"لو أنا خفت ومشيت من سيناء مين هيقعد يحمى البلد"، تحل بالتزامن معى هذا الشهر فى الثانى والعشرين من أبريل الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل المقدم" محمد السحيلي" رئيس مباحث قسم ثالث العريش، و" اليوم السابع" إلتقى ب"همت الجندي" 33 سنة زوجة الشهيد، التى سردت لنا البطولات التى قام بها زوجها اللحظات الأخيرة فى حياة الشهيد .
وعن بداية معرفتها بالشهيد وقصة زواجها منه قالت : "أثناء فترة عمل "محمد" بمحافظة بورسعيد بعد تخرجه من كلية الشرطة، صار بينه وبينى شقيقى الأكبر "عمرو" الذى كان يدرس بجامعة بورسعيد، وفى عام 2005 تم اختيار "محمد" ضمن 3 من أكفاء الضباط على مستوى مديرية بورسعيد للمشاركة فى مأمورية جبل الحلال فى سيناء، بعد أحداث تفجيرات طابا وشرم السيخ، وأثناء تواجده بسيناء زار شقيقى بالمنزل، وشاهدنى وقرر الارتباط بي، وتمت خطوبتنا وتزوجنا فى عام 2006، وكنت بالفرقة الثالثة بكلية التربية قسم إنجليزي، وقررت نقلى أوراق فى الفرقة الرابعة لكى أقيم معه بمحافظة بورسعيد، وقضينا بها عامين وبعدها تم نقله إلى الخدمة فى محافظة سوهاج بالصعيد وذهبت معه لانه كان إنسان حنون فكنت أذهب معه فى أى مكان يتنقل إليه.
وأردفت "محمد" كان نفسه ينتقل للعمل فى مديرية أمن شمال سيناء، وتحديدا العريش، لكى أكون بجوار أسرتى التى تقيم فى العريش، وكان يسجل كل عام فى حركة تنقلات الشرطة مديرية شمال سيناء، ولكن دون جدوى إلى أن تمت الموافقة له فى أغسطس عام 2010 و ظل بالعريش إلى يوم إستشهاده، وعندما علم بسيناء، كان لتك الأرض سحر وجاذبية كبير حيث شدته إليها وعشقها وقرر عدم تركها، وقضى أول عام فى منطقة بالوظة وبعدها فضل فى العريش تنقل ما بين مديرية أمن شمال سيناء، وبعدها قسم ثانى العريش وبعدها وكيل مكتب مكافحة المخدرات ثم معاونا ورئيس مباحث لقسم ثالث العريش وكان فى سن صغير وذلك بسبب كفأته فى العمل إلى أن تم تصعيده رئيسا لمباحث قسم ثالث العريش حتى نال الشهادة على أرض الفيروز.
وعن المواقف البطولة لزوجها قالت: زوجى كان معياره الأول فى العمل أن يكون لوجه الله وحبا فى الوطن، حيث شارك فى ضبط كميات المخدرات التى تم ضبطها ومصادرتها فضلا عن حرق مزارع البانجو، وكان تجار المخدرات ينشطون فى فترة الإجازة التى يحصل عليها، ثم يختفون فترة عودته
وشارك فى ضبط أخطر مروجى الكيف وحرق عدد من المزارع الخاصة بزراعة البانجو، وفى الجانب السياسى شارك فى فريق البحث فى قضية إستشهاد الشهيد "محمد أبوشقرة" كما كان ضمن المأمورية التى تمكنت من القبض على الإرهابى عادل حبارة، بعد إرتكابه مذبحة رفح الثانية، ضمن مأمورية مكبرة بها ضمن 7 من قيادات مديرية شمال سيناء، وكان زوجى أصغرهم سنا، بعد أن وردت معلومات سرية بتردد "حبارة" على أحد المتاجر لشراء بعض الأغراض، وتم محاصرته وتطويقه، وحاول تفجير قنبلة معه لكن القوات تصدت له، بعد محاولته الفرار والإشتباك معه، ولطخت دماءه تى شيرت أبيض كان يرتديه زوجى فى المأمورية، وأرسله للمغسلة وسماه "تى شيرت حبارة" مازالت أحتفظ به ضمن مقتنيات زوجي.
وتابعت: زوجى كان سعيد جدا بمشاركته فى القبض على الإرهابي" حبارة" وقام بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصى ليلة القبض على حبارة، وظل يردد أمام الجميع" أشهدوا ياناس رجعنا حق المجندين الغلابة" ومن هذا اليوم بدأ يتلقى على هاتفه الشخصى تهديدا كثيرة من الإرهابين لكنه لم يخشى يوما من الموت وظل يدافع فى مكانه عن القسم حتى نال الشهادة على أرض الفيروز.
وعن اللحظات الأخيرة فى حياة زوجها الشهيد قالت: تحدثت معه تليفونيا وطلبت منه أن ياتى ببعض الأشياء التى تحبها البنات حيث كان ذلك موافق يوم شم النسيم، قالى هيخلص شغله ويحضر للمنزل، لتناول وجبة الغداء، وبعد ما أغلقت الهاتف معه بدقائق، سمعت صوت إنفجار شديد وزى ما بأكون بحلم سامعة ناس فى الشارع بتقول الإرهابين ضربوا قسم ثالث العريش، نهضت بسرعة وأمسكت الهاتف أعاود الإتصال به، فلم يجيب نزلت الشارع مع أسرتى وكنت بملابس المنزل، وفى الشارع شوفت مئات الوشوش وناس بتبكى وناس بتصوت وكنت فى حالة من الزهول، وبعدها تيقنت بما حدث ونهضت مع زوجى على المركز الطبى العالمى قضينا 10 أيام به وكان عندى أمل أنه هيرجع لبيته ولبناته لأنه كان وعدنى نربى البنات سوا ونزوجهما مع بعض لكن قضاء الله كان أقوى من كل أحلامنا وخيالنا.
وأردفت : مبسوطة جدا من عمل مسلسل يجسد شخصية الشهيد أحمد المنسي، وأتمنى أن يستمر ذلك، وكل فترة عمل بريمور عن شهيد من أبناء الشرطة والجيش، وعرضه على شاشة التلفزيون الرسمى للدولة، حتى يتذكر الناس من ضحى من أجلهم، موضحة أن نجلتيها" ميلا وجنة" كثيرا ما يطرحا عليها الأسئلة عن مشاهدتهما صور شهداء الشرطة والجيش على وسائل الإعلام والتليفزيون المصري، قائلين " فين بابا هو مش شهيد زيهم" وقسم شرطة ثالث العريش قدم العديد من الشهداء، متمنية تسليط الضوء الإعلامى عليهم.
وأضافت: أن الدولة تبذل مجهود جبار، ولن تتخلى عن أبناء الشهداء، وتقدم لهم الدعم بإستمرار، كما أشادت بجهود الدولة فى مكافحة فيروس كورونا، موكدة أن مجلس الوزاء يعرض بشفافيه كل ما يتم فى هذا الأمر على المواطنين، وتتمنى أن يقدر المواطنين حكم التضحيات التى تتم من أجلهم.
يذكر أن الشهيد "محمد السحيلي" من أبناء مركز ومدينة كفر صقر بمحافظة الشرقية، متزوج ولديه طفلتين " ميلا" و" جنة" مواليد 1982، دفعة 2003 من كلية الشرطة، وبدأ عمله بمديرية بورسعيد، وإستشهد فى الثانى والعشرين من أبريل عام 2015 فى أحداث تفجيرات قسم ثالث العريش من قبل عناصر تكفيرية فى 12 أبريل ونقل الشهيد إلى المركز الطبى العالمى وقابل وجه ربه فى 22 أبريل.
3محمد السحيلى رئيس مباحث العريش (7)
3محمد السحيلى رئيس مباحث العريش (8)