واصل رجب طيب أردوغان الرئيس التركى ممارسة استغلال نفوذه من أجل إخراج اللصوص من السجون، هذا ما أكدته المعارضة التركية، عقب إقرار البرلمان التركي قانونا يتيح الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء لتخفيف الازدحام في السجون وحماية المعتقلين من الإصابة بفيروس كورونا".
قانون ظالم
وكشف رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتشدار أوغلو، أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، لم يتحدث عن قانون تعديل الأحكام المعروف باسم قانون العفو، الذي يناقشه البرلمان حاليًا، لأنه يعلم جيدًا أنه قانون ظالم.
وبيّن في مقطع فيديو نشره على حسابه على تويتر قائلًا «يناقش البرلمان التركي قانون العفو. فعمن تعفو؟ دعونا نعرف هذا أولًا. سيتم العفو عن المغتصبين واللصوص والفاسدين، ومن ينهبون الدولة، ومن يشجعون الأطفال على الفحش. جاء القانون للعفو عن كل هؤلاء. وأنا لدي شغف. أردوغان الذي يتحدث في كل الموضوعات لماذا لا يتحدث عن قانون العفو هذا؟».
وأجاب كيلتشدار عن هذا السؤال قائلًا: «لماذا لا يتحدث؟ لأنه يعرف جيدًا أنه يقترف خطأ، ويعرف جيدًا أنه يظلم. فلماذا تخرجهم لماذا تخرجهم بهذا القانون؟
السلطة التركية نهايتها تقترب
بدوره قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي «دواء»، ووزير الاقتصاد الأسبق، علي باباجان، إنه إذا أصرت السلطة على الأخطاء التي ترتكبها، فستكون نهايتها، وأن ذلك ما يحدث طوال تاريخ السياسة.
وظهر "باباجان" بأحد برامج تلفزيون KRT، معلقًا على حالة الهرج التي شهدتها تركيا خلال يوم الجمعة الماضي بعد قرار الداخلية بفرض حظر تجوال لمدة 48:"انظروا إلى ما شهدناه خلال الـ48 ساعة، مارأيناه هو أنه لا يوجد نظام إدارة وأن الأزمة لا يمكن أن تدار بهذا النظام. المسئولية مهمة، ومن في السلطة لديهم مسئولية حيال هذا. أين تلك المسئولية؟ ليس من المعقول أن يأتي يوم الإثنين ونتعامل على أن شيئًا لم يكن خلال الساعات الماضية".
وشدد باباجان على ضرورة ان تعود تركيا لنظام الحكم البرلماني والتخلي عن النظام الرئاسي الذي أتى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال باباجان: "لا يجب أن تدار البلاد بعقل واحد أو مجموعة صغيرة ضيقة. لا أحد له الحق في أن يقول فعلت هذا وأردت ذاك. لابد أن يشارك الجميع. يجب يكون هناك تشاورًا. لا يمكن تحقيق النجاح إذا حاولت تجاهل العلم والعقل والتشاور. تظهر جميع أوجه القصور في الدولة وقت الأزمات. إذا كانت القرارات المؤجلة تسرع من انتشار الفيروس، فهذا خطأ كبير. فلندر هذه الأزمة بالتشاور مع المنظمات غير الحكومية والعلماء والأحزاب السياسية".
وأوضح باباجان أن الشعب التركي بدأ يميل نحو المعارضة، قائلًا: "يبدو الدعم الشعبي للمعارضة اكثر خلال استطلاعات الرأي، أنه امر مؤسف للغاية. ادعو الجميع إلى استخدام العلم والعقل والتشاور".
وعلق باباجان على قانون العفو المطروح حاليًا بالبرلمان التركي قائلًا: "لا يمكن لأي شخص أن يفقد حقه الأساسي بسبب أنه محتجز بالسجن ومعتقل. هناك حزبان يحاولان إدارة العملية دون الاستماع لأي شخص آخر بالبرلمان التركي".
واكد باباجان أن تركيا كانت تقدم أمثلة ناجحة كثيرة للعالم أجمع، لكنها مؤخرا تخلت عن العمل الجماعي وأصبحت السلطة تسير وحدها، وتركت العلم والعقل، ووصلت تركيا إلى تلك الحالة المزرية، مشيرا إلى أن هدف حزبه الجديد هو الدفاع عن الحريات والحقوق الأساسية وسيادة القانون بجميع أنحاء تركيا، مستدركا: "لقد سئم شعبنا من التوتر وأسلوب المشاجرة. الناس يريدون السلام".
وعلق باباجان عن قرار الداخلية التركية بمصادرة الحسابات البنكية لاحزاب المعارضة التي كانت مخصصة لجمع التبرعات، قائلًا: "يجب أن ننظر إلى روح العمل فالبلاد تشهد الآن وباء. لابد من فتح الطريق للبلديات وندع الناس يطلبون المساعدة ويساعدون بعضهم البعض".
كورونا في تركيا
وكان وزير الصحة التركى فخر الدين قوجه، ، قال إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في بلاده زاد 4093 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بينما زادت حالات الوفاة بواقع 98 ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 1296، وأن إجمالي عدد الإصابات فى البلاد بلغ 61049، مشيرا إلى أن حالات الشفاء بلغت 3957 حتى الآن كما بلغ عدد الفحوص التي أجريت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 34456