يعمل آلاف الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم للوصول إلى حل لغز فيروس كورونا، حيث تتسابق الحكومات والمختبرات وشركات الأدوية في محاولة للتوصل لعلاج، وبعد 4 أشهر على انتشار فيروس كورونا في العالم أعلنت العديد من الدول عن أدوية مختلفة تجرى عليها التجارب، لكن أيا من هذه الأدوية سوف ينجح في علاج كورونا وكيف سوف ينتهي سباق البحث عن دواء.. هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.
وذكرت جريدة "ديلي ميل" أنه على الرغم من العلاجات المقترحة من كل أنحاء العالم إلا إن الحقيقة هي أن العلماء ليس لديهم فكرة عن أي منها قد ينتهي به الأمر وهل سوف ينجح أم لا.
قال البروفيسور باباك جافيد، الباحث الرئيسي في كلية الطب بجامعة تسينجهوا في بكين ومستشار الأمراض المعدية في مستشفيات جامعة كامبريدج، أنه "بعد أربعة أشهر من انتشار الوباء، أصيب الملايين من الأشخاص ولكن لم تتوفر بيانات حتى الآن لإظهار أن أي علاج معين فعال بشكل خاص".
علاج كورونا
سباق البحث عن علاج كورونا
يتضمن سباق البحث عن علاج لفيروس كورونا مجموعة من الأدوية كانت آثارها الجانبية أكثر من فوائدها حتى الآن، بحسب ما ذكرت جريدة "ديلي ميل" البريطانية وتشمل هذه الأدوية:
الملاريا
1-حبوب الملاريا
في منتصف مارس، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنه يمكن علاج مرضى كورونا بنجاح من خلال مزيج من هيدروكسيكلوروكوين عقار الملاريا ومضاد حيوي شائع، أزيثروميسين.
لكن فيما بعد أظهر استخدام الدواء على قائمة من الآثار الجانبية السيئة، بما في ذلك زيادة خطر السكتة القلبية، وتقرح الجلد، فقدان السمع، وعدم القدرة على تحريك العينين.
وجدت دراسة أجريت هذا الأسبوع على 368 مريضا بفيروس كورونا أن 28 % ممن عولجوا عن طريق هيدروكسي كلوروكوين وحده و 22 % تلقوا عقاقير (علاج الملاريا وأزيثروميسين) توفوا في المستشفيات الأمريكية، ويقارن هذا بمعدل وفاة يبلغ 11 % فقط للمرضى الذين تلقوا رعاية عادية بدون أي دواء.
الريدميسيفير
2- عقار الإيبولا
أدى الأمل والضجيج حول عقار الريدميسفير إلى ارتفاع سعر سهم شركة التكنولوجيا الحيوية في كاليفورنيا Gilead في الأسابيع الأخيرة وتم تطوير الدواء في الأصل لمحاربة فيروس الإيبولا ويعمل عن طريق التدخل في تكوين الفيروس الجيني.
وعلى الرغم من أن الأدوية الأخرى سرعان ما وجد أنها أكثر فعالية في علاج الإيبولا، إلا أن الاختبارات اللاحقة أشارت إلى أن الريدميسيفير كان له بعض التأثير على فيروسات الجهاز التنفسي مثل سارس و ميرس.
وقد أعطت شركة الأدوية دواء الريدميسفير حتى الآن إلى 1700 مريض بفيروس كورونا، مع الإبلاغ عن آثار كبيرة في بعض الحالات وتجري حاليًا دراستان رئيسيتان في الولايات المتحدة وأوروبا.
ولم تجد تجربة سريرية واسعة النطاق في الصين، والتي استمرت لفترة أطول، أي دليل على أن دواء الريدميسفير يحسن مصير المرضى في المستشفيات، وفقًا لوثائق تسربت عن طريق الخطأ هذا الأسبوع من قبل منظمة الصحة العالمية.
وكان رد شركة جلعاد بأن هذه التسريبات تحتوي على "وصفات غير لائقة" وأصرت على أن نتائجها "غير حاسمة".
أحد الأسباب التي جعلت نتيجة التجربة الصينية مخيبة للآمال هو أنه من المرجح أن يعمل الريدميسيفير بشكل أفضل إذا تم استخدامه مبكرًا.
وقال البروفيسور جافيد: " عند الإصابة بكورونا يتكاثر الفيروس غالبًا بعد الإصابة، فإذا أعطيت مضاد للفيروسات لاحقًا في سياق المرض، عندما يتم إدخال المريض إلى المستشفى، لا يستطيع الدواء مهاجمة الفيروس."
3-أدوية الأجسام المضادة
أعلنت شركتا أدوية أمريكيتان، Amgen و Adaptive ، مؤخرًا عن شراكة لدراسة المتعافين من فيروس Covid-19 في محاولة لتحديد وتصنيع الأجسام المضادة لقتل الفيروس.
وتجري شركة أخرى ، Regeneron ، دراسة باستخدام المواد الوراثية للفيروس في الفئران وتتابع عشرات الشركات الأخرى مشاريع مماثلة.
على الرغم من استخدام استراتيجية الجسم المضاد ضد الإيبولا، فإن معظم الأدوية الجديدة تستغرق أكثر من خمس سنوات للتطوير، وذلك لإجراء اختبارات عديدة للتأكد من عدم وجود آثار جانبية خطيرة.
4- العلاج بالبلازما
يتضمن هذا أخذ الدم من الأشخاص الذين تعافوا مؤخرًا من فيروس كورونا وفصل البلازما ثم إعطائها للمرضى الذين يعانون من المرض.
نظرًا لأن بلازما الدم تحتوي على أجسام مضادة "تعلمت" كيفية اكتشاف الفيروس وتدميره، فإن النظرية هي أن نقل الدم سوف يساعد المتلقي على محاربة الفيروس.
وقال جافيد: "من السهل جدًا حصاد البلازما من المرضى الباقين على قيد الحياة، لقد تم ذلك حتى خلال وباء الانفلونزا الاسبانية 1918-1919."
وقد تلقى حوالي 600 مريض في أمريكا هذا العلاج بالفعل، كما إن هيئة الصحة البريطانية NHS بدأت إجراء تجربة مكثفة على بلازما الدم.
وعلى الرغم من ذلك أشار بعض الخبراء إلى أن العديد من ضحايا كورونا يموتون بسبب الاستجابة المناعية المفرطة للفيروس، مما يتسبب في التهاب الرئتين والأعضاء الحيوية الأخرى، كما يخشى هؤلاء الخبراء من أن تعزيز مناعة المريض عن طريق العلاج بالبلازما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم.
5-بلازما الدم الصناعي
مشكلة أخرى للعلاج بالبلازما هي مسألة العرض والطلب، فهناك عدد محدود من المرضى الذين تم شفاؤهم مستعدون للتبرع بالدم، ولا يمكن أخذ سوى كمية محدودة منهم.
ومع ذلك، فإن التكنولوجيا موجودة الآن لتصنيع الأجسام المضادة الاصطناعية باستخدام دم الناجين من كورونا.
وأصبحت هذه "الأجسام المضادة الصناعية" العلاج القياسي للإيبولا، كما حددت العديد من المختبرات الأجسام المضادة التي يمكن أن تثبط فيروس كورونا في أنابيب الاختبار.
لكن قال البروفيسور جافيد: "لم يحدد أحد حتى الآن أي الأجسام المضادة الصناعية تعمل بشكل أفضل لفيروس كورونا أو ما هي أفضل طريقة لاستخدامها معًا".
6- أدوية فيروس نقص المناعة البشرية
يتم الترويج للعديد من أدوية فيروس نقص المناعة البشرية الآن كعلاجات محتملة لفيروس كورونا ، بما في ذلك Lopinavir و Ritonavir.
وتتم تجربة هذه الأدوية على مرضى فيروس كورونا في دراسات في جامعتي أكسفورد البريطانية ونبراسكا الأمريكية.
ولكن حتى الآن لا يوجد دليل يذكر على عملهم خارج المختبرات.
7- العلاج بالخلايا الجذعية
لقد تم وصف ما يسمى "الخلايا الرئيسية" التي تتطور إلى الدم والدماغ والعظام والأعضاء كأساس لعلاج السرطان وأمراض القلب والتهاب المفاصل لسنوات، لذا تجرى تجارب في المجال الرائد لعلاج الخلايا الجذعية لعلاج كورونا.
من بين الشركات التي تستكشف هذه المنطقة الحديثة ، Mesoblast ، التي تختبر أبقارها خلايا نخاع العظام لتحديد ما إذا كان بإمكانها مساعدة المرضى على تطوير مناعة ضد الفيروس.
في ووهان ، زعم الطبيب دونغتشنغ وو الشهر الماضي أنه عالج تسعة مرضى عن طريق حقن الخلايا الجذعية قال إنهم جميعا تعافوا بالكامل في غضون أيام.
لكن النجاح لم يتكرر بعد بشكل مقنع، غالبًا ما تكون علاجات الخلايا الجذعية محفوفة بالمخاطر أيضًا - فعند تجربتها على علاج باركنسون، تسببت في أورام الدماغ.
8-العلاج المناعي
يعاني ما يقرب من نصف المرضى الذين يموتون بسبب فيروس كورونا بما يسمى "عاصفة السيتوكين"، حيث يحدث رد فعل مفرط لجهاز المناعة، مما يتسبب في التهاب الرئة الحاد الذي يمنعهم من تناول كمية كافية من الأكسجين.
مع أخذ ذلك في الاعتبار ، يتم الآن تجربة العديد من المنتجات المصممة لمكافحة الالتهاب على مرضى كورونا.
وهي تشمل Tocilizumab ، المستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ، و Dexamethasone ، الستيرويد المستخدم ضد الربو.
وفي الوقت نفسه، تُجري منظمة الصحة العالمية اختبارًا للإنترفيرون بيتا، والذي يُستخدم لعلاج التصلب المتعدد.
ولكن الأدوية المناعية يجب أن تكون مصحوبة بعلاج فعال مضاد للفيروسات.
9- الستاتينات
هذه هي الأدوية الخافضة للكوليسترول الموصوفة للملايين المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، يتساءل العلماء الآن عما إذا كان ينبغي إعطاء الستاتينات للمرضى الذين يعانون من أعراض كورونا ذوي المضاعفات الشديدة ، لسببين: يوصي محققو جامعة هارفارد باستخدامهم لأن لديهم قوى مضاد للالتهابات.
أضاف العلماء الشهر الماضي في دورية تطوير الأدوية والأبحاث أن الستاتينات أظهرت أيضًا قدرة على ضبط جهاز المناعة وبالتالي حماية رئتي المرضى من أضرار عاصفة السيتوكين.
البروفيسور جون وهين، أستاذ الأمراض المعدية الفخري في كلية برايتون وكلية الطب في ساسكس، يجادل بأنه في حين أظهرت العقاقير المخفضة للكوليسترول إمكانات في تجارب أنبوب الاختبار، إلا أنها أظهرت بالفعل فوائد فقط في القلب والأوعية الدموية فقط.
10 – أدوية مثبطات الببتيد
في الظروف العادية، تقوم الفيروسات بتطوير "مفتاح" يمكّنها من اختيار اختراق الخلية لعمل المزيد من نسخ الفيروس، تلتزم مثبطات الببتيد، بمنع الفيروس من اختراق الخلية، ونحن نعلم بالفعل أن Covid-19 يغزو الخلايا البشرية من خلال مستقبل البروتين ، ACE2.
استخدم الكيميائيون في جامعة إلينوي أجهزة كمبيوتر عالية الطاقة لتحديد المواد الكيميائية للأحماض الأمينية في مستقبلات ACE2 التي يستهدفها الفيروس ثم قاموا ببناء دواء يحتوي على أحماض أمينية يجب أن تلتزم بمفتاح الفيروس ، مما يجعله عديم الفائدة.
ولكن كما يعترف العلماء في مجلة ACS Nano هذا الشهر، فقد اختبروا مادتهم الكيميائية في محاكاة الكمبيوتر- ليس في المختبر وبالتأكيد ليس على البشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة