ـ وكالة الطاقة الدولية: مشتريات الخام المخصصة للاحتياطات الاستراتيجية خلال الشهرين المقبلين 200 مليون برميل
مازالت تفاصيل اتفاق أوبك+ تتكشف يوما تلو الآخر، حيث كشف وزير الطاقة السعودى الأمير عبد العزيز بن سلمان، اليوم الثلاثاء، أن التخفيضات الفعلية لإمدادات النفط العالمية ستبلغ نحو 19.5 مليون برميل يومياً، مع الأخذ فى الاعتبار اتفاق الخفض الذى أبرمته «أوبك بلس»، وتعهدات من دول أخرى فى «مجموعة العشرين»، ومشتريات النفط المخصصة للاحتياطيات.وفق صحيفة الشرق الأوسط.
وأعلن تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم أعضاء المنظمة ودولاً من خارجها أبرزها روسيا، اتفاقاً تاريخياً على خفض الإنتاج يبدأ بـ9.7 مليون برميل يومياً خلال شهرى مايو ويونيو المقبلين، ويوصف بأنه أكبر خفض من نوعه في تاريخ إنتاج الخام العالمي.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان للصحفيين فى مؤتمر عبر الهاتف أن دول مجموعة العشرين من خارج «أوبك بلس» تعهدت بخفض إمدادات النفط بنحو 3.7 مليون برميل يومياً، بينما من المتوقع أن تبلغ مشتريات الخام المخصصة للاحتياطيات الاستراتيجية 200 مليون برميل خلال الشهرين المقبلين، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
وأضاف أن المملكة قد تقلص إنتاج النفط إلى أقل من حصتها الحالية البالغة 8.5 مليون برميل يومياً إذا كانت هناك حاجة للسوق، وإذا جرى تنفيذ التخفيضات بشكل جماعى مع بقية المنتجين «على أساس متناسب».
وسيعقد الاجتماع المقبل لـ«أوبك بلس» عبر دائرة تلفزيونية مغلقة فى يونيو لاتخإذ قرار بشأن سياسة الإنتاج. وقال وزير الطاقة السعودي: «علينا أن نراقب ما يحدث من تضرر للطلب أو تحسن للطلب اعتماداً على تطور الأمور».
ترامب: اتفاق تاريخى
ومن جانبه وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاتفاق الذى توصلت إليه أوبك+ فى اجتماعها الذى عقد افتراضيا الأسبوع الماضى برئاسة السعودية، أنه"اتفاق تاريخى" مضيفا أنه يتطلع إلى تخفيض 20 مليون برميل يوميا وليس 10 ملايين برميل يوميا فقط.
وتقدم ترامب بالشكر لروسيا والسعودية على اتفاق أوبك+، ورئيس المكسيك الذى أظهر درجة عالية من المرونة والذكاء، واصفا الاتفاق بالتاريخى، وأوضح أننا نعيش فى أوقات لم نشهدها منذ سنوات، ونحن فخورون بالشعب الأمريكى، وحسهم الوطنى الذى يطغى على كافة المواطنين الذين أظهروا التزاما لمحاربة الفيروس.
وقال إننا سويا نحارب هذا العدو غير المرئى، ونمهد الطريق لإعادة البلاد إلى مسارها الاقتصادى المتنامى.
ترحيب دولى بالاتفاق
ومن جهة أخرى لاقى الاتفاق بين منظمة أوبك وشركائها المتعلق بأكبر خفض لإنتاج النفط في التاريخ ترحيبا دولياً واسعا، لما سيجلبه من استقرار في أسواق النفط العالمية.
فقد وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء أمس، بالعظيم، موجها شكره للملك سلمان. كما أثنت الإمارات والكويت والعراق وكندا عليه.
ومن جانبها روسيا فشددت على دعمها له، وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعاهل السعودي الملك سلمان، والرئيس الأمريكي، دعموا جميعا قرار أوبك.
بدوره، أكد وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، في تغريدة على حسابه على تويتر، أن قرار أوبك+ بإجراء التخفيض الأكبر للإنتاج في تاريخ المنظمة سوف يكون له أثر كبير في إعادة التوازن للسوق النفطية، في وقت يشهد فيه العالم تكاتف الجميع لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
أعرب عن شكره للسعودية التي دعت لهذا الاجتماع الذي أسفر عنه الاتفاق على خفض الإنتاج بـ10 ملايين برميل يوميا أو ما يوازي 10% من الإمدادات العالمية بعد محادثات ماراثونية الخميس الماضي.
ورحبت كندا رابع أكبر منتج في العالم للنفط الذي يمثل 8 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، مساء الأحد بالاتفاق، واصفة إياه بـ"الخبر السار".
وكتب وزير الموارد الطبيعية سيموس أوريجان على تويتر "نرحب بأي أخبار تحقق الاستقرار لأسواق النفط العالمية".
من جهته، قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في ساعة متأخرة من مساء الأحد، إن الاتفاق الذي توصل إليه اجتماع أوبك+ سيحقق استقرار السوق. وأضاف في بيان أن الاتفاق على الخفض الكبير في إنتاج النفط سيساعد على خفض مخزونات النفط وتعزيز الأسعار.
ووفق العربية فقد قال د. وليد خدوري الخبير النفطي "أن الاتفاق يعد تاريخياً حيث استطاعت أوبك جمع معظم الدول المنتجة حولها وهو ما يشكل تطور جديدا وحجم الخفض سيعالج انخفاض الطلب".
وأضاف "لكن يجب الانتباة إلى تفاصيل أخرى ومنها طلب توضيح لقرارات مجموعة العشرين بشأن الخفض وعرض الأرقام الدقيقة لحصة كل دولة من الخفض والآلية المتبعة. وبلاشك الأسعار ستتفاعل مع توضيع هذة التفاصيل".
شركاء أوبك
وكانت كبرى الدول المنتجة للنفط اتّفقت، الأحد الماضى،على خفض الإنتاج بهدف دعم أسعار النفط المتهاوية على خلفية أزمة كوفيد-19.
وكتب وزير النفط الكويتي خالد الفاضل على تويتر "بفضل من الله ثم بالتوجيهات الحكيمة والجهود المتواصلة والمحادثات المستمرة منذ فجر الجمعة، نعلن إتمام الاتفاق التاريخي على خفض الإنتاج بما يقارب 10 ملايين برميل من النفط يومياً من أعضاء "أوبك +" ابتداء من الأول من مايو 2020".
في حين قال وزير الطاقة المكسيكي روسيو ناهلي على تويتر، إن الاتفاق يهدف إلى "خفض إنتاج النفط بمقدار 9,7 مليون برميل بدءا من مايو".
تحديات
وعن التحديات التى تنتج عن خفض الإمدادت النفطية، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "معادن" مساعد العوهلي، في مقابلة مع "العربية"، أن الشركة تواجه في المرحلة الحالية تحديات وسط تراجع أسعار السلع.
وقال العوهلي :"نعمل للحفاظ على مستويات الإنتاج خاصة مع تحسن الأسعار"، مشيرا إلى أن أسعار الذهب تشهد ارتفاعا بسبب الظروف الحالية وأزمة كورونا، وهي مصدر أساسي لدخل الشركة، وأفاد: "نفضل الاحتفاظ بالنقد في الوقت الحالي لمواجهة تداعيات كورونا".