جدد الأزهر الشريف دعوته إلى ضرورة الاعتناء باليتامى، والحنو عليهم، وإكرامهم، ورعايتهم، وحسن معاملتهم، بمناسبة "يوم اليتيم"، الذى يوافق الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام، مشيرًا إلى أن المعدن الإنسانى الحقيقى يظهر جليًا وقت الأزمات، وأنه قد آن الأوان لتضافر جهود الجميع لضرب المثل فى التضامن والتكافل المجتمعى.
وأكد الأزهر أنَّ الإسلام اعتنى باليتيم، وحافظ على حقوقه، وحث على حسن تربيته، والتودد إليه، وهو ما نص عليه القرآن الكريم في أكثر من عشرين موضعًا، منها قوله تعالى: " فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ" وقوله تعالى: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ" كذلك نصت السنة النبوية على أن التكفل باليتيم يورث صاحبه رفقة النبي ﷺ في الجنة، فقد قال النبي ﷺ: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى".
ودعا الأزهر الجميع، حكومات ومنظمات وهيئات، إلى ضرورة العمل على تأمين الرعاية والكفالة الشاملة لليتامى، وبذل المزيد من الجهود لحمايتهم والتكفل بهم، في ظل عالم يموج بالأمراض والأوبئة والحروب، وتزداد فيه أعداد اليتامى يومًا تلو الآخر؛ حتى يتم حمايتهم من الضياع، وصونهم من الانحراف؛ ليكونوا نماذج تخدم أوطانهم ومجتمعاتهم.
فى الجمعة الأولى من شهر أبريل تحل مناسبة يوم اليتيم، حيث تقوم جميع أجهزة الدولة والمجتمع المدنى بمساعدة الأيتام وتنظيم الاحتفالات لإدخال السرور عليهم، واليتيم هو من مات عنه أبوه وهو صغير لم يبلغ الحلم؛ أى قبل البلوغ، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ، لقول النبى صَلَى اللهُ عليهِ وآله وصحبه وسلم: "لا يُتْمَ بعد احتلام"، وهناك اللطيم وهو الذى فقد كلا الوالدين. وكل لطيم يتيم إن كان ذلك قبل البلوغ، وليس كل يتيم لطيمًا لأن اليتيم هو من مات عنه الأب قبل البلوغ واللطيم من مات عنه الوالدان.
مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية أوضح أن كفالة الأيتام باب من أبواب البرِّ العظيمة، قليل من يفطن لفضله وشرفه، واليتيم هو: من مات عنه أبوه وهو جنين فى بطن أمه، أو صغير لم يبلغ الحلُمَ، ويستمر وصفُه باليُتم حتى يبلغ أشُدَّهُ.
وتكون كفالة اليتيم برعايته وتعهده بما يُصلحه فى نفسه وماله ابتغاء الأجر من الله عز وجل، والأفضل للكافل أن يستمرَّ فى الإنفاق على مكفوله حتى يستقل بشئونه ويستطيع الاكتساب بنفسه؛ فالكفالة باقية ما بقيت الحاجة إليها، وأجْرها مُستَمِرٌّ ما دام مُقتَضِيها باقيًا.