كسر عشرات البريطانيين قواعد التباعد الاجتماعى والعزل المنزلى التى فرضتها السلطات من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، للمشاركة فى جنازة، لكن الأمر انتهى بمأساة، وذكرت شبكة "سكاى نيوز"، الأحد، أن نحو 150 بريطانيا شاركوا فى جنازة لتشييع أحد الموتى فى مقاطعة "كنت" جنوب شرقى إنجلترا.
لكن المشكلة أن بعضا من هؤلاء كانوا يقودون دراجات نارية، وخلال عملية التشييع دهست إحدى الدراجات المشاركة صبيا فى الـ17 عمره، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وتقول تقارير إن الفتى شارك فى الجنازة مشيا على الأقدام، لكن تعرض للدهس مما أدى إلى إصابته بجروح فى الرأس ولا تزال حالته حرجة.
واعتقلت السلطات البريطانية، اثنين من مستخدمى الدراجات فى الجنازة للاشتباه بتورطهما فى عملية الدهس والقيادة الخطرة من دون حيازة رخص رسمية، ورغم أن الشرطة البريطانية تمنع التجمعات الكبيرة، إلا أنها سمحت بتنظيم الجنازة، حتى تتيح للأحباء الذين فقدوا عزيزهم بأن يشاركوا فى وداعه للمرة الأخيرة.
ومما ساهم فى تجاوز الجنازة لخطر المنع أن الشرطة البريطانية علمت بها فى وقت متأخر، وتحديدا فى الليلة التى سبقتها، ولذلك لم يكن لديها الفرصة بتذكير المشاركين بإجراءات التباعد الاجتماعي، التى تسمح لعدد محدود بالمشاركة فى الجنائز.
ويشار إلى أن خبير كبير فى الصحة العامة، كان حذر من أن بريطانيا قد تعانى من 40 ألف حالة وفاة، بسبب فيروس كورونا فى الموجة الأولى من تفشى المرض، كما انتقد البروفيسور أنتونى كوستيلو، من جامعة لندن، طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة، قائلاً إن رد الفعل "بطيء للغاية".
وقالت صحيفة ديلى ميل "، توفى ما يقرب من 14000 شخص فى بريطانيا بسبب فيروس كورونا "COVID-19 "، فى المستشفيات، ولكن يُخشى أن يكون عدد القتلى الحقيقى أعلى بسبب التأخير فى التسجيل وعدم تضمين الوفيات فى دور الرعاية، فقط الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا كانت لديها المزيد من الوفيات.
وأضاف - وهو يقدم أدلة للنواب اليوم - إن بريطانيا قد تتعرض لعشرات الآلاف من الوفيات الإضافية قبل انتهاء الموجة الأولى من العدوى الفتاكة، ومع ذلك، قال البروفيسور كوستيلو، وهو مسؤول سابق فى منظمة الصحة العالمية، فى مقابلة صحفية، إن المملكة المتحدة، قد تتعرض لما يصل إلى 10موجات من فيروس كورونا.
تم إخبار النواب أيضًا بأن موظفى الرعاية الصحية "قلقون حقًا" بشأن سلامة المرضى الذين يتعرضون للخطر إذا كان العمال منتشرون بشكل ضعيف للغاية، وقد أثيرت أسئلة حول سياسة فحص فيروس كورونا فى المملكة المتحدة، بعد أن ظهر أن 15 ألف شخص يسافرون إلى بريطانيا دون اختبارات كل يوم.