك المبادرة تحت رعاية رئيس الجمهورية ، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد اللازمة لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين وأصحاب السلاسل التجارية الكبرى لتوفير السلع المختلفة بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، الأمر الذى يضمن توافرها بشكل دائم وبالكميات التي تلبى كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد والحد من تداعياته.