نعيش أياما مباركة بحلول شهر رمضان المبارك، وهو شهر الروحانيات، وقد كانت أجواء المسلمين مجالا لـ للفنانين التشكيليين العالميين خاصة المستشرقين ومن ذلك ما نجده فى لوحة "الصلاة فى المسجد" للرسام والمستشرق الفرنسى جان ليون جيروم، وقد رسمت فى القرن التاسع عشر عام 1871م وتنقل مشهد الصلاة فى مسجد عمرو بن العاص.
وقد كان "جان ليون جيروم" الأكثر شهرة بين جميع الرسامين المستشرقين، سافر كثيرًا إلى تركيا ومصر، وعلى الرغم من أنه لم يكن يكره مزج الخيال مع الواقع إلا أن لوحات "فرسان الصحراء" كانت لا يمكن تصورها دون الاعتماد على معرفة مباشرة بالمنطقة.
سافر جيروم لأول مرة إلى الصحراء المصرية فى عام 1856، وتركت هذه الرحلة انطباعًا لا يمحى عليه، كان غارقًا في حجمها وجمالها وقسوتها التى لا تشوبها شائبة، وأبدى أقصى درجات الاحترام لجميع الذين تحدوه، يتم التقاط جميع انطباعاته فى هذه اللوحة والتى تعرض رؤية سردية وسينمائية لأفضل ما قدمه جيروم.
وتعتبر لوحة "الصلاة فى المسجد" من بين أكثر أعمال جيروم الشعبية، فهذه اللوحة جزء من سلسلة اللوحات التى تصور "الرجال المسلمين فى الصلاة"، يحيث يصلى الرجال فى اتجاه الكعبة المشرقة، كما أن الرجال تظهر فى الأشكال الطقوسية المرتبطة بالصلاة.
ويظهر فى اللوحة الاحتفاء بالألوان خاصة فى تنوع ما يرتديه المصلون وكذلك التفاصيل فى معمار المسجد بما يعكش حالة شرقية تماما.