شهدت الكرة المصرية العديد من المواهب الكروية التى تميز معدنها بأنه كالذهب لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة أسماؤهم، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
محمد شاهين نجم فريق المصرى البورسعيدى والمنتخب المصرى السابق أحد المواهب الكروية التى لا يمكن أن يمحوها الزمن، ولد شاهين فى بورسعيد، يوم 2 مارس عام 1942، وبدأ ممارسة كرة القدم فى سن مبكرة من الطفولة على رمال شواطئ بورسعيد، ليتعاقد معه نادى المريخ البورسعيدي، ولكن لم يهنأ المريخ بلاعبه الجديد، إذ شاهده كشافو المصرى البورسعيدي لينضم إلى صفوفه فى الثانية عشرة من عمره ليبدأ كتابة سطور المجد وتحقيق البطولات مع النادى البورسعيدي.
"شاهينو" كان اللقب الذى أطلقه عليه الناقد الرياضى نجيب المستكاوى فى أول مباراة له مع المصرى البورسعيدى أمام فريق السويس، ليبرع فى لمس الكرة وإمتاع الجماهير، والتى نال إعجابهم طوال اللقاء، وحصل على تصفيق حاد من الحاضرين رغم تلقى فريقه وقتها هزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة.
محمد شاهين
وساهم شاهين فى تحقيق إنجاز مُسجل باسم الفريق البورسعيدي، بتحقيق فوز كبير على بني سويف، بأكبر رصيد من الأهداف خلال مباراة واحدة فى تاريخ الدورى العام بنتيجة 11 هدفا دون رد، سجل خلالها شاهينو، 3 أهداف في عام 62_63.
بعد تألقه اللافت مع المصري البورسعيدي، أصبح محط أنظار المنتخب المصري، والذي انضم له في العام 1963 للمشاركة في دورة الألعاب بچاكرتا.
مع الفراعنة، تألق محمد شاهين وحصل معهم على دورة چاكرتا عام 1963، بفضل أهدافه الحاسمة، ما دفع جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية لصرف مكافأة للاعب شاهين قدرها ألف جنيه، بالإضافة إلى منحه وسام الرياضة من الدرجة الأولى فى ذلك العام.
وساهم بعدها فى إحراز المنتخب المصرى المركز الرابع فى دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو عام 1964، أحرز خلالها هدفًا تاريخيًا أمام البرازيل، في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، كما أحرز هدف من ضمن 10 أهداف أحرزها المنتخب المصري، داخل شباك منتخب كوريا، خلال البطولة.
بسبب نكسة 67، لم يستمر محمد شاهين طويلاً في الملاعب والتي ساهمت فة اعتزاله بعد استدعائه كضابط احتياط بالقوات المسلحة المصرية لظروف الحرب وقتها.
بعد اعتزاله عمل في مجال التدريب، كمدير فني لبورفؤاد، والمريخ البورسعيدي، ثم قاد المصري البورسعيدي، فنيًا ليستطيع بعدها قيادة المصري، لتحقيق إنجاز فريد بعدم تلقيه أي هزيمة خلال 15 مباراة متتالية، وفور انتهاء فترة تدريبه للفريق قرر بعدها الرحيل للعمل بالسعودية.
وبعد أن عاد شاهين من رحلة عمل بالمملكة العربية السعودية، شغل منصبًا إداريًا في الفريق البورسعيدي، بعد اختياره للعمل كمستشار فني للنادي، ثم شغل منصب نائب رئيس النادي، قبل أن يتقدم باستقالته بسبب خلاف بينه وبين السيد متولي رئيس النادي وقتها.
وتوفي محمد شاهين نجم مصر والنادي المصري خلال الستينيات، في 6 مايو 2017 عن عمر يناهز 75 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، ليسدل الستار على أسطورة عشقتها الجماهير المصرية، والبورسعيدية بشكل خاص، وأحد أبرز نجوم مصر في الستينيات وبرز في أوليمبياد طوكيو عام 1964 وسجل هدفه التاريخي في مرمى البرازيل.