بقلوب لا تعرف الانكسار وإيمان لا يعرف الهزيمة وعزيمة لا تعرف المهانة وقوة لا تعرف الضعف، واجه فريق التمريض بمستشفى حميات أشمون بمحافظة المنوفية مرض كورونا، واستقبلوا خبر إصابتهم به بكل إيمان وجلد فى مواجهته والقضاء علية ليكتب الله لهم النجاة والعودة إلى منازلهم فى رحلة من العذاب بدأت بإعلان النتائج الإيجابية لحالتهم لتبدأ رحلة من الصراع تنتهى بالنجاة لهم جميعا.
البداية كانت مع خبر إصابة إحدى الممرضات بمستشفى حميات أشمون، ليبدأ مع سيناريو صعب حاول فيه الجميع أن يعبره بجسر من التفاؤل والتضحية، ليتم جمع كل الفريق الطبى بقيادة الدكتور محمد سلامة مدير مستشفى حميات أشمون، ويتم عمل مسحات شاملة لكل الفريق الطبى، وينتظر الجميع محتبسا لأنفاسه نتائج التحاليل.
تأتى التحاليل بمفاجأة كبرى فى أن ضمن النتائج أربعة ممرضات ظهرت نتائج التحاليل إيجابية ليبدأ معه سيناريو جديد من المعاناة النفسية بين الجميع، وتنتقل سيارات الإسعاف بالقرب من المستشفى فى انتظار خروجهن من أجل النقل إلى مستشفى الحجر ما بين مستشفى بها ومستشفى تمى الأمديد بالمنصورة وتبدأ قصص الكتيبة داخل غرف الحجر حتى الخروج إلى المنازل.
وقالت عبير فرحات عبد الغفار شرف، مشرفة التمريض، والمقيم بقرية سبك الأحد، أنها كانت قد تعرضت للإصابة، وواجهت بكل قوة وعزيمة ما تعرضت له، مؤكدة أن ما أصابها ما كان ليخطأها، وأن المرض ليس بايدى أحد، مشيرة إلى وقوف كل أسرتها معها بشكل كبير حتى كتب الله لها النجاة والسلامة من كل شر.
وأضافت شرف، أنها قد تعرضت هى وأسرتها إلى عدد من المضايقات لكنها جميعا تمحى بمجرد العودة إلى المنزل ووجدنا استقبال مشرف من أهل القرية وتقدير كبير، مؤكدة أن ظاهرة التنمر لمصابى كورونا لا ينبغى أن تكون متواجدة لأنه ببساطة المرض ليس بيد أى أحد وعلى الجميع التعاون من أجل النهوض بالمجتمع والقضاء على أى سلبيات.
وعبرت بكل قوة وشجاعة أنها فى انتظار أن تنتهى فترة العزل لتعود إلى عملها من جديد دون أى خوف أو قلق مؤكدة أن التمريض والأطباء سيظلوا فى خدمة الجميع إيمانا بالله أن المرض لابد من قوة تواجهه وان الجميع يحارب فى هذا الوطن بطريقته، مقدمة الشكر لأهالى قريتها على ما قمنا به من تكريم لها عقب عودتها.
فيما عبرت أحلام يونس عبدالحليم، أحد الممرضات أيضا والمقيمة بقرية سبك الاحد، أنها واجهت الخبر بكل قوة وتعاونت معها اسرتها، وزوجها وأولادها فى سبيل المواجهه الكاملة لهذا الفيروس، وخاصة أن هاتفها كان لا يصمت أبدا عن الاتصالات " سنترال _ على حد وصفها " مشيرة إلى أن الجميع وقف بجانبى حتى كتب الله لنا النجاة.
وتابعت عبدالحليم أن زوجها أصر على رؤيتها بعد احتجازها بثلاثة أيام من الشباك المتواجد بالمستشفى وهو ما امدها بقوة إضافية للمواجهة، مطالبة الجميع بأن يخاف على بعضهم البعض وألا يكون هناك أى تنمر لمصابى كورونا لانهم ببساطة ليس بأيديهم شىء، مؤكدة أنها ستعود إلى عملها معبرة " لن اتخلى عن عملى مهما كان الثمن وان كان الثمن حياتى" مقدمة كل الشكر والتقدير لأهالى قريتها على ما قاموا به من تكريم لها عقب عودتها فى رسالة كبيرة لدعمها معنويا.
من جانبها قالت فايقة لبيب داهش المقيمة بقرية شطانوف التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، احد الممرضات قائلة " أنها فوجئت بالإصابة بعد انتهاء عملها وعودتها إلى المنزل، لتستقبل تليفون يؤكد لها أن الحالة التى كانت تقوم على رعايتها ظهرت نتيجتها ايجابية، وعليها التوجه إلى المستشفى.
وأكدت فايقة أن نتيجة التحاليل والمسحات جاءت ايجابية، لتأتى سيارات الإسعاف بعدها مباشرة، ولم يكن فى مخيلتى أى شىء سوى أهلى الذى لم أتمكن من وداعهم فى اللحظات الأخيرة من مغادرة المستشفى خوفا من المسهم جميعا ومن بينهم خطيبى الذى رفض أن يبتعد عنى وقرر أن يكمل الحياة ودعمنى بشكل كبير.
وتابعت فايقة أنه بمجرد وصولهم لمستشفى الحجر بالمنصورة إلا وشاهدت خروج 12 حالة تماثلت للشفاء، مؤكدة أنها كانت على يقين وثقة فى الله أنه سينجيها، وبالفعل بعد مرور عدة أيام جاءت نتائج التحاليل أنها سلبية وعلينا أن ننتظر نتيجة ثانية ومن بعدها نخرج، مازال الأمل والدعاء يلازمنا حتى جاء الموعد الثانى للتحاليل وتأتى سلبية وتنتشر الزغاريد والفرحة على الجميع لنلملم ما لنا حتى نعود إلى منازلنا، مقدمة الشكر لكل من ساهم فى علاجها، ولكل الفريق الطبى بالمستشفى، من أطباء وتمريض وعمال، مؤكدة أنها ستظل فى خدمة المرضى وستعود إلى المستشفى من جديد عقب انتهاء فترة العزل الخاص بها ولن تترك ميدان المعركة ومقدمة الشكر إلى كل من ساعدها والى قريتها التى كرمتها عقب عودتها من الحجر الصحى.
وأضافت فايقة أن القرية قامت بتكريمها، وتوجهت لجنه من أهل القرية ضمت عدد من الشخصيات بالقرية، من أجل تحفيزها لمواصلة العطاء بالتدريس، وضم الوفد الشيخ ماهر خضير أمام المسجد الكبير بالقرية، وعماد عاشور رئيس مجلس إدارة جمعية خيرية، ومحمود شاكر، وأحمد مطر، ورضا سعيد العكل، وقدموا لها العديد من الهدايا عرفانا بجميلها.
وعبر أحمد حمدان فنى المعمل بمستشفى حميات اشمون عن سعادته الغامرة بعد أن كتب الله له النجاة بعد ثبوت ايجابية نتائجه أيضا، مؤكدا أن من أهم المحطات التى مر بها فى حياته تلك المحطة وأنه لن يتوانى عن خدمة المرضى باى شكل من الأشكال نظرا لما وجدة من تعب وصبر وتحمل للفريق الطبى المتواجد بمستشفى الحجر، مؤكدا أنه ينتظر على أحر من الجمر أن تنتهى مدة العزل ليعود إلى عملة من جديد وبكل قوة.