انقلبت حياة الأطفال حول العالم بشكل كبير بعد تفشى فيروس كورونا، فقد تغيرت عاداتهم اليومية مثل الذهاب إلى المدارس، والاختلاط بالآخرين، وممارسة الهويات، والتي توقفت بشكل نهائي، فضلاً عن المحاذير التي يتلقوها يومياً من أولياء أمورهم، مما يجعلهم يشعرون بالضيق من هذه الأجواء الجديدة عليهم، وعبر عدد من الأطفال عن مشاعرهم بالوقت الحالي بأكثر من طريقة ما بين رسائل و رسومات و فيديوهات كوميدية.
وعبر الطفل الإيطالي البالغ من العمر فقط 7 أعوام، عن غضبه من انتشار الفيروس برسالة موجهة لعمدة مدينته كازيرتا في إقليم كمبانيا جنوبي البلاد، حيث كتب بها :"لماذا لا يمكنك أن تجعل هذا الفيروس السيئ يختفي"، وفقا لموقع "greenme" الإيطالي.
ويفتقد دوناتو زملاءه في المدرسة ومعلميه وزيارة أقاربه وأحبائه واللعب بحرية في الهواء الطلق، الأسباب التي دفعته لكتابة رسالته لعمدة مدينته قائلا: "عزيزي العمدة؛ اسمي دوناتو وأبلغ من العمر 7 أعوام، مرت أيام كثيرة لم أرَ فيها معلميّ وأصدقائي، وأنا أفتقدهم بسبب هذا الفيروس السيئ، وأردت أن أسألك: لماذا لا يمكنك أن تجعل هذا الفيروس السيئ يختفي؟".
ولم ينتظر دوناتو طويلا حتى رد عليه عمدة دوناتو وقال: "لسوء الحظ لا يمكنني إخفاء هذا الفيروس، ولكن يمكنني الاستمرار في القيام بما تفعله، وما تفعله أمك، ومعلموك، وزملاؤك وجميع المواطنين المسؤولين في كازيرتا، وهو احترام القواعد وجميع الاحتياطات التي توصينا الحكومة باتباعها حتى يتم هزيمته في جميع أنحاء إيطاليا".
وتابع: "أنت بالفعل بطل المسؤولية، ويجب أن تفخر بالتضحيات التي تقدمها، فعندما ينتهي كل هذا، سيكون جميلا للغاية أن تحتضن كل أولئك الذين لا يمكنك مقابلتهم الآن".
وفي الوقت الذي يقبع فيه ملايين الأطفال في منازلهم لأن مدارسهم ودور الحضانة قد أغلقت، بدأ العديد منهم يتركون ملاحظات مرسومة يدويا في أحيائهم تحمل المرادف الإيطالي للعبارة الكانتونية "جيايو" التي تترجم إلى "لا تستسلم" أو "تماسك"، وقد استخدمت بشكل متكرر في شوارع الصين منذ بدء تفشي المرض.
ويبدو أن المبادرة -كما ذكرت صحيفة جارديان البريطانية- قد بدأها عدد قليل من الأمهات في مدينتي باري وبوغليا، باستخدام فيسبوك، ثم انتشرت في جميع أنحاء البلاد.
ورسم طفل يبلغ من العمر خمس سنوات قوس الشمس وعليه شعار "كل شيء سيكون على ما يرام"، ومع انتشار الشعار، قالت أمه رومينا أنارد "بعد لحظة من الذعر بين السكان هناك الآن تضامن جديد".
وقالت المحامية في حقوق الإنسان مارتا آشلر -التي تعيش مع أسرتها في فلورنسا- إن هذا الشعار ساعد طفليها الصغار على التعامل مع الوضع المخيف، وأضافت "قد نكون معزولين هنا لكن رسالة الأمل تنتشر".
وقالت لويزيلا روميو، وهي مرشدة سياحية من البندقية لم تتمكن من العمل منذ 29 فبراير: "عندما أطل من نافذتي أرى هذه اللافتة الضخمة المكتوب عليها: كل شيء سيكون على ما يرام".
وتضيف أن "الرسالة تساعدنا، والبندقية مجتمع قوي وكلنا نعرف بعضنا بعضا، والشعار لا يعني: استرخ ولا تبال، بل يعني لا تستسلم".
أما الطفل آسر المصرى قام بتوجيه رسالة مصورة لحث جميع الأطفال على أهمية الجلوس فى المنزل لمنع تفشى الفيروس، يقول بها :"أنا قاعد في البيت علشان الموضوع فظيع جدا وياريت تقعدوا في البيت انا بعمل التمرينات اون لاين، وكل العالم بيعمل كدا".
وتابع: "أنا وجدي قاعدين في البيت ومبحبش النزول، وبلعب من خواتي في البيت مبننزلش نهائي، على ما تعدي الايام بخير".
كما قام عدد من أطفال الكويت بتوجيه رسالة للوقاية من كورونا، ووجه الأطفال مجموعة من الرسائل للآباء والأمهات منها: "أمي وأبي إذا تحبوننا لا تخرجون"، و"قعدتنا في البيت وقاية وللوطن حماية"، و"أنتم عيوننا وأنتم للقلب نبضه لأجلنا اقعدوا في البيت"، و"نحن أمانة عندكم"، و"أمي أبي حتى لا نمرض خلونا بالبيت".
كما وجه الأطفال مجموعة من الرسائل لمواجهة الشائعات أبرزها: "كل إشاعة تسمعها عن النشر امنعها"، و"خليك واعي والشائعات ما لها داعي"، واصفين الجلوس بالمنزل بـ"الواجب الوطني".
واختتم الأطفال رسالتهم قائلين: "إذا تحب الكويت وتخاف علينا وتهمك مصلحتنا خليكم بالبيت واسمعوا التعليمات، نحن نحبكم ونحب الكويت".
دعوة أطفال الكويت للبقاء في المنزل pic.twitter.com/E2Bi7MZvmE
— كـــــــــــونا KUNA (@kuna_ar) March 16, 2020
كما وجه الطفل الأسواني عبد الله الكحلاوى رسالة بطريقة طريفة عن طريق أغنية "يا كرونا مالك ومالنا يا كرونا سيبينا في حالنا احنا اللي فينا مكفينا"، والتى أنتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وظهر وهو يقوم بالإيقاع بواسطة عصا ووعاء.
و الطفل عبد الله يبلغ من العمر 13 سنة، ويدرس بالصف الثالث الإعدادى، ينتمى لأسرة بسيطة مكونة من 5 أفراد، إلا أنه الوحيد من بين أشقاءه الذى أحب الغناء ومارس موهبته بالغناء مبكراً بعد أن أصبح بارعاً فى حفظ كلمات الأغانى سريعاً.
كما وجه الطفل مايكل رسالة لرئيس الوزراء الكندى جاستن ترودر، يقول بها :"آمل أن تكون زوجتك بخير، لقد فوجئت عندما علمت أنها مصابة بالفيروس! لا أريد أن يصل الفيروس إليك"، ثم طرح مايكل سؤالين على ترودو حول فيروس كورونا، وهما:"ما هي احتمالات إصابة الجميع في كندا بالمرض؟.. وما الذي تفعله أيضا للوقاية من الفيروس ؟"
وطلب مايكل من ترودو أن يبذل قصارى جهده، لأنه لا يريد أن يصل الفيروس إلى أجداده، كما شكر الطفل ترودو قائلا: "شكرا لك على كل عملك الشاق".
وبالفعل رد ترودو على الطفل في تغريدة قائلا : "شكرا لرسالتك مايكل، صوفي تشعر بتحسن، و أنا أشعر أنني بخير..نحن نعمل بجد لإبطاء انتشار الفيروس والحفاظ على أجدادك وجميع الكنديين في أمان".
وأعطى ترودو الطفل بعض النصائح منها: "اغسل يديك باستمرار، واستخدم كوعك عند السعال".
وأخبر ترودو الطفل أيضا أن جميع العاملين في الرعاية الصحية في كل أنحاء كندا يركزون على الحفاظ على سلامة جميع الكنديين، بما في ذلك هو وأجداده.
