رغم تصريحات الصحة العالمية مؤخرا بأن فيروس كورونا كان بطيئا في الوصول إلى قارة أفريقيا، مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، فإن العدوى زادت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة واستمرت في الانتشار حتى وصل عدد المصابين بالقارة السمراء 14 ألفا و524 مصابا، فيما وصل عدد الوفيات بالوباء 788 حالة، وتعافى 2570 شخصا وفق الاتحاد الأفريقي.
وفق آخر إحصائية وصل عدد سكان القارة الإفريقية إلى مليار و304 ملايين و645 ألف نسمة، ويمثل هذا العدد 16.8٪ من إجمالى عدد السكان فى دول العالم، وأصبحت دول غرب افريقيا هي الأكثر تأثرا بفيروس كورونا وجاءت الكاميرون والتي يصل عدد سكانها إلى 26 مليونا و545 ألف نسمه من أكثر الدول تأثرا ليصل عدد المصابين فيها إلى 820 إصابة و12 حالة وفاة فيما تعافى 98 أخرون.
وفي كوت دى فوار والتي يصل عدد سكانها 26 مليون و378 وصل عدد إصابات الفيروس إلى 574 مصابا و5 وفيات ، وفى غانا والتي يصل عدد سكانها إلى 31 مليونا 72 ألف نسمة وصل عدد الإصبات بالفيروس إلى 566 إصابة و8 حالات وفيات ، وفى النيجر التي يصل عدد سكانها إلى 24 ألفا .
أما دول شرق افريقيا كانت الأقل تأثرا، ففي جيبوتى والتي يصل عدد سكانها إلى 988 ألف نسمه وصلت عدد الإصابات بالفيروس 214 إصابة وتوفى أثنين فيما تعافى 36 وفقا للاتحاد الأفريقي.
ومن جانبها، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه وصلت العدوى إلى القارة عن طريق المسافرين العائدين من البؤر الساخنة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتم تسجيل أول حالة إصابة في أفريقيا في 14 فبرايروكانت العدوى في البداية مقتصرة على العواصم، والآن يُبلِّغ عدد كبير من البلدان في أفريقيا عن حالات في محافظات عديدة.
فيما قالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "لا تنحصر قدرة مرض كوفيد - 19 على التسبب في آلاف الوفيات فقط، بل الدفع إلى الدمار الاقتصادي والاجتماعي أيضاً، ويتطلب ذلك استجابةً لا مركزية، مُصمَّمة حسب السياق المحلي. ويجب تمكين المجتمعات المحلية، وينبغي للحكومات على مستوى المحافظات والمناطق ضمان توافر الموارد والخبرة اللازمتين للاستجابة للفاشيات محلياً".
وأضافت تعمل الأمم المتحدة على مستوى أفريقيا لتعزيز قدراتها في مجالات الاستجابة الحاسمة، مثل التنسيق والترصُّد والاختبار والعزْل والتدبير العلاجي للحالات وتتبُّع المُخالِطين والوقاية من العدوى ومكافحتها والإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية والقدرات المختبرية ، حيث قامت غانا وكينيا ومصر والمغرب وتونس ونيجيريا بتوسيع نطاق الاختبارات الوطنية ليشمل العديد من المختبرات، مما يتيح لا مركزية الاختبار.
ومن جانبه، صرَّح الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، قائلاً: "لا تزال الفرصة سانحة أمام أفريقيا للحدّ من انتقال المرض وإبطائه. ويجب على جميع البلدان التعجيل بالاستجابة الشاملة للجائحة وتوسيع نطاقها، بما يشمل تنفيذ مجموعة مناسبة من تدابير الصحة العامة والتباعد البدني المُثبت جدواها. ويجب على الدول الأعضاء التركيز على المكافحة الفعَّالة " لافتا إلى أن العزل المبكر لجميع الحالات، بما يشمل حالات الإصابة الخفيفة، هو أحد تدابير المكافحة الرئيسية، بالإضافة إلى الكشف المبكر، وتتبُّع المُخالِطين والعلاج المبكِّرَيْن. وتُعد البيانات الوبائية الدقيقة والمناسبة إحدى أهم الأدوات في توجيه الاستجابة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن هناك مخاوف بشأن تأثير الجائحة على البلدان ذات النُظُم الصحية الهشَّة، مطالبه المجتمع الدولي تقديم الدعم التقني والمالي لهذه البلدان لتعزيز قدرات الاستجابة الرامية إلى الحدّ من انتشار الفاشية. وقد لا تتوافر لدى بعض البلدان القدرة الكافية على تجهيز وحدات الرعاية المركَّزة بموارد مثل الأسِرَّة، وأجهزة التنفس الصناعي، والعاملين المُدرَّبين.
ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي فإن مع ظهور جائحة كورونا تفاقمت أزمة الجوع الحادة الناجمة عن المناخ والركود في دول أفريقيا ومن جانبه قال إدي رو، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي: "في الوقت الذي يكافح فيه معظم الزيمبابويين بالفعل لوضع الطعام على الطاولة ، فإن جائحة كوفيد قد تزيد من الشعور باليأس على نطاق أوسع وأعمق".
وناشد برنامج الأغذية العالمي بتوفير 130 مليون دولار حتى أغسطس القادم لمنع ملايين الأشخاص الأكثر ضعفاً من الانزلاق أكثر في براثن الفقر.