أبلغ مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية رويترز اليوم الخميس أن الولايات المتحدة لا تعلم بعد التفاصيل الرسمية للخطط السعودية والروسية من أجل تقليل المعروض النفطي وأنها لن تطلب من منتجي الخام الأمريكيين المحليين المشاركة في التخفيضات.
كان الرئيس دونالد ترامب قال في تغريدة في وقت سابق اليوم إنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا حوالي عشرة ملايين برميل من الإنتاج اليومي، موقدا شرارة قفزة كبيرة في أسعار النفط.
وقال المسؤول إن التفاصيل غير واضحة حتى الآن لكن خفضا كبيرا بات متوقعا.
من المقرر أن يجتمع ترامب بمدراء شركات النفط الأمريكية غدا الجمعة. وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه إنه سيبحث تخفيضات على الإنتاج المحلي لكنه لن يطلب من المسؤولين التنفيذيين الاتفاق على خفض منسق للإمدادات.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة لا تستطيع تنسيق خفض إلزامي في الإنتاج المحلي. وركز ترامب على تحقيق استقلالية أمريكية في مجال الطاقة والموافقة على مشاريع خطوط أنابيب وتخفيف القواعد التنظيمية والمعايير البيئية في إطار مساعيه لتدعيم القطاع.
وتابع المسؤول أن الشركات الأمريكية خفضت الإنتاج بالفعل تجاوبا مع السوق وبسبب نفاد مساحات التخزين.
هوت أسعار النفط العالمية بنحو الثلثين هذا العام مع تأثر الاقتصادات العالمية بفيروس كورونا في الوقت الذي شرعت فيه السعودية وروسيا تغرقان السوق وسط حرب أسعار بينهما. ويهدد انهيار الأسعار صناعة النفط الأمريكية التي كانت مزدهرة يوما بالإفلاسات وتسريحات العمالة، مما حدا واشنطن للمسارعة إلى حماية القطاع.
ووصف المسؤول ترامب بالوسيط بين السعودية وروسيا، حيث دعا زعماء البلدين مرارا للمساعدة في حل الأزمة. وقال إن الرئيس راض عن سير التطورات.
كان ترامب لمح أمس الأربعاء إلى أنه يعلم طريقة ما لحل المشكلة مع روسيا والسعودية إذا لم يتوصلا إلى اتفاق، لكنه لم يوضح أكثر.
وأبلغ الصحفيين يوم الأربعاء "أعتقد بالفعل أنه توجد طريقة لحل ذلك الوضع بل وحله على نحو جيد للغاية. وأحبذ ألا أفعل ذلك. أعتقد أن روسيا والسعودية، عند نقطة ما، ستبرمان صفقة في المستقبل غير البعيد للغاية."
وقال المسؤول إن فرض رسوم على النفط الخام المستورد طُرح كحل محتمل لمساعدة المنتجين المحليين لكنه أشار إلى أنه ليس قيد البحث بشكل جدي. وقال إنه سيكون من الصعب فرض رسوم في وقت تتدني فيه المعاملات.
وتدرس الحكومة تعليق مدفوعات رسوم الامتياز على إنتاج النفط لمساعدة الموردين المحليين.
وقال معهد البترول الأمريكي، الذي يمثل كبرى شركات النفط الأمريكية وسيكون حاضرا في الاجتماع المزمع مع ترامب، إن القطاع يثمن استقلاليته عن تخفيضات الإنتاج الصادرة بأوامر حكومية.
وقال سكوت لاورمان، المتحدث باسم المعهد، "ما يميزنا كرائد طاقة عالمي هو ابتكارية هذه الصناعة الأمريكية وقيمة المنافسة في سوق حرة."
وبشكل منفصل، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية اليوم أنها ستؤجر مساحة إلى منتجي النفط المحليين لتخزين الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للبلاد، من أجل مساعدتهم في ظل نقص مساحات التخزين التجاري المتاحة.
وتوقع المسؤول تغييرات كبيرة في صناعة النفط الأمريكية، التي ازدهرت في السنوات الأخيرة، جاعلة من الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط والغاز في العالم.
وقال إنه لم يتضح بعد إن كانت الحكومة ستقدم دعما ماليا لشركات النفط الصغيرة والمتوسطة.