يحتفل العالم اليوم السبت، باليوم العالمى للطبيب البيطرى، حيث خصص الاتحاد العالمى للطب البيطري في بلجيكا "السبت الأخير" من شهر أبريل كل عام، يوما عالميا للطبيب البيطري، للتوعية بدور الطبيب البيطري في المجتمع والحفاظ على صحة الحيوان والإنسان، ومواجهة الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوانات للبشر والعكس، والبالغ عددها أكثر من 270 مرضا مشتركا، يمكن أن ينتقل من الحيوان للإنسان، منهم الفيروسى والبكتيرى والفطرى، لكن ليس جميعهم يمكن وصفهم باعتبارهم وباء أو جائحة، كما يتم وصف فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، نتيجة لانتشاره بشكل واسع، وزيادة معدلات الإصابة به حول العالم.
وللحديث عن أبرز الأمراض الوبائية التى تنتقل من الإنسان للحيوان، قال الدكتور خالد العامرى، النقيب العام للأطباء البيطريين، عميد كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، أستاذ المايكروبيولوجي، إن الطبيب البيطرى يواجه الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، هى الأمراض التى تنتقل من الحيوان للإنسان و العكس، موضحا أن انتقالها يتم من خلال مواد حيوية ملوثة من حيوان مريض، والتى تأتى على خمسة أشكال، هم:السوائل: الدم، السوائل الجنينية، أو الحويصلية، الارتشحات، الصديد"، الفضلات "الروث، البول"، الإفرازات "اللبن، اللعاب"، والمنتجات كالجلود، الشعر، الصوف، والريش الملوث"، وأخيرا الأغذية كاللحوم، الطيور، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان".
وأوضح العامرى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن طريقة انتقال الملوثات للإنسان تتم إما بطرق مباشرة بالتلامس، أو غير مباشر من خلال البيئة الملوثة، كالهواء، المياه، المرعى الملوث، أو تربة ملوثة، وأدوات ومعدات حاملة للمسببات المعدية، أو الحياة البرية، مشيرا إلى أن الأمراض المعدية، لها عدة أنواع: فيروسية مثل: الكورونا، الإيبولا، الهندرا، الإنفلونزا، البورنا الذى ينتقل من خلال القوارض، ويؤثر عالجهاز العصبى للإنسان، وجدرى الأبقار، نيوكاسل فى الدواجن، السعار، السارس، حمى الوادى المتصدع"، والأمراض البكتيرية، مثل:الجمرة الخبيثة وهو قاتل ويعد مصنف سلاح بيولوجى، البروسيلا، الكامبيلوباكتر، السل، السلمونيلا، التسمم الغذائى البكتيرى، الكلاميديا، الليستيريا، الطاعون، إنفلونزا الماعز و المعروفة كالكيو فيفار و تسببها باكتريا تسمى الكوكزيلا
وتابع: أما الأمراض الفطرية، فأشهرهم التينيا، والطفيليات، مثل: البابيزيا، التريبانوسوما، والكربتوسبورديا، الفاشيولا، الجيارديا، الليشمينيا، الجرب، مشيرا إلى أن جميعها أمراض خطيرة، ويندرج أسفل كل جنس منهم العديد من الأنواع، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر فى مفهوم الصحة و الارتقاء الي مستوى الصحة الموحدة، حيث تنادى منظمة الصحة العالمية بمفهوم الصحة الموحدة منذ أكثر من 10 سنوات، وهو ما يفرضه أيضا انتشار فيروس كورونا، على جميع وزارات الصحة حول العالم أن تضع فى اعتبارها الصحة الموحدة، المعنية بصحة الإنسان، والحيوان، والبيئة معا.
فيما قال الدكتور محمد عفيفى سيف، استشارى الفيروسات والمناعة، إن الكثير من الأمراض تنتقل من الحيوان للإنسان، منها: أنفلونزا الطيور، والسالمونيلا، والإيبولا ورغم خطورته إلا أنه لم ينتشر إلا فى بعض الدول الإفريقية، وهو على عكس فيروس كورونا كوفيد 19، حيث أن الكورونا ذات قدرة على الإنتشار عالية، ووفيات منخفضة، الإيبولا ليس واسع الانتشار، ومرتفع فى معدلات الوفيات، بالإضافة إلى مرض الإيدز الذى أرجع الكثير من العلماء أصل الإصابة به من القرود.
وأوضح أن انتقال المرض، يرجع إلى طبيعه خواص الميكروبات أو الفيروسات، سواء قابلة للانتقال بين الإنسان والحيوان، أم قاصرة على المملكة الحيوانية فقط، فمثلا: أنفلونزا الطيور حتى هذه اللحظة لديه القدرة على الإنتقال من الطيور للإنسان، لكنه غير قادر على الإنتقال من الحيوان للإنسان، ومن الممكن أن يحدث له طفرات فى أى لحظة، وقتها قد يصبح أكثر خطورة من كورونا، لافتا إلى أن فيروس كورونا موجود بالفعل، منذ 2012، لكن بعد حدوث عدة طفرات له أصبحت حالته الوبائية أعلى.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور محمد شفيق الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، إن الأمراض الوبائية أو الجائحة التى يترتب عليها الكثير من الإصابات، والوفيات بين البشر، وهى نحو 70% منها مصدرها حيوانى، خاصة الحيوانات البرية كالفئران، والخفافيش، والكلاب البرية، والطيور، والتى تنقل الكثير من الأمراض للإنسان، مثل: التيفود، الطعون الذى ينقله برغوث الفأر، والحمى النزفية، وحمى الضنك، وحمى الوادى المتصدع، ورغم ذلك فأن كل جائحة منهم كانت تقتصر على منطقة محددة، حتى أن مع ظهور السارس لم تشعر مصر به، والميرس أحد أنواع الكورونا التاجية، ظهرت فى السعودية ولم تنتشر بكل الدول، وهو ما يؤكد أن الأمراض الحيوانية التى يحدث لها نوع من التطور والطفرة وتنتقل للإنسان موجودة بكثافة.
وأضاف شفيق فى تصريحات خاصة لليوم السابع،: وهو ما يحدث الأن، حيث يحاول العلماء عن سبب إنتقال الكورونا كوفيد 19 للبشر، هل تم ذلك من خلال حيوان وسيط بين الخفاش والإنسان، وإن كان هو العرسة، أم قطة برية، أم البنج وين، لافتا إلى أن بعض أنواع التسمم الغذائى، يرجع إلى ميكروب أصله حيوانى، والجمرة الخبيثة، والسل، وأنفلونزا الطيور، موضحا أن بعض الحيوانات دور الوسيط بين الميكروب والإنسان، وحيوان قد لا يقتصر دوره على نقل الميكروب فقط، بل تسبب فى إحداث تحور فى الفيروس، وخاصة فيروسات الـRNA، والتى يمكن تغيير تركيبها الجينى، إما باندماج فيروسين، وينتجوا نوع ثالث داخل جسم الحيوان، ويصبح الفيروس الجديد قابل للانتقال للإنسان، وهو النموذج الأخطر، أو أن الفيروس يتأقلم مع جسم الحيوان، ولا يصيب الإنسان، وينتظر لحين ضعف الجهاز المناعى للإنسان، ويقوى من قدراته ويتغير جينيا، ويجرى عدة محاولات للانتقال للإنسان.
وتابع: ويحدث كل ذلك غالبا فى 3 أماكن، "الزحف العمرانى، الأسواق، أماكن الحياة البرية"، فالأسواق تعد بيئة خصبة ومعظم مسببات الأمراض متوفرة بها، من حيوانات سليمة وأخرى مصابة ووجود الإنسان، والطيور تلتقط مخلفاته، تصاب بالأمراض التى تتحور داخلها، ومع مرور السنوات تظهر العديد من الأمراض، أما الزحف العمرانى، لأن الإنسان يبدأ الاتجاه للعيش فى الصحراء، وكسر النظام البيئى لبعض الحيوانات البرية، ويربى حيوانات فى منزله، تبدأ الحيوانات البرية تفرز أمراضها، وتنقلها للمستأنسة، والتى بدورها تنقلها للبشر، وعبر السنوات تحدث الطفرات الجينية فى الأمراض، والحيوانات البرية نتيجة لانتقالها من دولة لأخرى يساعد ذلك فى انتقال الأمراض من دولة لأخرى.
وأستطرد: كل ذلك يعنى، أنه فى حال رغبة أى علماء إجراء أى أسلوب للتقصى للإطلاع على أى أمراض قد تأتى فى المستقبل، عليها أن تجرى جولات للحصول على عينات من الأسواق، والزحف العمرانى، وأماكن الحياة البرية"، ومن خلالها سيتم اكتشاف أى جوائح أو أوبئة جديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة