ترامب والإعلام.. معركة مستمرة فى ظل كورونا.. الطرفان يتبادلان الهجوم بشكل متكرر حول إدارة البيت الأبيض لأزمة الوباء.. ذا هيل: إستراتيجية الرئيس تستند دائما لإيجاد عدو والصحف.. والقنوات تحقق أهدافه بدون قصد

الإثنين، 13 أبريل 2020 05:30 م
ترامب والإعلام.. معركة مستمرة فى ظل كورونا.. الطرفان يتبادلان الهجوم بشكل متكرر حول إدارة البيت الأبيض لأزمة الوباء.. ذا هيل: إستراتيجية الرئيس تستند دائما لإيجاد عدو والصحف.. والقنوات تحقق أهدافه بدون قصد ترامب VS كورونا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخوض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العديد من المعارك فى هذه المرحلة الصعبة مع تفشى وباء كورونا فى الولايات المتحدة، ولا شك أن أحد أكبر وأخطر هذه المعارك تلك التى يواجهها الرئيس مع وسائل الإعلام الأمريكية التى لم تتوقف عن مهاجمته، ليس فقط منذ بداية أزمة كورونا، ولكن منذ وحتى قبل دخوله البيت الأبيض، لكنها وجدت فى إدارته للتعامل مع الوباء فرصة قوية لتكثيف الهجوم، لاسيما وأن أغلب التقديرات تشير إلى أن هذه القضية هى التى ستحسم موقف ترامب فى انتخابات الرئاسة المقررة هذا العام.

فخلال الأسابيع القليلة الماضية، نشرت الصحف والقنوات الأمريكية، لاسيما نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسى إن إن، تقارير عن فشل ترامب فى التعامل مع أزمة الوباء، وتأخره فى اتخاذ الإجراءات الضرورية للحد من انتشاره بالشكل الذى حدث بالفعل وجعل الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضررا من كورونا.

 

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس الأحد، تحقيقا عن فشل ترامب فى التعامل مع الوباء بشكل مبكر، وقالت إنه كان بإمكانه رؤية ما هو قادم، فقد تم تحذيره بشأن الجائحة إلا أن الانقسامات الداخلية وغياب التخطيط وإيمانه بغرائزه الخاصة قد أدى إلى توقف الاستجابة.

 

تقول نيويورك تايمز إن عشرات المقابلات مع المسئولين الحاليين ولسابقين ومراجعة رسائل بريد إلكترونى وسجلات أخرى كشفت تفاصيل تنشر لأول مرة وصورة أكبر لأسباب ومدى توقف الاستجابة لتفشى الوباء القاتل.

 

ومن بين التفاصيل التى نشرتها الصحيفة أن مكتب مجلس الأمن القومى المسئول عن تتبع الأوبئة تلقى تقارير استخباراتية فى أوائل يناير تتنبأ بانتشار الفيروس إلى الولايات المتحدة، وفى غضون أسابيع تم طرح خيارات مثل إبقاء الأمريكيين فى منازلهم وإغلاق مدن بحجم شياغو، لكن ترامب لم يطبق هذه الإجراءات إلا فى مارس.

 

ورغم إنكار ترامب، فقد تم إخباره فى 29 يناير فى مذكرة أعدها مستشاره التجارى بيرت نافارو، تحدد بالتفصيل المخاطر المحتملة لوباء كورونا، ومنها وفاة نصف مليون شخص وخسائر اقتصادية بتريليونات الدولارات.

 

كما أشارت الصحيفة إلى أنه فى الأسبوع الثالث من شهر فبراير، خلص كبار خبراء الصحة العامة فى الإدارة إلى أنهم يجب أن يوصوا ترامب بإتباع نهج جديد يتضمن تحذير للشعب الأمريكى من المخاطر والحث على اتخاذ خطوات مثل الابتعاد الاجتماعى والبقاء فى المنزل. لكن البيت الأبيض ركز بدلا من ذلك على  الرسائل ومضت أسابيع قبل أن يتم قبول آراء الخبراء بتردد من قبل الرئيس، وكان الوقت قد مضى حتى انتشار الفيروس.

 

وعندما  قدم ترامب أسوأ التوقعات حول عدد الوفيات المرتقب فى الولايات المتحدة ما بين 100 ألف إلى 240 ألف، خرجت الصحف تشكك فى التقديرات، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن بعض كبار مستشارى ترامب شكوكهم بشأن التقدير. وكان الدكتور أنتونى فوتشى عضو خلية الأزمة بالبيت الأبيض قد قال إن هناك متغيرات عديد فى الوباء لجعل النماذج موثوقة، وقال إنه ألقى نظرة إلى جميع النماذج، وهى لا تخبرنا بشىء ولا يمكن الاعتماد عليها.

 

ترامب من جانبه يجدد هجومه كل فترة على الصحف الرئيسية. فيوم الجمعة الماضى، نشر سلسلة من التغريدات على تويتر تهاجم نيويورك تايمز وواشنطن بوست، لنشرها تقارير دون نسبها لأشخاص معروفة، واتهمهما بالتأليف والتشهير، وفى الشهر الماضى، قال فى تغريدة أخرى: أشاهد واستمع إلى وسائل الإعلام المزيفة، CNN وMSDNC وABC وNBC وCBS وبعض من FOX، يتوسلون بحماقة وغباء أن يكونوا صحيحين سياسياً، ونيويورك تايمز وواشنطن بوست، وكل ما أراه هو كراهية لى بأي ثمن، ألا يفهمون أنهم يدمرون أنفسهم؟".

صحيفة "ذا هيل" الأمريكية تحدث عن العداء المتبادل بين الطرفين، وقالت نعلم أن هجوم ترامب على الإعلام يتعلق بشخصه، فهو يحتاج إلى عدو. لكن من ناحية أخرى فإن وسائل الإعلام سواء عن قصد أو غير قصد تسمح له تحقق له ذلك بمحتوى الأسئلة التى توجه للرئيس فى المؤتمرات الصحفية اليومية للبيت الأبيض، والتى سمحت لترامب بأن يقدم لأنصاره الصورة التى يريدونها كبطل مضطهاد يقاتل مثلهم ضد جحافل النخب التى تقف ضده.

 

ووسائل الإعلام تساعد على تأكيد هذه الصورة دون قصد. فترامب يحقق معدلات مشاهدة أو قراءة مرتفعة للجميع، وبعد ساعات من أى مواجهة بين الرئيس وأحد الصحفيين فى البيت الأبيض تظل القنوات التلفزيونية تتحدث عنه وتروج للدراما لأغراضها الخاصة وتستخدم تعبيرات درامية عادة ما تكون مخصصة لمناطق الحرب، لكنهم ليسوا فى حرب  ولكن مسرحية.

 

 وتقول ذا هيل إن السؤال الذى يبقى هل ما يحدث فى مصلحة أى أحد. وترى أن الصحافة ليست فى موقف الفوز، فعملهم يحتم عليهم توجيه الأسئلة الصعبة للرئيس، لكنهم فى نفس الوقت يقدمون للرئيس الخصومة التى يحتاجها الآن.

 

كما أعرب روبرت ريدفيلد، مدير مراكز الوقاية من الأمراض ومكتب نائب الرئيس عن شكوك بشكل مشابه بشأن دقة التوقعات، بحسب ما قال المسئولون الثلاثة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة