إن إرشادات منظمة الصحة العالمية منذ انتشار فيروس كرونا المستجد، بضرورة الحجر المنزلى للنجاة من الفيروس، وكذلك عدم مخالطة المرضى أو الأشياء التى تخصهم وبقاء الفيروس على الأسطح والمواد المختلفة لفترات معينة والتى من الممكن أن تنقل الفيروس، فنجد أن كل هذه النصائح أشار به أطباء المسلمين.
قال الأثرى شريف فوزى، إن المورخ والطبيب الشهير ابن الخطيب الأندلسى، وحينما اشتد وباء الطاعون الأسود بالعالم فى عام ١٣٤٨م كتب رسالة أو مقاله عن الطاعون وأسباب العدوى، قائلا : "لقد ثبت بالتجربة والاستقراء والحس والمشاهدة والأخبار المتواردة أن من يخالط المريض يهلك وأن من لم يخالطه يسلم"، كما تحدث عن شيء نتناوله الآن وتذكره التقارير الطبية وهو مناعة جسم الإنسان وأنها الفارقة فى انتقال العدوى من شخص لآخر.
وأشار شريف فوزى، إلى أن المؤرخ الطبيب ابن الخطيب، ذكر أن الداء يصيب الناس حسب استعداداتهم الجسدية، فقد يصيب لأول وهلة أو يصيب أحدهم بشدة أو بضعف أو لا يصيبهم برغم أنهم محتكين بمريض، كذلك تحدث ابن الخطيب عن انتقاله عن طريق الثوب أو الآنية، أى الأدوات المستعملة فيتحدث عن هلاك من يعلق قرط أى حلق فى أذنه ويعدى من فى الدار ثم ينتشر المرض إلى الجيران والزائرين، فهو ما تذكره الآن منظمة الصحة من تواجد الفيروس على الملابس والمواد المختلفة من معادن وزجاج وبلاستيك وورق وغيره لفترات من الوقت.
أما الحجر المنزلى، قال شريف فوزى، فقد ذكر ابن الخطيب الأندلسى، حادثتين هامتين أحدهما عن فقيه شهير ابن أبى مدين بمدينة سلا وكيف أنه نجى من الوباء حينما التزم بيته وبنى جدار على بابه وخزن به مؤن، وذكر كذلك نجاة أسرى المسلمين فى سجون الأعداء بالأندلس، نظرا لأنهم معزولين ليأتى أطباء أوربا بعدها بعشرات السنين للتحدث عن أن الوباء ينتقل بالعدوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة