دفعت مديرية الصحة بمحافظة الغربية بكميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمطهرات لوحدة طب الأسرة بقرية صفط تراب مركز المحلة، والتى ظهرت بها 39 إصابة بفيروس كورونا المستجد، فى الوقت الذى تشهد فيه الوحدة الصحية توافد أهالى القرية خاصة المخالطين للحالات المصابة، لتوقيع الكشف الطبى عليهم، وإجراء الفحوصات الأولية للتأكد من إصابتهم بكورونا من عدمه.
كما تشهد الوحدة الصحية أعمال تعقيم وتطهير مستمرة باستخدام الكلور والمواد المطهرة، بالإضافة إلى إرسال الإدارة الصحية ثان المحلة سيارة بها كل مستلزمات مكافحة العدوى والمطهرات والأدوية اللازمة للوحدة.
وأجرى "اليوم السابع" جولة داخل صفط تراب بعد انتشار فيروس كورونا بالقرية، وارتفاع عدد الإصابات بالقرية لـ39 إصابة حتى الآن.
وقال الدكتور محمد محيسن بإدارة الطب الوقائى بالإدارة الصحية ثان المحلة، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن هناك حالة طوارئ مستمرة داخل القرية بعد ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك تواجدا مستمرا للجيش الأبيض من أطباء وتمريض ومراقبين صحيين للتعامل الفورى مع الحالات المترددة على الوحدة الصحية.
وأضاف الدكتور محمد محيسن بإدارة الطب الوقائى بالإدارة الصحية ثان المحلة، أنه تم التنسيق مع الإدارة الصحية ثان المحلة والتأمين الصحى لتوفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة وألبان الاطفال لصرف العلاج الشهرى وجرعات اللبن للأطفال، لافتاً إلى أنه تم المرور على منازل القرية وإبلاغ الأهالى بهذه المبادرة وتفاعل معها عدد كبير وتم تجميع البطاقات وجار صرف الأدوية والألبان.
وأكد توافر المستلزمات الطبية والوقائية داخل الوحدة الصحية والمخزون الموجود بالوحدة يكفى 5 أيام، فضلا عن تبرع الأهالى بكميات من المستلزمات الطبية والمطهرات للجيش الأبيض للتعامل مع الحالات المترددة على الوحدة الصحية، مطالباً أهالى القرية بالالتزام بالحجر الصحى والجلوس فى المنزل وعدم الخروج منها إلا فى حالة الضرورة القصوى حفاظا على سلامتهم.
بدوره قال الدكتور فتحى فايد، مدير العلاج الحر بالإدارة الصحية ثان المحلة، إن القرية تشهد حالة من الاستقرار بعد فترة صعبة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن المجتمع المدنى له دور مهم فى مساندة القرية وتوفير المطهرات والمستلزمات الطبية للوحدة الصحية.
وأكد أن هناك فرق عمل من الأطباء والتمريض من أبناء القرية للعمل داخل الوحدة الصحية ودعم قريتهم فى الأزمة التى تتعرض لها قريتهم.
وأضاف أن هناك متبرعين من أبناء القرية قاموا بتجهيز بوابة تعقيم بالجهود الذاتية وتجهيزها ووضعها فى مدخل الوحدة الصحية لتعقيم المترددين عليها قبل الدخول لتوقيع الكشف الطبى عليهم.
وأشار دكتور فتحى إلى أن هناك عمليات فرز للأشخاص المترددين على الوحدة لبيان عما إذا ظهرت عليهم أعراض الفيروس واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة حيالهم.
من جانبه، أكد رضا أبو حجر مراقب صحى بالإدارة الصحية ثان المحلة إحكام السيطرة بصورة كبيرة داخل قرية صفط تراب، ورصد أعداد كبيرة من المخالطين والمرور على منازل أهالى القرية، لتحديد المخالطين لحالات الإصابة بكورونا، بصورة مباشرة، والحالات التى تظهر عليها أعراض الإصابة، والاتصال بالإسعاف ونقلها لمستشفى صدر المحلة لاستكمال باقى الفحوصات الطبية وإجراء تحاليل للتأكد من الإصابة بكورونا من عدمه.
وأضاف أن الإدارة الصحية دفعت بفرق من المراقبين الصحيين للقرية فور اكتشاف أول حالة إصابة بكورونا، وتم رصد المخالطين المباشرين لهذه الحالات، ونقلهم لمستشفى صدر المحلة، وأخذ العينات منهم وبعد أن جاءت نتيجة فحوصاتهم إيجابية تم نقلهم للحجر الصحي.
من جانبه أكد الدكتور أحمد حماد، مساعد مدير الإدارة الصحية ثان المحلة رئيس إدارة الرعاية الأساسية بالإدارة، أحد اهالى قرية صفط تراب، أن هناك جدول نوبتجيات للأطباء العاملين بالوحدة من بينهم الأطباء من أبناء القرية العاملين بالمستشفيات خارج القرية، والذين تم تكليفهم بالعمل داخل الوحدة الصحية، مشيرا إلى أنه تم تقسيم الأطباء لنوبتجيات صباحية ومسائية وسهر، وهناك التزام تام من جانب الاطباء والتمريض.
وأضاف أن الحالات المترددة على الوحدة الصحية تخضع لفحص شامل من جانب أطباء الصدر والحميات، وقياس لدرجات الحرارة، وأى حالة تظهر عليها أعراض اشتباه، يتم نقلها فورا لمستشفى صدر المحلة بسيارة إسعاف، أما الحالات التى لم يظهر عليها أعراض يتم السماح بالعودة للمنزل، والتنبيهعليهم بالتوجه فورا للوحدة حال ظهور أى أعراض للمرض عليهم.
وأشار إلى أن هناك 13 فريق عمل داخل الوحدة الصحية، وهناك دعم مستمر وضخ كميات كبيرة من الكمامات والقفازات والبدل الطبية، لمساعدة الجيش الأبيض فى أداء مهام عملهم فى التعامل مع الحالات المترددة على الوحدة، مضيفا أن هناك حملات رصد وتطهير يقوم بها فرق الترصد التابعة للوحدة للإدارة الصحية، لتطهير منازل المخالطين ومنازل أهالى القرية ومنازل الحالات المصابة، إلى جانب توعية الاهالى بخطورة الموقف وتحذيرهم من خطورة الخروج للشوارع وضرورة الجلوس فى المنازل وعدم الخروج إلا فى حالة الضرورة القصوى.
وأكد حماد أن أطباء الوحدة الصحية أطلقوا مبادرة لجمع بطاقات أصحاب الأمراض المزمنة والذين يصرفون علاج شهرى من التأمين الصحى، وأيضا البطاقات الصحية للأطفال لصرف الألبان، وقيام الإدارة الصحية بالتنسيق مع التأمين الصحى لصرف الأدوية للمرضى والألبان للأطفال، وذلك للحد من خروج الأهالى من القرية، حفاظا على سلامتهم.
ونصح حماد أهالى القرية بمساعدة الفرق الطبية، والالتزام بالنصائح والجلوس فى منازلهم وعدم الخروج منها نهائيا إلا فى حالة الضرورة القصوى. ووجه حماد رسالة لأهالى القرية: "يا أهالينا اقعدوا فى البيوت ولن يسلم المجتمع إلا بمساعدة أهل المجتمع ولن نستطيع بمفردنا أن نتغلب على الأزمة بدون مساعدة أهل القرية لنا".
وقال صبرى أبو آمنة، من أهالى القرية، إنه فور تعرض القرية لأزمة انتشار فيروس كورونا تكاتف اهالى القرية، وتم تشكيل لجان شعبية بكل شارع بالقرية، والتنبيه على الأهالى بالجلوس فى منازلهم، مشيرا إلى أن شباب القرية كونوا فرقا لمساعدة الأسر الفقيرة والعمالة غير المنتظمة المتضررين من قرار عزل القرية.
وأشار إلى أن المحنة التى تمر بها القرية ساعدت على تكاتف الأهالى والاتحاد سويا لمواجهة الأزمة، مضيفا أن هناك 2 من أبناء القرية تكفلوا بتجهيز بوابة تعقيم بالجهود الذاتية، وتم وضعها فى مدخل الوحدة الصحية لتعقيم المترددين على الوحدة الصحية قبل الدخول.