تستمر عمليات تدريب الشباب على الإبداع التكنولوجى وتأسيس شركات ناشئة بنجاح، وذلك فيما يتعلق بمبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل والتى تستهدف تدريب 16 ألف شاب وكذلك مبادرة أفريقيا لإبداع الشباب والتى تستهدف تدريب 10 آلاف شاب مصرى وأفريقي حيث اعتمدت هذه المبادرات على التدريب أونلاين عبر برامج تدريب لشركات عالمية وذلك قبل الجائحة الحالية لفريوس كورونا المستجد من مدة تصل لعام ونص إلى عامين.
وعادة ما تعلب التكنولوجيا دورًا رئيسيًا فى إدارة الأزمات عالميًا ومحليًا، خاصة خلال الجائحة الحالية من انتشار فيروس كورونا، حيث ساهمت فى تنفيذ عمليات التباعد الإجتماعى للحد من الوباء، عبر اعتماد العمل والتعلم عن بعد وإجراء جميع المعاملات إلكترونيا سواء ما يتعلق بالخدمات والسداد الإلكترونى، وكانت مصر من أوائل الدول التى نفذت تلك الإجراءات حيث كان هناك استثمارات ضخمة سواء على مستوى البنية التحتية للاتصالات أو الاتجاه نحو مجتمع رقمى.
وكشف المهندس حسام عثمان، مستشار وزير الاتصالات للإبداع والتدريب والإلكترونيات، عن تدريب 3500 شاب من 18 دولة أفريقية ضمنها مصر، بالمبادرة الرئاسية لتدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقي على الألعاب الإلكترونية و التطبيقات الرقمية خلال ثلاث سنوات وإنشاء 100 شركة ناشئة.
وأشارعثمان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، الى تخريج 1806 متدربين تلقوا تعليمهم من خلال 24 مسارا تدريبيا، منهم 1001 مصرى و805 شباب أفريقيين، ويتبقى 1700 متدرب ما زالوا يتقلون التدريب أونلاين، مشيرًا إلى تخريج 28 شركة ناشئة بمسابقة الشركات الناشئة التى عقدت نهاية العام الماضى، ونستهدف تخريج نحو 30 شركة ناشئة أخرى، حيث نتجه لعقد مسابقة الشركات الناشئة فى أكتوبر المقبل والإعلان عن النتيجة فى نوفمبر أو ديسمبر المقبلين.
وتابع عثمان: "إن الإقبال على هذه البرامج ارتفع مع عمليات التباعد الاجتماعى ووجود الطلاب فى المنازل لأكثر وقت ممكن ما يدفع الكثيرون منهم للعمل على تنمية قدراتهم فى تلك الفترة، وهو ما دفعنا للتيسير عليهم أيضًا بعمل مجموعات دراسية أونلاين لمساعدة المتدربين فى التواصل ومساعدة بعضهم البعض فى تنفيذ مشروعات التدريبات، فالتدريب الإلكترونى يمنع أى حدودجغرافية.
وقال عثمان وهو يشغل أيضًا منصب نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن عدد المتدربين بالمبادرة الرئاسية روادًا لتكنولوجيا المستقبل والمتخصصة فى التدريب على برامج البوك تشين و لذكاء الاصطناعى والسيارات ذاتية القيادة وصل إلى 11 ألفًا ومائتين متدرب ونستهدف الوصول إلى 16 ألف، حيث كان لمصر السبق أن تكون من أوائل دول المنطقة فى عمل الجامعة الافتراضية، وتم إطلاق المبادرة فى نوفمبر 2016 وتم البدء فى تنفيذها فى أوائل عام 2017 وتستهدف ليس فقط تدريب الشباب ولكن مساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة.
وأضاف أن مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل تتم عبر 44 مسارًا تدريبيًا يتضمن تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعى والسيارات ذاتية القيادة أما مبادرة أفريقيا لإبداع الشباب تتضمن 24 مسارا تدريبيا خاصا بالتطبيقات الرقمية والألعاب الإلكترونية ويصل تكلفة التدريب الافتراضى فى المبادرتين لنحو 200 مليون جنيه.
وكشف عثمان عن استحواذ مصر المركز الأول فى استثمارات الشركات الناشئة خلال عام 2019 بقيمة 100 مليون دولار وفقا لتقرير مؤسسة "ماجنت" المتخصصة فى الصفقات الستثمارية للشركات الناشئة من خلال صناديق رأسمال المخاطر، كذالك استحوذت مصر أيضًا على المركز الاول فى الاستثمار بالشركات الناشئة فى الشرق الأوسط بقيمة 70 مليون دولار فى الربع الأول من 2020 وهى نسبة كبيرة اذا ما تم مقارنتها بما تم تحقيقه خلال العام الماضى بأكمله، وأيضًا خلال فترة انتشار فيروس كورونا المستجد، ما يشير إلى تحقيق رقم قياسي فى وقت قصير وعدم تأثر الاستثمار فى الشركات الناشئة خلال هذه الفترة.
وتابع: يرجع ذلك إلى نضوج وتوسع منظومة الإبداع وريادة الأعمال فى مصر، والتى أصبح لديها فرص إبداعية وابتكار أكثر من أى وقت مضى، كما أن مصر أول دول المنطقة التى أطلقت برنامجا لاحتضان الشركات التكنولوجية منذ عام 2006 ولنا الريادة فى فكرة احتضان الشركات الناشئة.
وأضاف بالقول: "نحن أول من قمنا بعمل منصة تقدم تدريب على أعلى مستوى بالمجان للشباب بالجمهورية وتم استكمال نضوج هذه المنظومة بإطلاق المبادرة أفريقيا من خلال الألعاب والتطبيقات الرقمية، حيث كان لدينا فكر التعليم الافتراضى قبل جائحة كورونا، وذلك بكل عناصره من امتحانات وتفاعل مع الموجهين ومعلومات دراسية وتقديم المشروعات والبرامج العالمية المتاحة للمتدربين بشكل مجانى، كما أنها مستمرة بنجاح حاليًا ليس للمصريين فقط بل لشباب دول القارة أيضًا بالمجان وهو ما يعطى الريادة لمصر.