تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إذا كان لفيروس كورونا المستجد من "فضيلة" في هذه المحنة العالمية، فهي تحريكه نوازع الخير في البشر، وخصوصاً لدى قادة الدول والشخصيات الدولية والدينية، التي لا تتوقف عن المناداة بإعلاء قيم التضامن والتكافل بين البلدان والمجتمعات من أجل شحذ الإمكانيات والموارد للتغلب على هذا الوباء.
عبد الله الردادى
عبد الله الردادي: هل كان الشعوبيون على حق؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن قبل أزمة كورونا، كانت الحرب جلية بين تيارين، الأول منهما يدعو إلى تكامل اقتصادي عالمي، يمكن للعالم من خلاله تقليل التكاليف الصناعية وتكامل سلاسل التوريد العالمية واستفادة دول العالم من ميزات بعضها البعض لزيادة مستوى الرفاه المعيشي. وكان التيار الآخر يدعو إلى استقلالية الدول واكتفائها الذاتي وتقوية اقتصادها المحلي باتباع سياسات الحماية الاقتصادية. التيار الأخير كان هو التيار الذي انتقده الكثير من الاقتصاديين، وهو التيار الذي يتبع الرئيس الأمريكي ترمب بمقولته الشهيرة (جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، والتيار الذي يتبعه مناصرو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ذات التيار اليميني الذي اجتاح الحكومات الأوروبية وكثيرا من دول العالم، ذلك هو التيار الشعوبي الذي طالما استند مساندوه إلى ضرورة عدم الاعتماد على الدول الأخرى.
ولو كان لأزمة فيروس كورونا أن تقف في جانب أحد الصفين، فلا بد أنها تقف في صف الشعوبيين، الذين ساندت هذه الأزمة كثيرا من مطالبهم. فيصرح (بيتر نافاروا) المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي (أن الدرس الأكبر من هذه الأزمة هو عدم الاعتماد على الغير في المنتجات الطبية). ومن الصعب جدا لومه في هذه المقولة، فحين اشتدت الأزمة، نجت كل أمة بما لديها من مؤونة ومتاع لتواجه به الأزمة على انفراد، فالاتحاد الأوروبي منع تصدير الأجهزة الطبية للخارج، والهند منعت تصدير لقاح الملاريا (هيدروكسي كلوروكين) والذي أبدت بعض الدراسات أنه قد يكون حلا للفيروس. والرئيس الأمريكي أصدر أوامره لمصانع السيارات لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي بهدف تغطية النقص في السوق الأمريكي، ودول آسيوية مثل فيتنام أصدرت قرارات تمنع تصدير الأغذية للخارج. هذه هي القرارات الرسمية المعلنة، أما عن قرصنة بعض الدول للمنتجات الطبية والأدوية فهي لم تثبت حتى الآن، وإن كان من الصعب جدا غض الطرف عنها. هذا هو العالم اليوم، والذي وإن انكشفت عنه الغمة، فسيكون بصدد اتخاذ قرارات لا يمكن تجنبها، قرارات فرضتها أوقات صعبة جعلت سياسات مثل الحماية الاقتصادية تبدو منطقية.
أحمد عبد الرافع عبد المجيد
أحمد عبد الرافع عبد المجيد: الممارسة الدبلوماسية ما بعد "كورونا"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، لم يمر على الدبلوماسية وقت أصعب مما تمر به حالياً منذ توقيع معاهدة وستفاليا في العام 1648، التي يعتبرها المؤرخون أول اتفاقية دبلوماسية، يعرفها العالم في العصر الحديث، فمنذ ذلك الوقت أخذت الممارسة الدبلوماسية أهميتها كونها أداة مثلى لحل النزاعات وتحقيق المصالح بين الدول، وتوسعت مفاهيمها وأساليبها بشكل كبير، خاصة بعد قيام منظمة الأمم المتحدة في العام 1945 وما أقرته من أهداف ومقاصد أهمها حفظ الأمن والسلم الدوليين وإنماء العلاقات الودية بين الأمم، كما جاء في المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة، وتبعاً لذلك انخرطت الدول في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدبلوماسية التي هدفت لتوسيع التعاون بين دول العالم، فظهرت التكتلات الإقليمية والدولية، وتم تشجيع التعاون والتبادل بين الشعوب، وعمدت كثير من الدول على فتح حدودها وتشجيع حرية الحركة مع غيرها من الدول، واستمر الحال على ذلك المنوال حتى ظهور فيروس "كورونا" في بدايات العام الحالي 2020، فتعطلت الاجتماعات الدولية وألغيت الزيارات الرسمية أو أجلت إلى أجل غير مسمى، واقتصر دور الدبلوماسيين في شتى أرجاء العالم على متابعة تطورات انتشار فيروس "كورونا" أو مساعدة مواطنيهم في البلدان المعتمدين لديها للعودة إلى أوطناهم.
مفتاح شعيب: "كورونا" وفضيلة التضامن
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إذا كان لفيروس كورونا المستجد من "فضيلة" في هذه المحنة العالمية، فهي تحريكه نوازع الخير في البشر، وخصوصاً لدى قادة الدول والشخصيات الدولية والدينية، التي لا تنفك عن المناداة بإعلاء قيم التضامن والتكافل بين البلدان والمجتمعات من أجل شحذ الإمكانيات والموارد للتغلب على هذا الوباء وتطويق كل تداعياته السلبية.
من الفاتيكان، علا صوت البابا فرنسيس، داعياً، في عظة مؤثرة ومشهد غير مألوف في ساحة القديس بطرس، إلى الإحساس بالدول الأشد فقراً والتفكير جدياً في خفض أو إلغاء ديونها وتخفيف العقوبات على دول أخرى، كما دعا إلى التوقف عن صنع الأسلحة والاتجار بها واستخدام الأموال الطائلة بشأنها في معالجة المصابين وإنقاذ الأرواح. واخترقت هذه الدعوة كل حواجز العزل الصحي المفروضة حول الفاتيكان في إيطاليا وفي كل دول العالم تقريباً، على أمل أن تجد من يسمعها وينفذها. وقبل بابا الفاتيكان، كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قد دعا زعماء جميع الأديان حول العالم، لتوحيد القوى باتجاه العمل على إحلال السلام في جميع أرجاء العالم والإيمان بقيم الإنسانية المشتركة لهزيمة فيروس كورونا المستجد من أجل الحفاظ على سيرورة الحياة في المدن والقرى حول العالم.