أظهرت دراسة حديثة، أن رواد الفضاء الذين يقضون أكثر من ستة أشهر في الفضاء بدون جاذبية معرضون لخطر الإصابة بتلف الدماغ، وكشفت الدراسة أن انعدام الجاذبية يمكن أن يتسبب في تضخم الدماغ، وبالتالي يزيد من خطر إصابة رواد الفضاء بالخرف، حيث درس باحثون من جامعة تكساس عمليات مسح دماغ رواد الفضاء بعد عام من عودتهم من محطة الفضاء الدولية بحثًا عن علامات الضرر.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يؤدي نقص الجاذبية التي يعاني منها البشر في الفضاء إلى إعادة توجيه الدم بعيدًا عن الذراعين والساقين إلى الدماغ، مما يتسبب في تراكم الضغط داخل الجمجمة.
وكشفت نتائج سابقة، أن الفترات الطويلة في الفضاء تسبب مشاكل في الرؤية عند رواد الفضاء، ولكن هذه الدراسة الجديدة تظهر أن التأثير يمكن أن يكون أسوأ بكثير.
يدرس الباحثون طرقًا لمواجهة آثار الجاذبية الصغرى، وهو أمر مطلوب قبل أن يقوم البشر برحلة التسعة أشهر أو أكثر إلى المريخ.
فيما يعتقد باحثو تكساس أن عملية إعادة توجيه الدم إلى الدماغ يمكن أن تتسبب في تضخم حجمه وتقلص الغدة النخامية، وهي جزء من نظام الغدد الصماء في الجسم، التي تفرز الهرمونات في الدم ويمكن أن يكون الضرر غير قابل للإصلاح.
يشتبه الفريق في أن هذا قد يسبب صعوبة في المشي، ومشاكل في التحكم في المثانة وزيادة خطر الإصابة بالخرف، إذا قضى رائد فضاء فترة طويلة خارج جاذبية الأرض.
ويبحث العلماء حاليا خيارات لحل الأزمة ومواجهة تأثير الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان، والتي منها إنشاء الجاذبية الاصطناعية باستخدام جهاز طرد مركزي كبير، كما أنهم يبحثون في استخدام الضغط السلبي على الأطراف السفلية لمواجهة تحول الدم إلى الدماغ.
وأجرت الدراسة عمليات المسح قبل وبعد رحلات رواد الفضاء مباشرة إلى محطة الفضاء الدولية، ثم في عدة نقاط خلال العام التالي، فيما أظهرت النتائج أن فترات التعرض الطويلة لضعف الجاذبية تسببت في اتساع حجم دماغ رواد الفضاء والسوائل الدماغية النخاعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة