"لم أر مثل هذا الاستقبال التاريخى على مر حياتى من شباب قريتى" بهذه الكلمات عبر محمد عبد الفتاح رجب الذى يعمل ممرضا بمعهد الأورام فى القاهرة، عن فرحته وفخره خلال استقباله من شباب وأهالى قريته كفر فيشا، فى محافظة المنوفية، بالتصفيق الحار والزغاريد بعد تماثله للشفاء من فيروس كورونا المستجد، وعودته إلى منزله.
وانتقل "اليوم السابع" إلى قرية كفر فيشا التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، والتى تبعد عن مدينة منوف عاصمة المركز ما يقرب من 5 كيلو مترات تقريبا، وبالتحديد داخل منزل محمد عبد الفتاح رجب الممرض بمعهد الأورام فى القاهرة، بعد تماثله إلى الشفاء من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وأكد محمد، لـ"اليوم السابع"، "شباب قريتى استقبلونى عقب تماثلى للشفاء من فيروس كورونا المستجد، بالتصفيق ولم أرى مشهدا كهذا فى حياتى"، مضيفا: "كان نفسى وقتها أبوس كل واحد فيهم على رأسه وأضمه فى حضنى لكن نصيحة الأطباء لى بعدم القرب من أحد واتباع التعليمات والإجراءات الوقائية منعتنى من ذلك، لكن سيظل هذا الموقف من أجمل المواقف التى حدثت لى على مر حياتى.
وروى "محمد" بداية قصته بالإصابة بفيروس كورونا حتى شفائه قائلا: "بدأت إصابتى بشعورى بنزلة برد لكنى قررت الذهاب إلى التحليل خوفا من إصابتى بالمرض والتسبب فى عدوى المرضى الذى أتعامل معهم، وظهرت نتيجة التحليل فى تمام الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة 2 أبريل، والتى تبين خلالها إصابتى بفيروس كورونا، وعلى الفور تم نقلى إلى مستشفى الحجر الصحى بالعجوزة، وكان لدى حالة من اليأس ورفضت علم أهالى بالخبر عدا شقيقى مصطفى الذى قررت إبلاغه بالخبر، لكنه أبلغ أهلى وعلم جميع أهالى القرية والذين ظلوا يوميا يطمئنون علىّ داخل المستشفى بالاتصال عبر الهاتف المحمول".
وأضاف "محمد"، بدأت العلاج منذ يوم 3 أبريل وتناولت العلاج المصرح به من قبل وزارة الصحة المصرية، وتم إجراء مسح شامل لى عن طريق إجراء الأشعة والتحاليل الخاصة بفيروس كورونا، وتبين أن حالتى فى تحسن، وبعدها تم إجراء تحليل آخر يوم الأربعاء وتبين تحول النتيجة من إيجابية إلى سلبية وتغيرت حالتى بالشعور بسعادة غريبة، لم أشعر بها من قبل، وتم نقلى من المبنى الإيجابى إلى مبنى النتائج السلبية.
وتابع محمد "تم إجراء مسح آخر فى تمام الساعة الثانية عشر مساء يوم الخميس، وعقب ذلك خرجت يوم السبت الماضى فى تمام الساعة السابعة والنصف مساء، لكننى لم أستطع العودة إلى قريتى فى نفس اليوم بسبب قرار الحظر، وعدت إلى القرية، اليوم الأحد، وظللت طيلة الطريق أفكر كيف سيستقبلنى أهالى قريتى هل ستتم معاملتى مثل ما فعل أهالى قرية بمحافظة الدقهلية، لكن حدث ما لم أكن أتوقع نهائيا وهو استقبال لن أرى مثله على مر حياتى من شباب قريتى كفر فيشا، والذين قاموا باستقبالى عقب تماثلى للشفاء من فيروس كورونا بالتصفيق الحار والزغاريد شعرت وقتها بأننى لم أكن فى مرحلة علاج ولكنى بطل قومى .
وأكد "محمد" أنه على استعداد كامل للعمل ضمن الجيش الأبيض فى مستشفيات الحجر الصحى فى أى مستشفى من المستشفيات لعلاج المرضى المصابين بذلك المرض .
ووجه الممرض رسالة شكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى على الدعم الكامل وتوفير كل ما تحتاجه مستشفيات الحجر الصحى، والتى يشعر خلالها المصاب عند الحجز بأنه داخل فندق 7 نجوم، خاصة من توفير الأكل والشرب والعلاج وأطقم الأطباء والتمريض الذين ظلوا يعملون ليل نهار لخدمتنا، كما أتوجه بالشكر للإعلام المصرى لما قام به من توعيه لأفراد المجتمع المصرى بأكمله، وشكر الأخير لإدارة معهد الأورام القومى لما قامو به الاهتمام بنا والسؤال الدائم علينا فى مستشفى الحجر الصحى.
وأكدت والدة الممرض أمينة مصطفى نصار موظفة بالإدارة الزراعية، أنه عند إصابة نجلى بفيروس كورونا رفض العودة إلى القرية رغم وفاة جده خوفا من حدوث عدوى لأحد أهالى القرية، لكن عقب عودته اليوم وما شاهدته وما فعله أهالى القرية هو دليل واضح على أن المنوفية هى بلد العظماء، وجميل كبير لن أنساه لهم على مر الزمان .
وتقول انتصار إبراهيم السبكى إحدى أهالى قرية كفر فيشا التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إن ما فعلناه فى استقبال الممرض أقل ما يمكن تقديمه لأحد أفراد الجيش الأبيض والذين يضحون بأرواحهم من أجل إنقاذ أرواح المواطنين.