كل عام وكل الأمة الإسلامية بخير وسلام فنحن الآن فى حضرة شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.
ولكن شهر رمضان هذا العام يختلف كثيرا عن الأعوام الماضية بل يعد شهر استثنائى لم تشهده الأمة الإسلامية على مر العصور والأزمان، فنحن جميعا نشعر بحالة من الإحباط واليأس الشديدين نتيجة الأحداث التى يشهدها العالم أجمع فنحن كل عام نكون فى حالة اشتياق ولهفة شديدة لحلول هذا الشهر الكريم الملىء بالعديد من الروحانيات الربانية العظيمة، فجميعنا يتسابق من أجل الذهاب إلى المساجد لآداء المناسك الدينية فتجد المساجد مكتظة بعباد الله الصالحين بداية من صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء متبوعة بصلاة التراويح، فتلك الأيام يحرص الجميع على الصلاة ولنكون أكثر صراحة الكثير من الناس غير الملتزمين بالصلاة طوال العام يذهبون إلى المساجد فى هذا الشهر الكريم، طالبين من الله التوبة والمغفرة، أيام جميلة ننتظرها جميعا من العام إلى العام ولأحد يعلم إن كان الله عز وجل سيطيل فى أعمارنا حتى تمر علينا تلك الأيام المباركة مرة أخرى، لا أحد حتى هذه اللحظة الراهنة يصدق ويتخيل ما يحدث حولنا فلن تكون فرحة هذا العام كمثيلاتها من ذى قبل، ولكنها إرادة الله وقضاءه الذى نؤمن به جميعا وعلينا أن نتقبله بصدر رحب حتى نمر من تلك الأزمة الطاحنة التى لا نعلم جميعا حتى اللحظة متى ستنتهى ومتى ستمر ومتى ستعود الأوضاع إلى طبيعتها؟ فما يحدث يعد كارثة حقيقية على العالم أجمع وسيظل يعانى منها الجميع لأوقات طويلة وممتدة.
ولكننا جميعا تأكدنا ونحن فى طبيعة الحال واثقين ومؤمنين من قدرة المولى عز وجل فى أن يغير ويبدل كل شىء فى لحظات فلم تفلح الطائرات والدبابات التى تمتلكها كبرى الدول العظمى فى محاربة هذا الفيروس الفتاك الذى أظهر مدى الضعف الشديد الذى وصل إليه العنصر البشرى حينما تخيل البعض منهم أنهم وصلوا لذروة العلم والمعرفة ولن تستطيع أى قوى أخرى أن تخترق ما وصلوا إليه وأنها سوف تلحق بهم اضرارا لم يتخيلوا أن تصل مداها إلى ما آلت إليه الأوضاع الآن حتى إنهم قد تخيلوا أنها نهاية العالم، ولجأ البعض منهم إلى الانتحار من شدة اليأس وانا هنا لا أشمت فى أحد ولكن فى الحقيقة أن بعض الدول قد وصلت بها الأمور إلى درجات عليا من التكبر والاستخفاف بمصائر الشعوب الأخرى ووجهوا طائراتهم وأسطولاتهم العسكرية لتدمير البلاد، بل ورسخوا أنواع أخرى من الحروب كحروب الجيل الثالث وانهوا على دول ذى عراقة وأصالة كبيرة وللأسف لن تستطيع تلك الدول النهوض مرة أخرى من كبواتها المتوالية لأنه قد تم إنهاكها والقضاء عليها.
علينا جميعا أن نتوجه بالشكر والعرفان للمولى عز وجل على وقوفه معنا فى هذه المحنة الشديدة فنحن مازلنا فى منطقة ووضع جيد مقارنة بما يدور حولنا، كل عام وأنتم بخير ورمضان كريم على الإمة الإسلامية أجمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة