أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ما حكم التبرُّد بالماء أثناء الصوم؟، قائلة: تبرُّد الصائم بالماء -بأن يغتسلَ أو يَصُبَّ على بدنه الماء اتّقاءً للحرِّ أو العطش- جائزٌ شرعًا ولا يُفسِد الصوم؛ لما روت عَائِشَةُ أن النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم «كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فِى رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ»، وذكر البخارى عن أنس بن مالك أنه قال: «إِنَّ لِى أَبْزَنَ أَتَقَحَّمُ فِيهِ وَأَنَا صَائِمٌ»، والأبزن: هو حوض الاستحمام.
وأضافت الإفتاء، على الصائم أن يحرص على عدم دخول الماء إلى جوفه من الفم أو الأنف، فإذا حصل دخول جزء من الماء فى الجسم بواسطة المسامِّ فإنه لا تأثير له؛ لأن المُفطِر إنما هو الداخل من المنافذ المفتوحة حِسًّا للجوف.
وأشار فضيلته إلى أن ما حدث كان بقدر الله وأمره، والمسلم يرضى دائمًا عما قدر الله تعالى وأمر، وأنه حدث فى تاريخ المسلمين والعالم حوادث وأوبئة عطلت حركة الحياة وبعض الشعائر ومنها الحج إلى بيت الله الحرام.
وقال فضيلته: "لا شك أن هذه الإجراءات منها ما يؤلم القلب ويحزنه وخاصة فى شهر رمضان الكريم الذى تهفو قلوب العباد فيه إلى بيوت الله تعالى بلهفة وحب وشوق، ولكن نحن نعلم أنه لا يوجد فى تاريخ المسلمين مصاب أعظم وأجلُّ من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فالشريعة باقية والإسلام باق، والمسلمون ماضون على العهد الذى تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يتعبد إلى الله تعالى بقلبه وروحه لا يحجزه عن ذلك إغلاق مسجد ولا تعطيل جماعات".