يدعو متحف الفنون الجميلة، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، المواطنين لضرورة البقاء فى البيت من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك".
وقال،"خليك فى بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك"، من أجل التصدى لفيروس كورونا، وأهم مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية هتشوفها في (متحف أون لاين)، وقدم متحف الفنون الجميلة صور ارشيفية من ثورة 1919.
لم تكن فكرة إقامة معرض يحتفى بمئوية ثورة 19 بالأمر اليسير، فالتفكير المبدئي في الأمر يضعنا أمام تساؤل هام: ما هي المادة الجديدة التي يمكن عرضها وقد قُتل الحدث بحثاً _كما كنت أتخيّل_ في مناهجنا الدراسية والكتب التي تناولت موضوع الثورة والتي قرأها معظمنا من زوايا ورؤى ووجهات نظر مختلفة؟
والتساؤل الأهم: كيف نحتفي بحدث سياسي في المقام الأول داخل متحف فني؟ بما لا يتعارض مع رؤية المتحف ومنهجه في عروض الفنون التشكيلية؟
كانت البداية هي البحث في كتب ودوريات مكتبة البلدية التابعة لإدارة المتحف، والتي يرجع تاريخ إنشائها لعام 1892، فقد احتفظت المكتبة العريقة منذ إنشائها بكل أعداد الدوريات الهامة التي كانت تصدر في مصر على مدار أكثر من قرن، وبالفعل، حددنا التواريخ الهامة والمفصلية في أحداث ثورة 19 وما سبقها وما تلاها، وبالبحث، وجدنا كنوزاً بين صفحاتها، من صور وأخبار ومقالات وغيرها، طواها الزمن وأصبحت في طي النسيان.
قادنا البحث في هذه الصفحات التي لم تمسها يد إنسان منذ صدورها في عهدها الأول الذي قارب على المائة عام ويزيد، إلى مواقف عدَّة من بطولات الشعب العظيم. أسماء ذهبت مع الزمن ولم يذكرها أحد فقررنا إعادة إحيائها وإخراجها إلى النور.
بعد جمع هذه المادة وفهرستها وتقسيمها إلى ملفات منفصلة، كان التفكير في كيفية عرضها بما يتناسب مع عروضنا في عروض الفن التشكيلي، إنتقينا أبرز الأحداث والأخبار وقمنا بإعادة صياغتها بصرياً بشكل يتناسب مع المتلقي الجديد، ويتناسب أيضاً مع كل الفئات العمرية بطريقة الإنفوجرافيك.
فن الكاريكاتير بدوره كان جانباً آخر لطرح الأحداث والمواقف الهامة بشكل مُغاير وربما يكون أحياناً أكثر صدقاً، فهو رؤية ساخرة أكثر تعبيراً وأيسر مروراً إلى وجدان المتلقي البسيط، ففي تعاون مثمر بين الجمعية المصرية للكاريكاتير ودار الكتب والوثائق ومشروع ذاكرة الكاريكاتير أقمنا عرضاً موازياً لرسوم الكاريكاتير المُعبّرة عن ثورة 19 بدايةً من عام 1918 حتى عام 1924.
في محاولاتنا لكي يكون العرض متحفياً تاريخياً بحق، توجّهنا لأكثر جهتين معنيتين بالأمر فيما يخص أعمالاً شديدة الخصوصية بثورة 19 وزعيمها سعد زغلول، وهما متحف بيت الأمة ومتحف محمود مختار بالقاهرة، تحت رعاية كريمة من قطاع الفنون التشكيلية، فوجدنا كنوزاً تحويها مخازن متحف بيت الأمة لم تُعرض من قبل للجمهور، منها: البالطو الشهير الخاص بسعد زغلول والذي نحته محمود مختار في تمثال ميدان محطة الرمل بالإسكندرية، وطربوشه الشهير أيضاً، وعصاه من العاج والأبانوس والتي حُفر عليها اسمه، والعلم الذي لُف به جثمان الزعيم أثناء تشييع جنازته، وغيرها من المتعلقات الشخصية التي أثرت العرض بشكل كبير واجتذبت بدورها الشريحة الأكبر من الجمهور.
وكانت البطولة المُطلقة لأعمال مختار العظيمة من النسخ المُصغرة لتماثيل سعد زغلول بالقاهرة والإسكندرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة