الفرار الأخير.. حكاية فرار أمير أموى كان وراء تأسيس الدولة الأموية بالأندلس

الخميس، 23 أبريل 2020 05:00 م
الفرار الأخير.. حكاية فرار أمير أموى كان وراء تأسيس الدولة الأموية بالأندلس سقوط الدولة الأموية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 1271، على سقوط الدولة الأموية، بسقوط آخر خلفاء الأمويين مروان بن محمد الشهير بمروان الحمار، على أثر الفوضى والنزاعات الداخلية العارمة، التى كانت عمت البلاد من قبل توليه الحكم، وذلك فى 23 أبريل عام 749 م.
 
ومع سقوط الدولة الأموية، تتبع العباسين كافة أمراء الأمويين، وقاموا بمذابح كبيرة فى كل من يهدد وجودهم فى الحكم، لكن فلول الأمويين استطاعوا فى خلال سنوات قليلة أن يؤسسوا لأحد أهم الإمبرطوريات الإسلامية على مدار التاريخ هى الدولة الإسلامية الأموية فى الأندلس.
 
وبحسب كتاب "تاريخ الأندلس من الفتح حتى السقوط" تأليف رجب بخيت، فأنه بعد سقوط الدولة الاموية، وانتصار العباسين فى موقعة الزاب فى 11 جمادى الآخر سنة 132 هـ/ 749 م،  أخذ العباسيون يتعقبون أمراء بنى أمية حيثما وجدوا وحلوا، وأعملوا السيف قتلا وتنكيلا لكل من كان مؤهلا من الأمويين لتولى الخلافة، فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء "الأحفاد" إلا قلة ممن لم تصل إليه سيوفهم، فقد أمر الخليفة العباسى الأول أبو العباس السفاح، بتتبع بنى أمية وقتلهم والقضاء عليهم، ولذلك تفرقوا فى أطراف البلاد للنجاة بأرواحهم من بطش بنى العباس لهم.
 
ويرى الكتاب أن هذه المطاردة الدموية لم تجتث الشجرة من أصلها، وشاء القدر أن تفلت بعض فروعها من أيدى الجناة، وأن تزكو لتستعيد أصلها الراسخ فى أرض أخرى، وكان ممن نجا من المذبحة الهائلة فتى من ولد هشام بن عبد الملك، هو عبد الرحمن بن معاوية حفيد هشام بن عبد الملك، وكان من القلة التى لم تصلهم سيوف العباسيين، وكان عمره وقت حدوث النكبة تسع عشر سنة فقط، وكان يقيم مع أهله وإخوته فى قرية تعرف بدير خنان من أعمال قنسرين فى سوريا، وكان أبوه مات فى شبابه، ولما انهارت صرح الخلافة الأموية، وأمعن فى مطاردة بنىأمية، فر عبد الرحمن وأخ له لم يتجاوز الثالثة عشرة، وكلاهما مطلوبى الرأس من قبل العباسيين.
 
وفر عبد الرحمن هاربا ناحية الفرات، وحل هناك ببعض القرى واختفى إلى حين، ولكن عليه رجل، مما جعل جنود العباسيين تستقصى خبره، وتحاول القبض عليه، فبادر عبد الرحمن بالفرار هو وأخوه باتجاه النهر، لكنه وجده محاصر من الجنود فألقيا بأنفسهما فيه وأخذا يسبحان، ومن بعيد ناداهما العباسيون أن ارجعا ولكما الأمان، حينها كان الوليد أخو عبد الرحمن قد أجهد من السباحة، فأراد أن يعود، فناداه أخوه الأكبر ألا يعود ويقتلوه، فرد عليه أنهم أعطوهم الأمان، ثم عاد راجعا إليهم فما أمسك به العباسيون إلا قتلوه أمام أعين أخيه، فاستكمل عبد الرحمن السباحة وعبر النهر.
 
واخترق عبد الرحمن فلسطين، ومصر، ولحق به مولياه بدر وسالم، أنقذتهما إليه أخته أم الأضبع بشئ من المال والجواهر، ثم جاز إلى برقة، ورغم خيانة عبد الرحمن بن حبيب لهم خوفا على سلطته على أفريقية، بعد نبؤءة يهودى تنبأ بظهور دولة أموية فى الأندلس، إلا أن عبد الرحمن استطاع الفرار إلى المغرب، وهناك بدأ يدعو أنصار بنى أمية، ويتحين الفرصة والأخرى من أجل العبور إلى الأندلس وتأسيس دولته هناك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة