رغم استمرار الجائحة الخاصة بتفشى فيروس كورونا في دول أوروبا، إلا أن العديد من دول القارة العجوز بدأت تتخلى عن القيود التي فرضتها على شعوبها لمواجهة الفيروس، فبعد مرور أكثر من 4 أشهر على تفشي الفيروس المستجد الذي شل العديد من الدول حول العالم، مصيباً 3 ملايين إنسان، وحاصداً أكثر من 200 ألف، بدأت بعض الحكومات التخفف من قبضة إجراءات التقييد التي فرضت خلال الأسابيع المنصرمة، بهدف وقف تفشي كورونا، وكبح انتقال العدوى.
وبحسب موقع العربية، فقد خففت إسبانيا من إجراءاتها، في أول خطوة في هذا السياق، بعد أن غرقت البلاد تحت ظل كورونا، حيث استعد الأطفال الإسبان، الذين لزموا منازلهم ستة أسابيع، للخروج الأحد واستنشاق الهواء العليل، بفضل أول خطوة لتخفيف إجراءات الإغلاق التي تُعتبر من بين الأقسى عالميًا في مواجهة فيروس كورونا ، ولم تسمح إسبانيا، ثالث البلدان تضرراً بعد الولايات المتحدة وإيطاليا مع تسجيل 23 ألف وفاة، للأطفال بالخروج في أيّ ظرف منذ فرض الإغلاق في 14 مارس لكن مع تراجع الوباء، ستتغيّر القواعد وسيسمح للأطفال دون 14 عاما بالخروج ساعة يوميًا بين التاسعة صباحاً والتاسعة مساء برفقة أحد الوالدين، الذي يسمح له باصطحاب ثلاثة أطفال كحد أقصى، للمشي أو اللعب في منطقة لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن المنزل.
وأوضح موقع العربية، أن الحكومة الإسبانية حذرت من الذهاب إلى الحديقة أو اللعب مع أطفال آخرين، مؤكدة الالتزام بالمسافات الآمنة والتزام إجراءات النظافة الصارمة، ويمكن لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً الخروج لنفس الأسباب المصرح بها للكبار، مثل الذهاب لشراء الطعام أو نزهة الكلب ولكن لن ينتظروا طويلاً كي يسمح لهم، مثل البالغين، بالمشي أو ممارسة الرياضة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، السبت، أنّه إذا واصل منحنى "الوباء التطوّر إيجاباً" فسيُسمح لهم اعتبارًا من 2 أيّار/مايو بممارسة الرياضة الفرديّة والتنزّه، حيث يأتي هذا بالتزامن مع انتقاد العديد من المتخصصين بشكل متزايد مخاطر العزل الكامل على صحة الأطفال البدنية والعقلية.
وتستعد إيطاليا، أيضا التي شكلت بؤرة الوباء في أوروبا، وأكثر بلدانها تأثراً، في 4 مايو إلى تخفيف تلك الإجراءات، وكان عدد الوفيات تراجع السبت مسجلاً أقل حصيلة منذ 17 مارس.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إعادة فتح المدارس في سبتمبر لعدم تعريض صحة الأولاد للخطر، قائلا: نفكر بالطبع بالمدارس وسيعاد فتحها في سبتمبر، لكن كل السيناريوهات التي أعدتها لجنة خبراء كانت تتوقع مخاطر عالية لانتقال العدوى في حال إعادة فتح المدارس قبل سبتمبر.
وتتجه فرنسا، لتقديم خطة الثلاثاء من أجل تخفيف قيود العزل، حيث أعلن قال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أنه سيعرض على البرلمان الثلاثاء خطة الحكومة لتخفيف إجراءات العزل العام المفروضة في البلاد.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون أمر بفرض إجراءات العزل العام منذ 17 مارس للحد من تفشي الفيروس، ومن المقرر رفعها في 11 مايو، من جانبها تسعى ألمانيا إلى استئناف الحياة بحذر، إلا أن البلاد شهدت أمس اشتباكات بين قوات الشغب وبعض المتظاهرين المطالبين برفع إجراءات الإغلاق والعزل.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، شهدت بعض الولايات استئنافاً للحركة، في حين لا تزال القيود مفروضة في الولايات الأكثر تأثراً بالجائحة، وسط ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات.