بشكل مفاجئ، ودون سابق إنذار أعلن سليمان صويلو وزير الداخلية التركى استقالته من منصبه عبر حسابه الرسمي على تويتر، معترفا بالأخطاء التي تسببت في حالة فوضى بسبب القرارات الحكومية لمواجهة فيروس كورونا.
وبقراءة سريعة لاستقالة وزير الداخلية التركى، يتبين أنه أكد خلالها على أمرين، الأول أن قرار حظر التجوال الذى تسبب في حالة فوضوية داخل تركيا قراراه وليس قرار أردوغان، الأمر الثانى محاولته لتجميل إدارة النظام التركى وعلى رأسه "أردوغان" الأمر الذى يثير تساؤلات هامة، هل هذه الاستقالة المفاجئة هي لعبة جديدة لتبرأة أردوغان من حالة الفوضى التى عمت تركيا خلال الساعات الماضة، وخاصة بعدما أذاعت وسائل إعلام موالية لاردوغان بأنه رفض الاستقالة؟.
سليمان صويلو وزير الداخلية التركى
والإجابة على هذا السؤال تتضح للجميع في نص استقال وزير داخلية أدروغان حيث جاء في نص استقالة وزير الداخلية التركى سليمان صويلو قوله :"أنا أتحمل المسؤولية بشكل كامل عن قرار حظر التجوال الذي طبق في نهاية الأسبوع، الصور التي رأيناها في الشوارع كانت بسبب خطأ مني ولم تنسجم مع الإدارة لهذه المرحلة”.
وأضاف صويلو :" بحكم تجربتي ومسؤوليتي، كان لا ينبغي للمشاهد التي رأينا في الشوارع أن تحصل، لقد اتخذت القرار بنية حسنة من أجل إيقاف انتشار الوباء".
أردوغان صاحب قرار الحظر
وتناسى وزير داخلية أردوغان، بأن الرئيس التركى هو الذى أعلن حظر التجول دون سابق إنذار بعد أن رفض طلب الهيئة الطبية التركية العليا منع التجول منذ بداية جائحة كورونا وتحميل المعارضة التركية له سبب انتشارها، فاجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعبه الليلة قبل الماضية بإعلان منع التجول في 31 ولاية، الأمر الذي دفع الآلاف لتحدي القرار والنزول إلى الشوارع والتدافع أمام محال بيع الأغذية والأفران.
اعتراضات على قرار أردوغان
رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض ندد بالطبيعة المفاجئة لإعلان الحجر في المدينة وغيرها من دون علم وتجهيز مسبق. ونقلت عنه وكالة «سانا» السورية قوله إنه لم يتم إبلاغه بالحجر مسبقاً وهو ما تسبب بحالة فوضى كبيرة في الشوارع، فيما حذرت الهيئات الطبية التركية من أن الطوابير الكبيرة أمام المحال التجارية والأفران تهدد بانتشار أكبر للفيروس.
حالة الفوضى في تركيا
حالة من الفوضى والهلع في #تركيا وإطلاق نار، ومشاجرات أمام محلات البقالة وأفران الخبز بسبب نقص في الغذاء وذلك، بعد إعلان حكومة #اردوغان حظر التجوال بطريقة مفاجاءة وتم تطبيق الحظر بعد ساعتين من اعلانه pic.twitter.com/O7iE0KA2mx
— شـــــؤون تركـيــــة (@TurkeyAffairs) April 10, 2020
ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الصور والفيديوهات التي وثقت مشاهد التزاحم والمشاجرات على المخابز وأماكن بيع المياه وأسطوانات الغاز، ما أثار الغضب الشعبي ضد الحكومة ودفع إلى تحميلها مسؤولية نشر الفيروس لتأخّرها في إعلان التدابير التي اتخذتها عشرات الدول للتصدي له ومن ثم إعلانها بشكل مفاجئ من دون تأمين حاجات المواطنين الأتراك.
إخفاء الحقيقة
رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي علي باباجان حمل نظام أردوغان مسؤولية الأزمات التي تعانيها تركيا وأن البلاد لا يمكن أن تخرج من مشكلاتها في ظل بقاء هذا النظام الذي فقد مصداقيته داخلياً وخارجياً مشيراً إلى أن أردوغان يخفي الحقيقة عن الشعب التركي بموضوع الخسائر الحقيقية جراء انتشار فيروس كورونا وأن الأغلبية العظمى من الشعب لا تصدق أردوغان وحكومته وهو ما يزيد من شكوك الدول الأخرى في مصداقية المعطيات الخاصة بكورونا أو الاقتصاد والسياسة عموماً.
تصاعد وفيات كورونا في تركيا
وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة قال اليوم الأحد إن عدد حالات الإصابة المؤكدة المتعلقة بالكورونا في البلاد التي يبلغ عددها 4789 خلال الساعات الأربع الماضية ، مع وفاة 97 بسيط ، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 1198 البسيط.
ويقدم الوزير أن عدد المتعافين من الفيروس وصل إلى 3446 في حين تم فحص 35720 البسيط خلال الساعات الأربع الماضية.
وسجلت تركيا 56.956 حالة إصابة مؤكدة بأنها كورونا حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة