روى قداسة البابا تواضروس الثاني ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مراحل محاكمة السيد المسيح التى تمت في يوم الجمعة العظيمة ، المعروفة باسم جمعة الصلب والتى تحتفل بها الكنيسة اليوم.
البابا قال في عظة صلوات الجمعة العظيمة التى ترأسها بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بحضور عدد من الأساقفة والرهبان إن يوم خميس العهد شهد ترتيب المسيح لكافة الطقوس مثل الفصح والتناول وغسل الأرجل وبعدما صلى مع تلاميذه تم القبض عليه ليلا لتبدأ سلسلة من المحاكمات تنتهي بصلبه وقتله.
وأوضح قداسة البابا تواضروس: حين تم القبض على المسيح تعرض لثلاثة محاكمات دينية وثلاثة محاكمات مدنية وكل محاكمة منهم كان لها ظروفها وطبيعتها مضيفا: أول محاكمة بعد منتصف الليل مع رئيس الكهنة قيافا ويسأل المسيح عن تعاليمه فقال له "كلمت العالم علانية ولم أخفى شيئا" وبعدها بدأ رئيس الكهنة يلطم ويضرب المسيح كنوع من الاستهزاء وألبسه قيافا تهمة إثارة الفتنة
يضيف البابا :بينما كانت المحاكمة الثانية أمام قيافا وعدد من أعضاء السينهدريم مجلس شيوخ اليهود والمنوط به إصدار الأحكام، وبدءوا في الاستعانة بشهود زور كي يتم تلفيق التهمة، واتهموه بإدعاء السحر
ودار الحوار التالي :استحلفك باسم الله الحي أن تقول هل أنت المسيح ابن الله؟ فقال له المسيح نعم
فمزق قيافا ملابسه وهي عادة يهودية تتم حين يجدف أحد ، ومن ثم تم اتهام المسيح بالتهمة الثالثة وهي التجديف
واستكمل البابا تواضروس ، أما المحاكمة الثالثة فقد جاءت مع اقتراب النهار وسألوه: أأنت المسيح قل لنا؟ فقال لهم: قلت لكم. أن هو موضحا: المحاكمات الدينية لدى اليهود لا تصدر أحكام بالإعدام ولا بد أن يصدر ذلك من محاكم الرومان، فقد تم تلفيق تلك التهم وبعدها ذهبوا به موثق اليدين إلى محاكم الرومان المدنية، فالسنهدريم يصدر الحكم ولا يستطيع أن ينفذه بينما الرومان المحتلين عليهم فحص الحكم ثم تنفيذه
وتابع البابا تواضروس: أخذوا المسيح إلى بيلاطس البنطي الحاكم المدني وسط جمهرة من الناس وذهبوا بالمسيح إلى بيلاطس الذى لا يعرف أي شئ عن الفكر اليهودي
فسألهم أى شكاية أتيتم بها؟ فردوا عليه بتهمة مطاطة: فاعل شر
سأل المسيح؟ أأنت ملك اليهود فرد عليه: مملكتي ليست من هذا العالم
فرد عليه : أأنت إذن ملك؟
فقال المسيح: ملك لكى أشهد بالحق
وأشار البابا تواضروس ، إلى أن بيلاطس غير متفقه بالدين والشريعة اليهودية ، فقال إني لا أجد علة في هذا الشخص ، ووضع أمام اليهود الحاضرين ثلاثة اختيارات الأول أن يجلد المسيح ويطلقه والثاني أن يحاكم بارباس مكانه (وقد كان بارباس أكبر إرهابي في هذا الزمان)
أو يرسله لهيرودوس بمعنى أصح ليبعد القضية عنه، وهيرودوس كان وقتها والي الجليل والتى كانت أقصى الشمال من فلسطين وحاليا هي في هضبة الجولان، وبالفعل أرسلوا المسيح لهيرودوس الذى استهزأ بالمسيح في محاكمة ثانية
وأضاف البابا قائلا : ثم أعاده مرة أخرى لتبدأ المحاكمة الثالثة المدنية أمام بيلاطوس فخير اليهود ما بين بارباس والمسيح فكلهم في نفس واحد طلبوا إطلاق بارباس أحد اللصوص والمجرمين الكبار في تاريخ أورشليموحين وجد بيلاطس الإجابة ليست على هواه فسأل ماذا أفعل بيسوع؟ فهتفوا جميعا :أصلبه أصلبه، بينما زوجته قالت له: أياك وهذا البار
ولفت البابا تواضروس ، إلى أن اليهود مارسوا ضغوطا سياسية على بيلاطس وقالوا له: وجدنا هذا الرجل يفسد أمتنا ضد الرومان، ومنعنا من تقديم الجزية لقيصر وأدعى إنه المسيح الملك وفي النهاية استخدموا سلاح التهديد وقالوا إن أطلقت هذا الرجل فلست محب لقيصر وهنا ظهرت تهمة خيانة قيصر وكانت النتيجة الحكم على المسيح وتسليمه للصليب
واعتبر قداسة البابا تواضروس ، أن هذه المحاكمات تظهر مقدار تلوث ضمير الإنسان بداية من المحاكمات الدينية مرورا بالمحاكمات المدنية وكل هذا كان لأجلنا لأن "موت يسوع كان لأجلنا"