ارتفعت حدة الجدل داخل إيران حول إعادة فتح الأماكن الدينية والمساجد، بعد أن أعلنت السلطات استعدادها لفتح المناطق الخالية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، متجاهلة التقارير الصحفية والتحذيرات الطبية، وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، الأحد، حصيلة ضحايا الوباء 5710 شخص بعد تسجيل 60 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأكدت وزارة الصحة، أن إجمالي عدد الإصابات بكورونا التي تم تسجيلها في البلاد ارتفع منذ أمس بـ1153 حالة جديدة ليرتفع اجمالى الإصابات لـ90 الأف 481 شخص، وذكرت الوزارة أن 69657 مريضا تماثلوا للشفاء حتى الآن، فيما لا يزال 3079 آخرون في حالة حرجة، واجراء 421313 فحصا لتشخيص كورونا حتى اليوم.
من جانبه، قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أنه سيتم تقسيم مناطق البلاد إلى حمراء وبيضاء وصفراء حسب نسبة تفشي كورونا فى الأقاليم، لافتا إلى أنه فى المناطق البيضاء سيتم فتح المساجد لإقامة صلاة الجمعة، مع مراعاة البروتوكول الصحى.
وبحسب وكالة إيرنا الإيرانية، اعتبر روحانى اليوم، الأحد، خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، أن فيروس كوفيد 19، يشبه القوى العظمى، إذا استسلمنا أمامه سيصبح أكثر صلافة، وإذا تصدينا له بحزم سيفر هاربا.
وقال روحانى: على الإيرانيون ألا يعتقدوا أن إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية هو انتهاء لكورونا، مشيرا إلى أن وقت انتهاء كورونا غير معلوم حتى الأن.
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن قطارات الأنفاق وحافلات النقل العام تشهد ازدحاما ولا تراعى فيها قواعد التباعد الاجتماعي، وقال إن وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الصناعة، ستعلن عن إلزام المواطنين بوضع الكمامات في الحافلات والمترو في وقت لاحق، مضيفا أنه سيتم ضخ 18 مليون كمامة مستوردة من الخارج في السوق.
فى الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الايرانية، كيانوش جهانبور، أن صلاة الجماعة والجمعة ستقام قريبا في المناطق التي يُعلن فيها "الوضع الأبيض" أى لبخالية من فيروس كورونا.
ونقلت وكالة فار الإيرانية، عن جهانبور خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو كنفرانس، الذى أعزى ذلك بسبب التغييرات في إحصائيات الوفيات فى البلاد. وقال المسئول الإيرانى، لاحظنا في الأسبوعين الماضيين تراجعا في أعداد الإصابة بفيروس كورونا، وتم إحصاء المناطق، وسيجري الاعلان قريبا من قبل وزارة الصحة عن المناطق التي تكون فيها الحالة بيضاء وصفراء وخضراء وحتى حمراء.
وأكد: يمكن إعادة فتح المناطق التي تعتبر مناطق بيضاء بعد أن يتم الاعلان عنها من قبل وزارة الصحة، وكذلك اقامة صلاة الجماعة والجمعة.
واضاف المتحدث باسم وزارة الصحة: لا يمكن إعادة فتح المناطق غير المعلنة بانها بيضاء، وسنضطر الى فرض مزيد من القيود في المناطق الصفراء والحمراء.
وبالتزامن، ناشدت صحيفة آرمان ملى الإيرانية الاصلاحية الرئيس حسن روحانى بعدم فتح الأماكن والأضرحة الدينية فى البلاد، وذلك بعد ارتفاع عدد مرضى فيروس كورونا فى العاصمة طهران، و3 اقاليم آخرى.
ونقلت الصحيفة عن محمد مهدى جويا رئيس مركز الأمراض المعدية بوزارة الصحة الإيرانية، الذى قال أن تفشي الفيروس ليس على نسق واحد فى عموم البلاد، فى بعض الأقاليم المزدحمة مثل آذربيجان الشرقية والغربية وطهران وفارس نشهد زيادة فى أعداد الإصابات بكورونا".
فى الوقت نفسه، قال محمد حسين قربانى ممثل وزارة الصحة باقليم جيلان شمال ايران، أن فتح ابواب المحافظات كان خطأ استراتيجيا لأن عامة الناس اعتقدوا أن الأمر أصبح طبيعي، لذا لديتنا ذروة فى الاصابة فى مداخل مدن لوشان وأستارا ورودسر.
ووفقا للصحيفة الإيرانية، دعا رئيس هيئة النظام الطبى محمد رضا ظرفندى، بعدم التعجيل فى فتح الأماكن الدينية، وحذر فى رسالة مفتوحة لحسن روحانى من إعادة فتح أماكن التجمع سواء الدينية أو المدارس والجامعات، ستؤدى إلى إعادة تفشي جديدة للوباء وبالتالى ستضيع الجهود السابقة وانهاك الطواقم الطبية فى البلاد.
فى المقابل، دعت صحيفة كيهان المتشددة لإعادة فتح المساجد والأضرحة متجاهلة الوباء، وتساءلت عن سبب إغلاقها حتى الآن، بينما تم افتتاح معظم المراكز التجارية والحدائق مع مراعاة التباعد الاجتماعي، ولقتت لرسالة مفتوحة وجهها متشددون إلى روحانى طالبه باعادة فتح المراكز الدينية معتبرة أنها تمثل إرادة الشعب.
وكانت استأنفت إيران الأسبوع الماضى، بعض الانشطة الاقتصادية، التى بدأت تدريجيا فى جميع المحافظات، وفى العاصمة طهران فتحت المراكز التجارية والبازارات المسقفة أبوابها، ومع اعادة فتح بازار طهران أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى، ازدحام فى الأسواق والشوارع الإيرانية، وعدم مراعاة خطة التباعد الإجتماعى، وعلى مدار السبوع الماضى مع الإستئناف التدريجى للأعمال شهدت وسائل المواصلات الإيرانية اكتظاظا هو ما ناقشته الصحافة الإيرانية على مدار الأيام الماضية.