قال المدعى العام الوطنى لمكافحة المافيا والإرهاب، فيديريكو كافييرو دي راؤو إن "عملية إعادة البناء بعد أزمة فيروس كورونا تعد بمثابة فرصة للمافيا في العالم.
وفى مقابلة مع صحيفة "أفينيرى" الفاتيكانية، قال القضائى الإيطالى إن "إعادة الإعمار بعد الزلزال الذي دمر مقاطعتي كامبانيا وبازيليكاتا قبل 40 عامًا، كانت الفترة التي حققت فيها مافيا كامورا قفزة نوعية حقيقية، لتتحول من أعمال العنف محلياً، من خلال الابتزاز والربا، لتصبح رائدة في مجال الأعمال عبر شركاتها الخاصة".
وتابع: "مع إعادة الإعمار تحصل المافيا على العقود وتتغلغل في قطاع البناء، حيث يكون الإنفاق العام أعلى، إلى جانب الرعاية الصحية”، مبينا أن “المافيا تتسلل حيث تتوفر فرص متعددة للوصول الى تدفقات الأموال العامة، وبفضل سياسة ترضي مصالحها".
ومتطرقا إلى الإنذار الذي أطلقه قضاة بشأن فرص المافيا في إعادة إعمار ما بعد فيروس كورونا، أشار دي راؤو الى أنها قد تكون "الأسوأ، لأنها قد تشمل هذه المرة العالم بأسره، وبالتالي ستكون فرصة لإنتشار المافيا عالمياً".
وأوضح أن "من ينظر من خارج الى إيطاليا، فقط يعتقد أن المشكلة إيطالية وحسب، ولا يدرك أن المافيا الإيطالية غالبًا ما تقوم بالاستثمار في الخارج وتذهب بحثًا عن البلدان التي تجد فيها مقاومة أقل، كما أن هناك المافيا المكسيكية، الكندية والأمريكية أيضًا، وهناك مافيا في كل مكان في العالم، وهي على استعداد لإغتنام هذه الفرصة”، لذا “فالحاجة إلى مستوى عال من الحذر لا تشملنا نحن فقط".
ونوه مدعي مكافحة المافيا، بأنه يطلق "إنذاراً شديداً جداً، لأننا شهدنا مذابح وعانينا من تآكل جزء من اقتصادنا، ومع تحقيقاتنا وتشريعاتنا المناهضة للمافيا، تمكنا من فضح التحالفات والإرتباطات بين المافيا والسياسة"، واختتم قائلاً: "لقد أعطينا العالم مثالاً لنضالنا ضد المافيا والفساد، ونأمل أن يتم تبنّي نهج مماثل في أوروبا والعالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة