وصل تمثال الحرية الذى وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى 19 يونيو من عام 1885م، كهدية من فرنسا، وهو عبارة عن تمثال يرمز إلى الديمقراطية ويجسد سيدة تحررت من قيود الاستبداد، التى ألقيت عند إحدى قدميها، وتمسك فى يدها اليمنى شعلة ترمز إلى الحرية، بينما تحمل فى يدها اليسرى كتابًا نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"، ولكن مؤخرا تم اكتشاف مخططات تؤكد أنه تم إجراء تعديل على الذراع فى اللحظات الأخيرة، وهو ما غير خطط المهندس الفرنسي جوستاف إيفل الذي صمم هيكله الإنشائى.
ويشتهر إيفل ببرجه في باريس، لكنه حدد أيضا كيفية جعل التصميم المرسوم لتمثال الحرية سليما من الناحية الهيكلية. ولم يكن ذلك سهلا بالنظر إلى أن ميناء نيويورك الذى يعاني من رياح شديدة، وتظهر المخططات التي تم تحليلها حديثا، حسب ما ذكر موقع روسيا اليوم ناقلا عن لايف ساينس، أن إيفل صمم في الأصل ذراع تمثال الحرية لتكون أكثر قوة وعمودية، أى أكثر ثباتا مما هى عليه اليوم، وفقا لمجلة Smithsonian magazine، التى نشرت تغطية عن قصة التمثال لأول مرة.
المخططات
لكن المخططات تكشف أن شخصا آخر يدعى فريديريك أوجست بارتولدي هو من نحت التمثال، وعدل الذراع لتكون أكثر نحافة وميلا إلى الخارج، ما يجعلها أكثر جمالية، ولكنها أيضا أكثر هشاشة. ووقع الكشف عن المخططات عندما اشترى تاجر، باري لورانس رودمان مجلدا من أوراق إيفل التاريخية في مزاد بباريس عام 2018.
ووفقا لبيان المزاد، فقد تضمنت الأوراق خططا لتمثال الحرية، وهي جائزة فريدة من نوعها لأنه لا يوجد سوى نسختين معروفتين أخريين من هذه المخططات، إحداهما في مكتبة الكونجرس والأخرى في مجموعة خاصة في فرنسا، وفقا لمعرض Antique Maps.
المخططات
ووجد رودمان وألكس كلاوسن، مدير معرض Antique Maps، داخل المجلد، مجموعة من الأوراق المطوية بإحكام والتي لا يمكن فتحها دون إتلافها، لذا أرسلوا الوثائق التاريخية إلى المحافظ، الذى وضع الأوراق فى غرفة مرطبة لجعلها أكثر مرونة. وسرعان ما وجد رودرمان وكلاوسن نفسيهما يبحثان ليس فقط فى المخطوطات ولكن في 22 رسما هندسيا أصليا لتمثال الحرية، والعديد منها يحتوي على ملاحظات وحسابات مكتوبة بخط اليد وقوائم بالأجهزة المطلوبة ومواصفات التصميم المختلفة.
ويعتقد المؤرخون منذ فترة طويلة أن بارتولدى راجع مخطط إيفل لتعديل ذراع التمثال، ويبدو أن هذه المخططات تعطى أخيرا دليلا ملموسا على ذلك.
ويرجع تاريخ المراجعات إلى 28 يوليو 1882، بعد أن بدأ بناء التمثال، ومن غير الواضح ما هو رأي إيفل في هذه التغييرات، حيث انتقل إلى مشاريع أخرى بحلول ذلك الوقت، وكان مساعدوه بمثابة جهات اتصال مع بارتولدى، وقال إدوارد بيرينسون، المؤرخ فى جامعة نيويورك: "قد يكون هذا أحد الأسباب وراء قرار بارتولدى بأنه يستطيع إجراء تعديلات، لأنه كان يعلم أن إيفل لم يكن عمليا تماما".
ووقع افتتاح التمثال رسميا في عام 1886. ومنذ ذلك الحين، طرحت ذراع تمثال الحرية الرفيعة مشكلات فى أوقات مختلفة، على سبيل المثال، فى عام 1916، قام مخرب ألمانى بتفجير مستودع ذخيرة فى جزيرة قريبة، وهو انفجار يعادل زلزالا بقوة 5.5 درجة، حسبما ذكرت مجلة سميثسونيان، وتسبب هذا الانفجار فى تلف جزئى للتمثال كلفته أكثر من 100 ألف دولار، وأغلقت الشعلة أمام الزوار. وفي الثمانينيات، اقترح المهندسون تحصين ذراع التمثال، لكن المحافظين تدخلوا قائلين إن التمثال لا ينبغى أن يميل عن رؤية بارتولدى.