كيف تعامل علماء المسلمين مع الأوبئة.. ابن سينا وضع "العزل" ونصائح الرازى للحصبة

الجمعة، 17 أبريل 2020 07:00 م
كيف تعامل علماء المسلمين مع الأوبئة.. ابن سينا وضع "العزل" ونصائح الرازى للحصبة الطاعون - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعاقبت الابتلاءات والمحن التى أصابت البشرية، ونزلت بالناس صنوف شتى من الأوبئة كالطواعين، ونال المسلمون من ذلك البلاء والجوائح الكثير، وسجل تاريخهم أحداثها ووقائعها وآثارها، ولعل أكثرها فتكاً كان مرض "الطاعون" الذى انتشر أكثر من مرة فى مصر والشام والمغرب والعراق والأندلس وقتل ألوفاً من سكانها.

وكان للعلماء والأطباء العرب القدامى مسيرة طويلة مع مقاومة الوباء، وحاول بعضهم تقديم نصائح للتعامل مع الأوبئة، ولعل بعضهم يتم تدريس ما قدموه للبشرية من علم، وكان من هؤلاء الطبيب العربى أبو بكر الرازى (توفى عام 925) الذى شرح فى كتابه "الحاوى" تفصيل مرض الجذام وطرق عدواه، ومن أشهر مؤلفاته المبتكرة كتابه فى الجدرى variola, small-pox والحصبة measles، وهو أول كتاب من نوعه في هذا الموضوع، وقد ميَّز الرازي بين المرضين ووصف بدقة مميزاتهما وتشخيصهما، وهو يلحُّ في الإشارة إلى أهمية الفحص الدقيق للقلب والنبض والتنفس والبراز عند مراقبة تطور المرضى.

وقد لاحظ أن ارتفاع الحرارة يساعد على انتشار الطفح eruption، كما أشار إلى وسائل وقاية الوجه والفم والعين وتجنب الندوب الكبيرة big scars.

وقدم ابن سينا نصائح للوقاية من الطاعون الذي يصفه بـ "الموت الأسود"  تتشابه إلى حد كبير مع النصائح المقدمة حاليا للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وهو ما دفع البعض للحديث عن "تنبؤ" ابن سينا بفيروس كورونا منذ 10 قرون.

يقول ابن سينا: "توصلت لنتيجة تفيد بأن جميع الأمراض المعدية تنشأ وتنتشر بواسطة مواد صغيرة جدا (فيروسات) وغير مرئية بالعين المجردة، أعدادها هائلة وهي تسبب الحمى والموت الأسود (الطاعون).. وتلتصق هذه المواد بكل شيء (يديك ووجهك وشعرك وملابسك)" كما جاء فى فيلم يوثق سيرته .

وكان ابن سينا توصل إلى طريقة لعزل الناس لمدة 40 يومًا، ومن هنا جاءت فكرة الحجر الصحي، وانتقلت إلى إيطاليا عبر تجار البندقية في القرن 14، حيث كانوا يعزلون ركاب السفن في جزر قريبة لمعرفة إذا ما كان لديهم أعراض الطاعون، قبل أن يسمح لهم بالوصول لشواطئ المدن أثناء الوباء أو الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352 ليقضي على قرابة 30% من سكان القارة، أي قرابة عشرين مليون إنسان.

وحسبما يذكر الأثرى شريف فوزى، منسق عام شارع المعز، إن المورخ والطبيب الشهير ابن الخطيب الأندلسى، وحينما اشتد وباء الطاعون الأسود بالعالم فى عام 1348م كتب رسالة أو مقاله عن الطاعون وأسباب العدوى، قائلا : "لقد ثبت بالتجربة والاستقراء والحس والمشاهدة والأخبار المتواردة أن من يخالط المريض يهلك وأن من لم يخالطه يسلم"، كما تحدث عن شيء نتناوله الآن وتذكره التقارير الطبية  وهو مناعة جسم الإنسان وأنها الفارقة فى انتقال العدوى من شخص لآخر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة