قال تيدروس أدهانوم جيبرييسوس مدير منظمة الصحة العالمية قادة دول مجموعة العشرين أنه رغم تحمّس بعض الدول للبدء بإجراءات تخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، "فمن المهم أن تتم هذه الإجراءات عبر عملية مرحلية." وذلك عبر اجتماع مع مجموعة دول العشرين عبر تقنية الفيديو.
وأكد د.أدهانوم أمام مجموعة العشرين تقدير الأمم المتحدة لعمل منظمة الصحة العالمية والتزامها بتعزيز ولاية المنظمة في تنسيق الجهد الدولي لمكافحة كوفيد-19، وقال لقادة دول المجموعة: "لقد تأثرت جميع دولكم، وأنتم جميعا في مراحل مختلفة من الاستجابة."
ووفقا للأمم المتحدة بدأت بعض الدول، مثل النمسا وألمانيا وإيطاليا بإعلان تخفيف للقيود تزامنا مع انخفاض أعداد الحالات المصابة والوفيات. وفي هذا السياق قال د. تيدروس إنه من المهم ألا تفهم تلك الدول بأن تخفيف القيود يعني "نهاية الجائحة في أي دولة، إنها مجرد بداية المرحلة المقبلة."
وأضاف أدهانوم : "من الحيوي في هذه المرحلة المقبلة أن تقوم الدول بتعليم وإشراك وتمكين شعوبها لمنع أي ظهور جديد للمرض والاستجابة له وبسرعة،" مشيرا إلى أهمية ضمان القدرة على "التدقيق والاختبار والعزل ورعاية كل حالة، وتتبع كل اتصال، وضمان قدرة الأنظمة الصحية على استيعاب أي ازدياد في الحالات."
ورحب مدير منظمة الصحة العالمية بتعهد رئيس مجموعة العشرين، المملكة العربية السعودية، تقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للتصدي للجائحة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ملموسة مع مركز الابتكار العالمي لمجموعة العشرين.
وأعرب د. تيدروس عن قلقه العميق من أن الفيروس يتزايد بسرعة في البلدان التي تفتقر إلى ذات القدرة التي تتمتع بها العديد من دول مجموعة العشرين للاستجابة للمرض، وقال: "هناك حاجة إلى دعم عاجل، ليس فقط لدعم الدول في استجابتها لكوفيد-19، ولكن أيضا لضمان استمرار الخدمات الصحية الأساسية الأخرى."
وردّا على انتقادات الولايات المتحدة وغيرها من المشككين بتعامل المنظمة مع الجائحة في المراحل الأولى من تفشي المرض في الصين، أكد د. تيدروس أن المنظمة "دقت منذ البداية جرس الإنذار بصوت عالٍ وواضح."
وشدد مدير المنظمة على مواصلة المهمة لتنسيق الاستجابة العالمية، والعمل مع الشركاء لإنقاذ الأرواح، وقال: "أشركنا الآلاف من العلماء والخبراء في جميع أنحاء العالم لتطوير إرشادات فنية مفصلة، وقمنا بشحن لوازم التشخيص المخبري ومعدات الحماية الشخصية إلى العديد من البلدان وعملنا على توسيع سعة الاختبار."
وأشار إلى أن المنظمة وفرت التدريب لأكثر من 1.5 مليون عامل صحي، وأطلقت تجربة التضامن لتكوين بيانات فعّالة حول العقاقير الأربعة التي يمكن أن تقود إلى اختراق في العلاج لخفض معدلات الوفاة.
وقال لمجموعة العشرين إن المجتمع الدولي حشد الدعم للاستجابة العالمية للفيروس، وتعهد بأكثر من 900 مليون دولار لخطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية للوكالة. وأضاف أنه من خلال فريق عمل سلسلة الإمداد بالأمم المتحدة، فإن منظمة الصحة العالمية تعمل مع برنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرين على توزيع معدات الحماية الشخصية على البلدان في جميع أنحاء العالم.
واختتم أدهانوم كلمته بالتقدم بعدد من المطالب للدول الاقتصادية: "أولا، نحثّ كل دولة من دولكم على الاستمرار في التصدي لكـوفيد-19 والتحلي بالعزم والاعتماد على العلم والأدلة. ثانيا، نتطلع إلى استمرار مجموعة العشرين في دعم الاستجابة العالمية لكوفيد-19." أما الأمر الثالث، فدعا د. تيدروس دول مجموعة العشرين إلى العمل معا "لزيادة الإنتاج والتوزيع العادل" للمستلزمات الأساسية، وإزالة العقبات أمام التبادل التجاري التي تضع حياة العاملين الصحيين والمرضى في خطر.
وقال: "إن جائحة كوفيد-19 تذكرنا بحقيقة بسيطة وهي أننا إنسانية واحدة. نتشارك نفس الكوكب. نتشاطر نفس الآمال والأحلام. ونتقاسم نفس المصير."
وكانت المنظمة قد نشرت تسلسلا زمنيا لإجراءاتها منذ 31 ديسمبر 2019، عندما أبلغت الصين رسميا عن مجموعة حالات إصابة بالتهاب رئوي في ووهان، مقاطعة هوباي. حُدّد السبب لاحقاً بفيروس كورونا مستجد، مرورا بإعلان الفاشية على أنها تشكّل "طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دوليا" في 30 يناير، إلى إصدار تقييم وصفت بموجبه فاشية كوفيد-19 بأنها جائحة يوم 11 من مارس2020 ، وغيرها من التواريخ التي تظهر بشكل جلي التنبيه والإنذار الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية تزامنا مع توافر المعلومات لديها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة