أيقن العالم أجمع أن الحل للخروج من أزمة وباء فيروس كورنا المستجد، هو إيجاد لقاح لمواجهته فرغم كل التدابير الاحترازية، وإعلان حالات الطوارئ، وحملات الإغاثة الصحية والاقتصادية، إلا أن الجهود توجهت إلى إيجاد لقاح سريعا يتصدى لهذا الوباء الذى نال أرواح الآلاف حول العالم.
وتبنّت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة بإجماع أعضائها الـ193، قراراً يطالب بإتاحة "الوصول العادل" إلى "اللقاحات المستقبلية" لوباء كوفيد-19 ويؤكّد على "الدور القيادي الحاسم لمنظمة الصحّة العالمية" التي واجهت في الآونة الأخيرة هجوماً غير مسبوق من الولايات المتحدة.
والقرار الذي تقدّمت به المكسيك ودعمته الولايات المتحدة يتمحور بشأن الاستجابة الصحيّة لفيروس كورونا المستجدّ ويدعو إلى "تعزيز التعاون العلمي الدولي لمكافحة كوفيد-19 وتكثيف التنسيق"، بما في ذلك مع القطاع الخاص.
وتأتي هذه المطالبة بتمكين دول العالم أجمع من الحصول على لقاح للوباء الفتّاك في وقت تخوض فيه العديد من الشركات المصنّعة للأدوية ومختبرات الأبحاث سباقاً مع الزمن للعثور على لقاح ناجع مع ما يرتّب عليها مثل هذا التحدّي من عبء مالي كبير.
وتوصلت تجربة جديدة نشرتها ديلى ميل إلى أن مرضى الفيروس التاجي الذين عولجوا بعقار الملاريا هيدروكسي كلوروكوين الذي روج له الرئيس الأمريكى ترامب من المرجح أن تكون نسبة الوفاة بينهم أكبر، لكن ترامب يقول إنه ليس على علم بالدراسة الجديدة.
وكشفت الدراسة الجديدة أن عددًا كبيرا من الأمريكيين الذين أصيبوا بالفيروس التاجي كورونا، وتلقوا العلاج بعقار الملاريا الذي روج له ترامب لعلاج المرض، قد توفى منهم الكثير مقارنة، بالمرضى الذين تلقوا الرعاية الداعمة المعتادة، حيث تشير النتائج إلى أن العقار ، هيدروكسي كلوروكوين ، لم يقدم أي فائدة للمرضى الذين تلقوه.
فيما أعلنت السلطات الصحية الفيدرالية في ألمانيا، الأربعاء، أن شركة "بيونتيك" التي مقرها في ماينز والمرتبطة بشركة فايزر الأمريكية، ستباشر تجارب سريرية أولى على لقاح ضد فيروس كورونا.
و كشف معهد بول إيرليخ على موقعه الإلكتروني أن التجارب ستشمل في مرحلة أولى 200 من المتطوعين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما، موضحا أنها تشكل "الاختبار الرابع على الإنسان" في العالم، في سياق البحث عن لقاح ضد مرض كوفيد-19.
من جهة أخرى، يترقب العالم تجربة للقاح ضد فيروس كورونا على البشر الخميس، بعد أن طورته جامعة أكسفورد في بريطانيا.
وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، الثلاثاء، إنه "يسخّر كل شيء" لصالح محاولة بريطانيا تطوير أول لقاح في العالم ضد COVID-19.
كما أوضح هانكوك أن حكومته ستمنح العلماء 20 مليون جنيه إسترليني إضافية للمساعدة في تجاربهم، و22.5 مليون جنيه إسترليني إضافية لمشروع آخر في إمبريال كوليدج لندن.
وسيتم اختبار لقاح أكسفورد، المعروف باسم "ChAdOx1 nCoV-19" على حوالي 510 أشخاص من أصل 1112 تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً.
ورغم أن اللقاحات في بدايتها غير مؤكدة النتائج، وتستغرق عادة سنوات، لكن لقاح أكسفورد إن أثبت نجاحه فسترفع القدرة على تصنيعه وبالتالي تقديمه للمرضى.
كما ستستغرق التجربة ستة أشهر وستكون مقتصرة على عدد قليل من الأشخاص حتى يتمكن العلماء من تقييم ما إذا كانت نتائجها آمنة وفعالة.
فيما تراهن روما على عقار الكولشيسين، المعروف تقليديا كعلاج لمرض النقرس (التهابات المفاصل)، والذى يمكن أن يفتح آفاقا جديدة في علاج فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حسبما يتوقع أطباء بمستشفى جامعة مدينة بارما الايطالية التي تقود التجربة.
ونالت تجربة استخدام الكولشيسين على مرضى فيروس كورونا موافقة وكالة الأدوية الإيطالية، حيث من المتوقع الاعلان عن نتائجها بنهاية فصل صيف هذا العام.
تستهدف الدراسة، التي ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة، 310 من مرضى (كوفيد-19) تم إدخالهم إلى المستشفى الجامعي من اجل تقييم سلامة وفعالية الكولشيسين، وهو مضاد للالتهابات و دواء يستخدم على نطاق واسع لعلاج النقرس والتهاب التامور وبعض أمراض الروماتيزم.
ويشير منسق البحث، الدكتور أومبرتو ماجيوري، الى “إن خيار استخدام الكولشيسين في العلاج يأتي لأنه يمكن أن يتصدى للتسلسل العنيف لالتهاب الرئة لمرضى كوفيد 19″، موضحا أن العقار الذي “يتم تناوله عن طريق الفم تم بالفعل استخدامه لعقود في علاج العديد من أمراض الالتهابات الذاتية ويمكن أن يثبت أنه فعال بشكل خاص في المراحل المبكرة من المرض”. وأضاف “هذا يعني أنه يمكن استخدامه على نطاق واسع حتى في البلدان التي لا تحتمل رعاية صحية عالية التكلفة”.
وتهدف هذه الدراسة إلى علاج مرضى كوفيد-19 المصابين بالالتهاب الرئوي ولكن مع حالات سريرية مستقرة أو متوسطة أو متوسطة الخطورة، لمنع حدوث أضرار خطيرة ممكنة وتقليل عدد المرضى المحولين الى أقسام العناية المركزة ، وبالتالي تقليل الالتهاب تدريجياً وتحسين الحالة الصحية العامة للمرضى.
وأعلن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي بقيادة الدكتور أنتوني فاوتشي أنه لا توجد أدلة علمية كافية على فعالية أي دواء في علاج فيروس كورونا حتى اليوم، وذلك بعد أشهر من التجارب التي أجراها مركز أبحاث المعهد وشارك فيها مجموعة من الخبراء.
وأكد تقرير المعهد أن العلماء حتى الساعة لا يعرفون الكثير عن الفيروس وعن كيفية مكافحته وعلاجه، متفقاً مع نتائج العديد من المراكز البحثية والخبراء في الولايات المتحدة.
و أوضح الدكتور فاوتشي أن العديد من التجارب السريرية تجرى حالياً لمعرفة فعالية عدد من الأدوية، ولكن من السابق لأوانه القول إذا كانت فعالة أم لا، مضيفا أن الخبراء لم يتوصلوا إلى أي أدلة علمية كافية للتوصية باستخدام أو عدم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات أو التي تؤثر على الجهاز المناعي، للأشخاص الذين يعانون من كوفيد -19.
يذكر أن فيروس كورونا طال أكثر من مليونين ونصف المليون إنسان، خالقا أزمة صحية هي الأسوأ في العالم الحديث، بحسب ما أكدت منظمة الصحة العالمية في تصريحات سابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة