ترامب وحكام الولايات.. من ينتصر فى الحرب على كورونا وإعادة الاقتصاد.. صحف أمريكية: الرئيس يحاول إلقاء اللوم على الولايات.. ومسئول بالبيت الأبيض: حينما دعمنا نيويورك بأجهزة تنفس اكتشفنا عدم حاجتها لذلك

الثلاثاء، 21 أبريل 2020 07:30 م
ترامب وحكام الولايات.. من ينتصر فى الحرب على كورونا وإعادة الاقتصاد.. صحف أمريكية: الرئيس يحاول إلقاء اللوم على الولايات.. ومسئول بالبيت الأبيض: حينما دعمنا نيويورك بأجهزة تنفس اكتشفنا عدم حاجتها لذلك ترامب وحاكم نيويورك أندرو كومو
كتبت: نهال طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حرب سياسية ممتدة بدأت قبل أسابيع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحكام الولايات الديمقراطيين، حول آلية التعامل مع وباء كورونا القاتل الذى انتشر بوتيرة مرتفعة في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل بات يهدد مستقبل ترامب في الانتخابات المقررة خلال أشهر، والتي يطمح من ورائها في الفوز بولاية رئاسية ثانية.

وفى الوقت الذى تبادل فيه الجانبان ـ ترامب وحكام الولايات ـ اللوم، وإلقاء مسئولية خروج كورونا عن السيطرة، فاجئ الرئيس الأمريكي قبل أسبوع الجميع بإعلانه خطة إعادة فتح البلاد وعودة عجلة الإنتاج من ثلاث مراحل، لتندلع فيما بعد مظاهرات مؤيدة لتلك الخطوة، ضد قيود الاغلاق التي أصدرها حكام الولايات لتلافى الانتشار الواسع لوباء كورونا بين الأمريكيين.

الصراع الممتد حول أولوية استمرار الإغلاق لتلافى مزيد من الإصابات، وأولوية فتح الشركات والمصانع لوقف نزيف الخسائر الاقتصادية، تحدثت عنه مجلة بولتيكو الأمريكية، قائلة إن ترامب يستعد لمعركة طويلة مع حكام الولايات الامريكية لإنقاذ نفسه ‏من التداعيات السياسية الناتجة عن تفشي وباء كورونا.‏

وعلى مدار الأسبوعين المقبلين بناءً على طلب من إدارة ترامب ستبدأ الولايات في فتح بعض ‏الأعمال بينما تظل ولايات أخرى مغلقة بسبب انتشار الفيروس.‏

قال ترامب إن قرار إعادة فتح الولايات من مسئولية حكامها لكنه حاول في الوقت نفسه ‏الضغط على الحكام لإعادة بدء الأعمال وتخفيف الإرشادات الصحية في أقرب وقت ممكن.‏

فيما يقول مسؤولون كبار في الإدارة ومستشارو ترامب إن مستوى العداء بين الرئيس وحكام ‏الولايات قد يزداد في الأيام القادمة ، ويرجع ذلك إلى أن ترامب يرى الكثير من الفرص ‏السياسية في إثارة تلك الانقسامات خلال حملته لإعادة انتخابه. ‏

 

أصبح حكام الولايات هم أحدث أوراقه السياسية إلى جانب الصين ومنظمة الصحة العالمية ‏وهو يحاول التنمر عليهم وجعلهم كبش الفداء وسط استجابة إدارته للوباء.‏

قال أحد مستشاري ترامب السياسيين إن رد فعل الناس الأولي هو النظر دائمًا إلى الرئيس ‏ولكن مع مرور الوقت ووضوح الصورة سيتحول اللوم او الفضل إلى حكام الولايات مع ‏الأخذ في الاعتبار أنهم هم المسئولين عن القرار.‏

وعلى الجانب الآخر سلطت الاحتجاجات في ولاية تكساس ، ونورث كارولينا ، وميشيجان، ‏ونيو هامبشاير، الضوء على إحباط بعض الأمريكيين من إغلاق قطاعات ضخمة من ‏الاقتصاد. ‏

ويراقب مساعدو ومستشارو ترامب هذه الاحتجاجات لأنهم يعتقدون أنها تدعم حجة الرئيس  ‏لإعادة فتح الاقتصاد في أقرب وقت ممكن كما انها مصدر محتمل للأصوات المتجهة إلى ‏انتخابات نوفمبر.‏

يقوم البيت الأبيض بإعداد نفسه منذ أسابيع ليلقي باللوم على حكام الولايات فيما يتعلق ‏بالتعامل مع الوباء بما في ذلك أي فشل او نقص في شراء المعدات والموارد الطبية ، أو ‏المشاكل التي تنشأ عن إعادة بدء الأعمال واستئناف الحياة العامة.‏

وحثت المبادئ التوجيهية للإدارة لإعادة فتح المدن على امتلاك القدرة على اختبار أي أفراد ‏ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالفيروس قبل استئناف الأعمال، وقال حكام الولايات من ‏الحزبين انهم بحاجة إلى مساعدة في توفير لوازم الاختبار.‏

ووفقا للتقرير قال حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري لاري لوجان ان القول بان الولايات لديها ‏الكثير من الاختبارات واننا لا نقوم بعملنا هو امر غير صحيح، وأشار ان كل حاكم كان يبذل ‏ما في وسعه للحصول على العدد الكافي من اختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا ‏لولايته.‏

وأضاف هوجان "لقد قمنا بزيادة اختباراتنا في ماريلاند بنسبة 5000% خلال الشهر الماضي ‏، لكنها ليست كافية"‏

جادل مساعدو البيت الأبيض بأن الولايات بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في استخدام ‏المستشفيات والمختبرات الخاصة لتكثيف الاختبارات، حتى عندما يقول منتقدو إدارة ترامب ‏إنه يجب أن يلجأ لقانون الإنتاج الدفاعي لإجبار الشركات على إنتاج الإمدادات اللازمة ‏للاختبارات مثل المسحات. ‏

وبدلاً من ذلك ، قال مسؤولون كبار في الإدارة بأن الحكام يسيئون تقدير مستوى الإمدادات ‏التي سيحتاجونها  لدرجة أن الحكومة الفيدرالية لم تعد تأخذ طلباتهم على محمل الجد، ‏متخذين مثال ولاية نيويورك التي تطلب عشرات الآلاف من أجهزة التنفس الصناعي وهو ‏الامر المبالغ فيه.‏

وقال بيتر نافارو المستشار التجاري للبيت الأبيض: "ونحن نرسل الكثير من أجهزة التنفس ‏الصناعي لكومو في نيويورك اتضح أنه لا يوجد أمريكي يحتاج إلى جهاز تنفس وسنرى ‏نفس الشيء مع أنواع أخرى من الأشياء ، بما في ذلك مجموعات الاختبار ".‏

مجموعات الاختبار ليست نقطة الخلاف الوحيدة بين حكام الولايات والبيت الأبيض.‏

كما يختلف العديد مع الإدارة حول أفضل طريقة لشراء الإمدادات والمعدات الطبية وكذلك ‏المبادئ التوجيهية حتى لإعادة بدء الاقتصاد. وشكل حكام الولايات ثلاث تحالفات مختلفة ‏للعمل معًا لإعادة فتح مناطقهم ووضع مبادئ توجيهية للقيام بذلك، وتجنب قيادة ترامب ‏بشكل فعال.‏

ومن المقرر أن تبدأ عدة ولايات فى الأيام القادمة من ضمنها تكساس وفلوريدا ومينيسوتا ‏وفيرمونت، فى تخفيف بعض الإرشادات الصحية، حيث ستقوم تكساس بإعادة فتح الحدائق ‏فى حين ستبدأ المستشفيات فى الولاية بالقيام بالجراحات غير الضرورية.‏

كما أعادت فلوريدا فتح بعض شواطئها خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما سيسمح الحاكم ‏الجمهورى فيل سكوت من فيرمونت للأعمال التجارية مثل مكاتب المحاماة والوسطاء ‏العقاريين فى ولايته باستئناف العمل مع اثنين من الموظفين لكل مكتب.‏

وستظل ولايات مثل نيويورك وفيرجينيا وماريلاند مغلقة فعليًا للعمال والمتاجر غير ‏الضرورية.‏

من المتوقع أن تؤدى حالة إعادة الفتح التدريجى هذه من قبل كل ولاية إلى حالة من الفوضى ‏حيث يبدأ الأمريكيون فى عيش حياة مختلفة تمامًا وفقا لوضع الولاية التى يعيشون فيها ‏ومعدل العدوى وقدرة المستشفيات على رعاية المرضى المصابين بـ ‏Covid-19‎‏.‏

 

 

قال أحد كبار المسؤولين فى الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض على استعداد لمواجهة ‏حالات تفشى محتملة ناتجة عن إعادة تشغيل الاقتصاد، وسوف ترسل الموارد وفرق من المهنيين الصحيين، إلى الأماكن التى تظهر بؤر انتشار جديدة إما فى المدن أو ‏فى أماكن عمل محددة مثل المستودعات.‏

فى حين أشاد مسؤولو الصحة العامة بالمبادئ التوجيهية التى أصدرتها الإدارة لإعادة فتح ‏الاعمال الاقتصادية حسب الولاية، يخشى البعض من أن ترامب لا يقدم فى كثير من الأحيان ‏إرشادات واضحة من منصة غرفة الإحاطة أو موجز تويتر الخاص به.‏

وقال هوارد كوه، الأستاذ بكلية هارفارد للصحة العامة: "فى كل خطوة، يرجئ إلى الخبراء ‏العلميين، لكن رسائله غالبًا ما تكون مختلطة للغاية كما يتفق الجميع"‏

وأضاف أن الثقة فى قادة حكومتك لوضع السياسات الصحيحة يمكن أن تكون هشة، وأعتقد ‏أن أفضل القادة يتوخون الحذر الشديد ويركزون على المبادئ السليمة وينظرون إلى البيانات ‏على أنها نهج نظام واحد.‏

وبالنسبة لترامب فإن تعامله مع الحكام حول من المسؤول فى نهاية المطاف عن إعادة تشغيل ‏الاقتصاد هى جزء من استراتيجيته عندما كان يعمل كمطور عقاري.‏

وقال مايكل دانتونيو، مؤلف سيرة "الحقيقة حول ترامب": "إن فكرة أن تحصل على الفضل ‏فى كل شيء وأن تدفع المسؤولية عن الآخرين هى شيء طويل الأمد معه.. عندما مر ‏بإفلاساته الكبيرة فى أوائل التسعينات، ألقى حينها باللوم بشكل أساسى على المقرضين وقال إنهم ‏مسؤولون لأنهم قدموا القروض. لم يكن مسؤولا لأنه فشل فى تسديدها لهم".

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة