ذكر موقع تك كرانش التكنولوجي المختص، أن برامج تتبع جهات الاتصال باتت تعد اليوم من أفضل الأدوات للحد من انتشار فيروس كورونا بلا أدنى شك، وتساعد هذه الميزة على منع انتشار الفيروس من خلال كشف استباقي عن الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى من الآخرين بسبب التعرض المحتمل، وإخطارهم إن أمكن، وعزلهم إذا لزم الأمر.
وقد ثبتت فعالية هذه التقنية، ويمكن للهواتف الذكية أن تساعد في جعلها أكثر فعالية، ولكن فقط إن تمكنت من التغلب على مشكلة الخصوصية، وذلك بحسب موقع الرؤية الإماراتى.
تم استخدام تقنية "تتبع الاتصال" بشكل أو بآخر بعد أن أدركت المؤسسة الطبية طبيعة الأمراض المعدية، وضرورة سؤال المصاب عن الأشخاص الذين كان على اتصال معهم خلال الأسابيع الماضية، سواء من أجل تحديد من تعرض للعدوى أو لمعرفة مصدر العدوى نفسه.
وكانت العملية حتى وقت قريب جداً، تعتمد بشكل كبير على ذاكرة الأشخاص الذين هم أساساً في وضع مرهق للغاية، وربما لم يولوا اهتماماً لتحركاتهم وتفاعلاتهم.
إذا كان من الممكن الاتصال بهؤلاء الأشخاص وتتبع جهات الاتصال الخاصة بهم بالمثل، سنتمكن من بناء شبكة من حالات العدوى المحتملة دون إجراء مسحة أو قطرة دم واحدة، ويمكن إنقاذ الأرواح أو تخصيص موارد مهمة بشكل أفضل.
وكل ذلك قد تغير الآن في ظل تطورات التكنولوجيا الحديثة وما إلى ذلك، ولكن في الواقع لا يزال تتبع الاتصال القائم في المستشفيات في الوقت الحالي يعتمد على ذاكرة المريض كما كان قبل مئة عام.
البلوتوث ليس فقط الطريقة التي تتلقى بها سماعات الأذن اللاسلكية الموسيقى من هواتفنا، في الواقع يعمل باستمرار ويتصل بالأجهزة الأخرى التي تفعّل تقنية بلوتوث، وهو الطريقة التي تعرف بها سيارتك أنك دخلت إليها، أو كيف يكتشف هاتفك جهازاً منزلياً ذكياً قريباً.
تقوم رقائق بلوتوث أيضاً بإجراء اتصال قصير دون علمك بالهواتف والأجهزة الأخرى التي تمر بها في مكان قريب، وإذا لم تتعرف عليها، فإنها تحذف بعضها من ذاكرتها في أقرب وقت ممكن. ولكن ماذا لو لم تحذفها؟
يستخدم نمط تتبع جهات الاتصال الذي اختبر ونشر في جميع أنحاء العالم، الآن إشارات بلوتوث مشابهة جداً للإشارات التي يرسلها هاتفك ويستقبلها باستمرار، الفرق هو أنه لا يحذف تلقائياً الأجهزة الأخرى التي كان على تماس معها.
على افتراض أن النظام يعمل بشكل صحيح، فإن ما يحدث عندما يحضر شخص إلى المستشفى مصاب بـ(كوفيد-19) هو في الأساس نسخة محسنة رقمياً من عملية تتبع جهات الاتصال اليدوية، إذ بدلاً من تحري ذاكرة الشخص القابلة للخطأ، فإنهم يعتمدون على الهاتف الأكثر موثوقية، والذي قام بتسجيل جميع الهواتف الأخرى التي كانت قريبة منه مؤخراً بما يكفي للاتصال بها.
ترسل هذه الأجهزة تنبيهات في غضون ثوانٍ بأن جهة الاتصال كانت على تماس مؤخراً بشخص ثبتت إصابته الآن بـ (كوفيد-19).
وسيحتوي الإشعار الذي يتلقونه على معلومات حول ما يمكن للشخص المتأثر القيام به بعد ذلك.
إن سهولة وسرعة وشمولية طريقة تتبع الاتصال هذه تجعلها فرصة ممتازة للمساعدة في وقف انتشار الفيروس. فلماذا لا نستخدمها جميعاً بالفعل؟
النجاحات والمخاوف المحتملة
لقد طبقت بالفعل طريقة تتبع الاتصال الرقمي بنجاح على ملايين المستخدمين في شرق آسيا التي أصيبت بالفيروس قبل الولايات المتحدة وأوروبا.
في سنغافورة، روجت الحكومة لتطبيق TraceTogether كوسيلة رسمية لتتبع الاتصال، وكوريا الجنوبية، وتايوان.
وقد نفذت الصين القارية مجموعة متنوعة من إجراءات التتبع من خلال الخدمات الضخمة المعروفة مثل وي تشات WeChat وعلي باي Alipay.
وأطلقت مؤخراً دولة الإمارات تطبيق الهواتف الذكية الجديد والمبتكر،TraceCovid والذي يسهم في تتبع عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ومكافحته عبر تحديد الأشخاص المخالطين للمصابين بالفيروس سواء كانت هناك علاقة تربطهم بالمصاب أم لا، شريطة أن يكونوا مستخدمين للتطبيق بالاعتماد على خاصية البلوتوث مع ضمان التأكيد التام على سرية البيانات الشخصية.
لا تزال الجهود المبذولة في الولايات المتحدة ضئيلة نوعاً ما، وأكبر ملف يخصها هو التعاون بين المتنافسين اللدودين أبل وجوجل، اللتان اقترحتا طريقة تتبع لجهات الاتصال عبر أنظمة أساسية يمكن إضافتها إلى الهواتف في نظام التشغيل.
النظام المقترح يستخدم البلوتوث، ولكن مع عدم ربطه بهوية الشخص بأي شكل من الأشكال، وسيكون لكل هاتف رقم معرف مؤقت خاص به، وعندما يتصل بأجهزة أخرى، فإنه يتبادل الأرقام، ثم تجمع قوائم أرقام التعريف وتخزّن محلياً، ولا تتم مزامنتها مع السحابة أو أي شيء، كما تتغير هذه الأرقام بشكل متكرر لتجنب ربط رقم واحد بجهازك أو موقعك.
إذا كشفت إصابة شخص بالفيروس، فيصرح للمستشفى (وليس الشخص) بتفعيل تطبيق تتبع جهات الاتصال الذي سيرسل إشعاراً إلى جميع أرقام التعريف المخزنة في هاتف المصاب، وسينص الإشعار على أنهم كانوا على مقربة من شخص ثبتت إصابته بـ(كوفيد-19).
ومؤكد أن هذه مجرد أرقام معرفة وضعت بواسطة الهاتف وليست مرتبطة بأي معلومات شخصية، وهكذا يمكن للأشخاص الذين وصلهم الإشعار اتخاذ الإجراء المناسب.
ويعد تتبع جهات الاتصال جزءاً مهماً من الجهود المبذولة للحد من انتشار فيروس كورونا، وأي كانت الطريقة أو المنصة التي اتبعت في منطقتك فمن المهم أن يشارك فيها أكبر عدد ممكن من الناس لتكون فعّالة قدر الإمكان.