مجازفة ربما تكون في غير محلها، يقدم عليها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلانه خطة فتح البلاد وعودة العمل في الشركات رغم انتشار وباء كورونا، فبحسب تقرير نشرته شبكة ان بي سي الأمريكية، بدأ مستشارو الرئيس الأمريكي تحذيره من عواقب تلك الخطوة على شعبيته ومساعي إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.
واعتبرت الشبكة الأمريكية خطة ترامب لاستعادة الاقتصاد بمثابة "خط سياسي دقيق لا يخلو من التحذيرات"، في وقت ينفد فيه صبر مؤيديه من رجال الأعمال مع طول مدة الإغلاق بسبب كورونا.
ويسعي ترامب بحسب إن بي سي، لإظهار أن الولايات المتحدة تسيطر جزئيا على تفشي الوباء، حيث كشف النقاب عن المبادئ التوجيهية حول كيف يمكن للولايات أن تستأنف العمل خلال مؤتمر صحفي ، قال فيه أن أسوأ ما في الأزمة قد مضى، واعلن بعد ذلك انه يمكن لبعض الولايات البدء في تنفيذ خطوات العودة للعمل على الفور.
لكن الحلفاء والمستشارين داخل وخارج البيت الأبيض يحثون على توخي الحذر ، قائلين إن هناك خطرًا أكبر في الإسراع بإعادة فتح البلاد مستشهدين باستطلاعات تظهر أن الأمريكيين يتطلعون إلى اتباع نهج أكثر صرامة.
كما حذر البعض من أن ظهور ترامب على انه يعطي الكثير من المسئولية لحكام الولايات يمكن أن يجعله يبدو وكأنه متفرج سلبي بدلاً من قائد عام يقود البلاد من خلال أزمة على الرغم من أن تبني تلك السياسة ستجنبه تحمل أي لوم في المستقبل اذا ساء الوضع في مكان ما.
وعلقت الشبكة علي المظاهرات المعارضة للإغلاق في بعض المدن الأمريكية ، والتي أيدها ترامب، موضحة أنها مجازفة أخري تشكل ضغط علي حكام الولايات قبل ان يوفروا ما يكفي للالتزام بالإرشادات الفيدرالية الجديدة للتعامل مع مخاطر كورونا.
وأظهر ترامب دعما مع المتظاهرين يوم الجمعة ، حيث غرد "ليبراتي ميشيجان!" ومينيسوتا وفرجينيا.
ومع تقديم أكثر من 20 مليون أمريكي لمطالبات إعانة البطالة منذ بدء الإغلاق لا يتوقع مستشارو الحملة الانتخابية للرئيس ترامب أن يعود الاقتصاد إلى ما كان عليه في بداية العام بحلول يوم الانتخابات.
وقال أحد المسؤولين السابقين في البيت الأبيض المقرب من الرئيس ، إن الناخبين سيتخذون قرارهم بحلول أوائل سبتمبر مما يمنح ترامب أربعة أشهر فقط.
ووفقا للتقرير، قال مسؤول بمجلس النواب إن أحد المخاوف التي أثارها المستشارون بشأن إغلاق ممتد يستمر حتى الصيف هو أن التأخير قد يدفع الاقتصاد إلى حالة من الانهيار لفترات طويلة، حيث تغلق الشركات بشكل دائم ولا تعيد توظيف عمالها ، مما يؤدي إلى انخفاض أعداد العمالة في العام المقبل.
وعلي الجانب الآخر، وبخلاف الساسة ورجال الأعمال، حذر مسئولو الصحة العامة من أن تخفيف القيود الاجتماعية الخاصة بكورونا دون دراسة كافية ، قد يؤدي إلى موجة أخرى من الإصابات والوفيات، في حين يعتقد مؤيدو ترامب أنهم يستطيعون إثبات أن التفشي الأول لم يكن خطأه مع إلقاء اللوم على الصين أو منظمة الصحة العالمية.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة بيو، يري ثلثا من شملهم الاستطلاع أن هناك مخاوف من تخفيف قيود التباعد الاجتماعي بشكل سريع وغير مدروس، وهو ما يتعارض مع رغبات ترامب ودعوته لإعادة فتح البلاد.
ومساء الخميس أعلن ترامب انه سيترك القرار لحكام الولايات فيما اطلق عليه "الجبهة التالية في حربنا ، والتي تسمى انفتاح أمريكا مرة أخرى "، وأعلن أنه وضعت الخطة استراتيجية من ثلاث مراحل يجب على الولايات اتباعها لإعادة فتح تدريجي بمظاهر الحياة الطبيعية مثل المدارس والمطاعم والأماكن الرياضية ، ولكن تجنب تحديد أي تواريخ أو جداول زمنية أو مقاييس محددة للاختبار.
يأتي هذا بعد أن قال ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع أن لديه "سلطة كاملة" على كيفية قيام الولايات برفع القيود.
وقال أحد المسؤولين السابقين في البيت الأبيض ، إن الاستراتيجية تمكن ترامب من توجيه اللوم إلى المحافظين إذا بدأ الفيروس في الظهور مرة أخرى - لكنها من المحتمل أن تمنعه من أن ينسب الفضل لنفسه فى النجاح إذا بدأ الاقتصاد في التعافي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة