قالت سفتيلانا سوبوفا ، القائم بأعمال سفارة روسيا بالقاهرة، إن حكومة بلادها وضعت حماية المواطنين الروس وتوفير العلاج الفعال للمرضى المصابين بفيروس "كورونا " المستجد (كوفيد 19) كأولوية قصوي، فضلا عن تبنى تدابير وقائية لمواجهة تفشى هذا الوباء ، بينما يواصل نظام الرعاية الصحية فى البلاد العمل بقدرة متزايدة، مشيرة إلى أن الرئيس بوتين أعلن عن التوقف عن العمل حتى نهاية شهر أبريل الجارى ، مع الالتزام بدفع الأجور والمرتبات للموظفين.
وأضافت سوبوفا، اليوم الإثنين، أن التدابير الوقائية الاحترازية تتضمن مطالبة المواطنين بالبقاء فى منازلهم ، وارتداء الكمامات والقفازات فى الأماكن العامة، وفرض الإغلاق التام الإلزامى فى بعض المناطق، مؤكدة أنه لا يسمح لسكان العاصمة الروسية ( موسكو ) بالخروج من منازلهم ، باستثناء شراء المستلزمات المنزلية، فيما يقوم المتطوعون بتوفير الطعام والدواء للمسنين.
وأفادت، بأنه تم تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية والداخلية وخدمات القطارات ، وإغلاق الفنادق والمنتجعات ومراكز الترفية ونوادى الأطفال، بينما تقرر أن تقوم مؤسسات التعليم الثانوى والجامعى بتوفير الدروس والمحاضرات عبر "الإنترنت" .
وأوضحت، أن هناك تنسيقا بين السلطات الفيدرالية الروسية والمناطق والمؤسسات الطبية الوزارية والقطاع الخاص؛ للتعامل مع وباء "كورونا" المستجد، وأن الحكومة الروسية خصصت أكثر من 469 مليون دولار؛ لإعادة تجهيز المستشفيات فى جميع أنحاء البلاد، فضلا عن تقديمها المساعدات الشاملة للنظام الصحى للبلاد.
ولفتت، إلى أن عدد الإصابات بوباء كورونا بلغ 763ر52 حالة فى روسيا ، وبلغ عدد الوفيات 456 حالة وفاة ، بينما بلغ عدد المتعافين 3873 شخصا حتى الثانى والعشرين من أبريل الجاري، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت معدل الوفيات فى روسيا نتيجة للوباء منخفضا للغاية.
ولفتت الدبلوماسية الروسية - فى حديثها - إلى أن ( موسكو ) تتعاون بشكل وثيق مع المنظمات الدولية المختلفة مثل : منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة و"مجموعة العشرين" حول التصدى للوباء وسبل مكافحته ، وأن الخبراء الروس شاركوا فى البعثة المشتركة لمنظمة الصحة العالمية التى أجرت الأبحاث فى الصين خلال شهر فبراير الماضى ، وجمعت البيانات العلمية المهمة حول الفيروس، كما استعرض الرئيس بوتين الإجراءات المحتملة مع قادة "مجموعة العشرين " بهدف التوصل إلى خطة عمل مشتركة لمكافحة المرض.
وأوضحت أن روسيا وفرت مساعدات إنسانية كبيرة إلى الدول المتضررة، حيث تم إرسال 25 طائرة تحمل 60 طنا و122 خبيرا "طبيا " عسكريا إلى إيطاليا، وكذلك إرسال 11 طائرة تحمل المعدات الطبية ومعدات الحماية الشخصية والمتخصصين فى علم الفيروسات إلى صربيا، فضلا عن إرسال المساعدات الطبية مؤخرا إلى الولايات المتحدة من أجل احتواء الفيروس، مشيرة إلى أن موسكو وفرت إلى أغلب دول رابطة الدول المستقلة أنظمة اختبار "كوفيد 19" المصممة محليا والمعدات الطبية اللازمة.
وأشادت بتعاون ( موسكو ) المثمر مع ( بكين ) فى الاستجابة لمكافحة فيروس "كورونا " المستجد، حيث أرسلت (موسكو ) أوائل فبراير الماضى 23 طنا من المساعدات الإنسانية من بينها مليونا قطعة من الأقنعة الجراحية، بينما قامت ( بكين ) مؤخرا بإرسال 26 طنا من المنتجات الطبية إلى روسيا، مشيرة إلى الزيارات العديدة التى قام بها المسئولون والخبراء الصينيون إلى روسيا للمساعدة فى مواجهة الآثار السلبية للفيروس.
وأعربت عن تقديرها الجهود الحالية للحكومة الصينية "التى تتقاسم معنا ومع العالم خبرتها الرائدة فى التعامل مع الفيروس ، لافتة إلى أن الخبراء الصينيين أجروا أكثر من 30 لقاء عبر "الفيديو كونفراس" مع نظرائهم من أكثر من مائة دولة؛ للمساعدة على احتواء وباء كورونا.
وحول الآثار السلبية لفيروس " كورونا " على الاقتصاد، قالت القائم بأعمال سفارة روسيا بالقاهرة، إنه من الصعب فى الوقت الحالى تقييم التأثير السلبى لهذا الوباء على الاقتصاد الروسي، موضحة أن الخبراء الروس يعتقدون أن برنامج "استبدال الاستيراد" ، الذى تم تطبيقه بسبب العقوبات الغربية والاحتياطات المالية المتراكمة ستؤمن روسيا من الصدمات الاقتصادية لهذا الوباء.
وأضافت أن الحكومة الروسية تبنت مؤخرا عدة تدابير مالية؛ للتخفيف من الآثار القاسية للوباء، وتوفير الدعم للشركات والأسر من بينها : إعفاءات ضربية لمدة ستة أشهر، وخفض الضريبية الاجتماعية التى يجب على أصحاب الشركات دفعها لموظفيها، بالإضافة إلى تأجيل مدفوعات الإيجار لمدة ستة أشهر، فضلا عن توفير دعم مالى مباشر إلى الشركات والأعمال الأكثر تضررا من الوباء.
كما قررت الحكومة الروسية دفع 160 دولارا خلال شهرى أبريل الجارى ومايو المقبل ، كإعانة مالية للموظفين فى الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ بهدف الحفاظ على القوى العاملة بها، فضلا عن تخصيص أكثر من 6ر2 مليار دولار لميزانيات الأقاليم، بينما بلغ الدعم الحكومى لشركات الطيران نحو 307 ملايين دولار.
وأكدت الدبلوماسية الروسية، أن الاقتصاد العالمى سيشهد تغييرا حتميا بسبب هذا الوباء ، حيث يعتمد النظام العالمى فى المستقبل إلى حد كبير على كيفية تعاون الدول من أجل مواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للوباء، مشددة على أن بلادها منفتحة على هذا التعاون ، ومستعدة لتقاسم خبرتها لمكافحة وباء كورونا مع الدول الأخرى لتوفير المساعدات للدول المتضررة.