رأى خبراء اقتصاديون أن الرسوم الجمركية التى فرضتها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الواردات الصينية فى إطار الحرب التجارية التى اشتعلت بين البلدين على مدار العام الماضى، تسببت فى تقويض قدرة الولايات المتحدة على معالجة الأزمة الصحية المتفاقمة جراء تفشي جائحة فيروس كورونا.
وذكرت شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية أن واشنطن خاضت حرب تعريفات ضروس مع بكين منذ عام 2018 تضمنت فرض رسوم جمركية على واردات صينية عديدة من بينها موارد طبية مهمة مثل معدات وقائية شخصية وأجهزة تنفس صناعي وأقنعة للوجوه.
ونقلت الشبكة عن الخبير الاقتصادي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي يانز هونج يوانج، قوله" بالمقارنة بدول أخرى تتمتع بنهج أكثر مرونة حيال استيراد المعدات الطبية، تسببت تعريفات ترامب في تقويض قدرة بلاده على استجابة سريعة وفاعلة للأزمة الصحية الناجمة عن تفشي كورونا، بعد أن أضحت أعلى معدلات الإصابة والوفيات عالميا متجاوزة الصين وإيطاليا".
وأضاف أن وضع الولايات المتحدة في معركتها الحالية ضد فيروس كورونا كان ليصبح أفضل إذا ما لم يتم فرض تلك التعريفات مسبقا نظرا إلى أن كثيرا من دول العالم تتسابق حاليا إلى استيراد المنتجات الطبية من الصين لمكافحة انتشار عدوى كورونا.
وأشار إلى أن تقارير السلطات بمختلف الولايات الأمريكية تحذر من نفاد الأسرة الطبية بوحدات العناية الفائقة، كما حذر حاكم ولاية نيويورك بيل دو بلاسيو من احتمالات نفاد أجهزة التنفس الصناعي في ظل الأعباء التي تواجه النظام الصحي الأمريكي مع القفزة المسجلة بأعداد الإصابات والوفيات، ومعاناة الفرق الطبية من نقص في المعدات والمستلزمات الشخصية الوقائية.
في المقابل، أشارت شبكة سي إن بي سي إلى أن الصين ضاعفت من سعتها الإنتاجية للموارد الطبية الأساسية مع بدء انتشار المرض لتنجح في تكوين مخزون هائل من المعدات الوقائية الشخصية الذي تقف المستشفيات الأمريكية في أمس الحاجة إليه حاليا.
من جانبها، حذرت سوزان شيرك، مساعد نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، من أن أي عقبات ستعترض سبل استيراد المعدات الطبية سينجم عنها المزيد من الوفيات بين صفوف الأمريكيين .
وهو ما أيدته دراسة بحثية صدرت في 13 من مارس الماضي عن معهد بيترسون للدراسات الاقتصادية الدولية، مشيرا إلى أن التعريفات المفروضة على السلع الصينية ستشل قدرة الولايات المتحدة في مواجهة تفشي جائحة كورونا عبر التسبب في نقص بالإمدادات الطبية ورفع تكاليف استيراد معدات أساسية في وقت تعاني منه البلاد والاقتصاد من أزمة طاحنة.
وخلصت الدراسة إلى أن واردات طبية تصل قيمتها إلى 3.3 مليار دولار معرضة لتعريفات بنسبة 7.5%، فيما تظل واردات أخرى بقيمة 1.1 مليار دولار والتي تعد فاعلة بشكل خاص في الحد من انتشار فيروس كورونا خاضعة لتعريفات بنسبة 25% .
ورأى المشرف على هذه الدراسة تشاد براون أن سياسات ترامب التجارية دفعت بكين لبيع العديد من منتجاتها الطبية لدول أخرى من بينها مستلزمات للأطباء ومعدات لتتبع حالات المرضى.
وأورد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن شركة جنرال موتورز لصناعة السيارات والتي اتجهت مؤخرا لإنتاج أجهزة تنفس صناعي لسد العحز، طالبت ببعض الإعفاءات الجمركية على الأجزاء الأساسية يتم تصنيعها بالصين وتخضع لتعريفات بقيمة 25%.
ونسبت شبكة سي إن بي سي عن خبراء قولهم /في ختام تقريرها/ إن مضاعفة الرئيس ترامب سياساته الحمائية لم يكن ضد الصين فحسب بل شمل عددا من الدول الأوروبية إلى جانب المكسيك أيضا لتجد واشنطن نفسها مع مرور الوقت وحيدة في معركتها ضد كورونا وخالية الوفاض.