يأتى الربيع حاملا معه الكثير من الذكريات والحكايات التى يختزنها كل منا فى ذاكرته ولا ينساها وتتجدد كل عام ونحن نحتفل بأعياد الربيع وشم النسيم.
وكان لنجوم الزمن الجميل الكثير من الذكريات والطرائف والحكايات التى وقعت لهم فى شم النسيم ظلوا يذكرونها طوال حياتهم.
فتوة الحتة هرب من شرير الشاشة الطيب
أما شرير الشاشة الطيب الفنان الكبير محمود المليجى، فحكى أنه ركب سيارته فى مبكرا صباح يوم عيد شم النسيم وانطلق إلى مدخل شبرا والذى كان وقتها عبارة عن مساحة مسطحة من الخضرة والمناظر الطبيعية، وبينما يمضى فى طريقه سمع صوت فلح ينادى على بضاعته من الخس والملانة والبصل الأخضر بصوت جميل، فاقترب بسيارته من البائع.
وأشار الشرير الطيب إلى أنه وبشكل مفاجئ توقف صوت الرجل العذب وسمع بدلا منه مناقشة بينه وبين رجل ضخم الجثة، يستعطفه فيها الفلاح البسيط حتى يتركه يبيع بضاعته، لكن الرجل مفتول العضلات أراد أن يحصل على إتاوة من البائع البسيط ومعها جزء من بضاعته دون أن يدفع شيئاً.
وقال محمود المليجى، إنه اقترب من البائع والفتوة ففوجئ بيد الفتوة الثقيلة تهوى على وجه البائع المسكين الذى لم يتمالك دموعه.
وأوضح الشرير الطيب أنه لم يتحمل هذا المشهد الذى تعامل فيه الفتوة مع البائع منتهى العنف والافتراء ونزل من سيارته، ليجد الناس وقد التفوا حول البائع والفتوة فى وجوم واستسلام دون أن يتحرك أى منهم لنجدة الفلاح المسكين خوفاً من «فتوة الحتة».
سيارة محمد فوزى
فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1955 تحدث الفنان الكبير محمد فوزى عن موقف يتذكره دائما حدث معه اثناء الاحتفال بشم النسيم عام 1947، حيث اتفق مع عدد من زملائه وزميلاته لقضاء يوم شم النسيم فى الفيوم.
وقال فوزى: «انطلقنا مساء الأحد فى طابور من السيارات، وكانت سيارتى آخر هذا الطابور، وفى منتصف الطريق أصابها عطل، فحاولت إصلاحها دون جدوى، ولم يشعر أحد من الزملاء بماحدث ولم أجد من يساعدنى».
وتابع: «وقفت أنا وزملائى الذين كانوا معى فى السيارة ساعات طويلة مملة بلا جدوى ننتظر أحد يساعدنا، حتى مرت بنا سيارة نقل، تكرم سائقها وقام بإصلاح سيارتى، وبعدها أكملنا طريقنا للفيوم، ولكننا وصلنا فى اليوم التالى». وأشار محمد فوزى إلى أنه فور وصوله هو ومن معه إلى الفيوم وهم منهكون من التعب والسهر، تلقفهم زملاؤهم بالسخرية وأطلقوا عليهم النكت والقفشات، وكان النصيب الأكبر لسيارة فوزى التى ورطتهم فى هذه الليلة وضيعت عليهم الاحتفال بشم النسيم.
برلنتى عبدالحميد متهمة بالقتل
كان من بين النجوم الذين تحدثوا عن مقالب شم النسيم معهم الفنانة برلنتى عبدالحميد والتى حكت عن موقف حدث لها فى شم النسيم، مشيرة إلى أنها اعتادت أن تقضى يوم شم النسيم فى مكان بعيد عن القاهرة، ولكن تصادف أن جاء يوم شم النسيم فى أحد الأعوام وهى تمر بظروف خاصة جعلتها تغير عادتها وتبقى فى القاهرة.
وأوضحت برلنتى عبدالحميد أنها ركبت سيارتها مبكرا وانطلقت إلى كورنيش النيل، لكنها فوجئت برجل ملقى فى الطريق، فأوقفت سيارتها وأسرعت إليه فوجدته جثة هامدة لا يتحرك، وفوجئت بتجمع الناس حولها واتهموها بأنها صدمته بسيارتها.
وحاولت برلنتى أن تنفى عن نفسها التهمة ولكن الناس لم يصدقوها وقال لها أحدهم: «اطلعى من دول إنتى اللى ضربتيه بعربيتك»، واستدعوا البوليس والإسعاف، واقتادوا الفنانة الكبيرة إلى قسم الشرطة.
وأشارت برلنتى عبدالحميد إلى أنها كادت تفقد وعيها من الصدمة، ولم تلتقط أنفاسها إلا بعد أن أفاق الرجل واكتشف البوليس أنه تناول كمية كبيرة من الخمور حتى فقد وعيه، وكادت النجمة الكبيرة أن تصبح متهمة فى جريمة قتل.
هزار مارلين مونرو الشرق مع الحكومة
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى احتفالات أعياد الربيع عام 1961 ذكر عد من نجوم الزمن الجميل بعض المواقف التى حدثت لهم فى شم النسيم، وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة هند رستم والتى تحدثت عن موقف تعرضت له ليلة شم النسيم حيث اضطرتها ظروف العمل أن تبقى فى الاستوديو حتى الخامسة صباحا.
وقالت مارلين مونرو الشرق، إنها بعدما انتهت من عملها أرادت أن تريح أعصابها، ووجدت أن أحسن طريقة هى أن تتنزه بسيارتها فى الشوارع فى هذا الوقت المبكر لتنستشق هواء لنسيم.
وأوضحت هند رستم أنها كانت ترافقها خادمتها المسؤولة عن العناية بملابسها، وخرجت بسيارتها على طريق الكورنيش فى المسافة الواقعة بين كوبرى امبابة ومدخل القاهرة، حيث وقفت بالسيارة وبدأت تدخن سيجارة وتتحدث إلى خادمتها.
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أنها أثناء وقوفها اقترب من سيارتها أحد رجال البوليس، ونظر إلى داخل السيارة وقال فى حدة: «إنتى واقفة كدة ليه ياست انتى فى الوقت ده».
وأرادت هند رستم مداعبة رجل البوليس فردت قائلة: «النهاردة شم النسيم، كل سنة وأنت طيب»، ولكن هذا الرد يبدو أنه لم يعجب رجل البوليس، فصرخ فى وجه النجمة الكبيرة قائلا:» «انتى بتهزرى مع الحكومة ولا إيه؟».
وأضافت مارلين مونرو الشرق أن الهزار كان سينقلب للجد بعد غضب رجل الشرطة، ولكنها تداركت الموقف وعرفته بنفسها وبأنها انتهت لتوها من تصوير أحد أعمالها، فاعتذر لها رجل الشرطة وانتهى الموقف على خير.