د. داليا عبد الغنى تكتب: واجه مهما كلفك الأمر

الجمعة، 24 أبريل 2020 03:24 م
  د. داليا عبد الغنى تكتب: واجه مهما كلفك الأمر د. داليا عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الآونة الأخيرة قررت أن أتعلم الجمباز، وكانت أول نصيحة تلقيتها من المدربة، هي من يخاف لا يستطيع أن يتقن اللعبة، فلو شعرتِ بالخوف، لا تقومي بالحركة؛ حتى لا تؤذي نفسكِ.

وهذه النصيحة حاولت ترجمتها على الكثير من مواقف حياتي، فوجدت أن أول وأكبر عقبة تعترض حياة الإنسان هي الخوف، ولا شك أن هذا الشعور طبيعي جدًا، وبشري، ولا يمكن التنصل منه على الإطلاق، ولكنني عندما ترجمته على الجمباز، وجدت أنني عندما أشعر بالخوف قبل الإتيان بأي حركة، يجتاحني شعور بالعجز، فأقرر في ذات اللحظة أن أشعر نفسي بأنني أقوى من تلك الحركة، ولدي القدرة على الإتيان بها، والغريب أنني بمجرد أن أبث هذا الشعور إلى نفسي، أنجح في ممارستها بسهولة.

فإذا أردت أن تقتل الخوف من داخلك، فآمنْ أنك الأقوى، في حالة واحدة فقط، وهي المواجهة، فما يجعلنا أسرى للخوف هو رفضنا المواجهة، أو عدم قُدرتنا على الإقدام عليها، وللأسف، هذا يتسبب في ضياع الكثير من الفرص من أيدينا، إما تحت مظلة الخوف، أو بسيرنا في طريق موازٍ للمواجهة.

فمن يرفض مواجهة الظالم بظلمه، يعيش طيلة حياته يبتلع مرارة القهر، ومن يأبى مواجهة خصومه، يعيش في ذعر وقلق، منتظرًا سهم الغدر في أي لحظة، ومن يهرب من مواجهة مشاعره حيال من يحبه، يتسبب في ضياع حبه إلى الأبد، ومن تأبى عليه كبريائه أن يواجه نفسه بعيوبه، تصبح تلك العُيوب هي السمة الأساسية في حياته، حتى تطمس مميزاته تدريجيًا.

ومن يتهرب من مواجهة من أخطأ في حقهم، بتقديم الاعتذار، يموت ضميره مع الأيام، ولا يترك أثرًا طيبًا في نُفوس الناس.

فلا تهربْ من المواجهة، فهي الحل الأمثل لقتل الخوف الذي يُعشش في النفوس، فالمواجهة قوة، مهما كانت نتائجها، والخوف منتهى الضعف، مهمتا جنبنا من مشاكل وآلام، فلا تصدقوا مقولة من خاف سلمن فالواقع أن من خاف مات سواء كان حيًا أو ميتًا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة