رغم التحذيرات الطبية والإعلامية، لا يزال المسئولون الإيرانيون يتحدثون عن إمكانية فتح المساجد فى المناطق "البيضاء" الخالية من كورونا، فضلا عن قرار إلزام المواطنين بارتداء الكمامات فى وسائل المواصلات، وبين حدة الجدل، يواصل فيروس كورونا حصد المزيد فى إيران التى تعد أكثر بلدان الشرق الأوسط تضررا، فقد أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، ارتفاع أعداد وفيات فيروس كورونا، إلى 5806 وذلك بعد أن سجلت و96 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة الماضية.
كما سجلت لأول مرة إصابات أقل من ألف خلال الـ 24 ساعة الماضية ايضا، وبلغت الاصابات 991 إصابة جديدة، ليرتفع الإجمالى لـ 91 ألف 472 شخصا، والمتعافين بلغ عددهم 70933، وفقا لمتحدث الصحة كيانوش جهانبور.
بدوره، قال نائب وزير الصحة الإيرانى ايرج حريرجى، اليوم الاثنين، إن هناك قرارا جديدا يلزم الإيرانيين بارتداء الكمامات عند دخول المترو، ويتم توفيرها قدر الإمكان على أبواب المترو وفى المحطات، بسعر معقول وبقلیل من الدعم، بحسب وكالة إيسنا، وذلك بعد أن قال الرئيس حسن روحانى أن الحكومة ستفرض الكمامات والقفازات اجباريا على مستخدمي وسائل النقل العام.
وحذر المسئول الإيرانى من التجمعات فى المولات والمراكز التجارية، قائلا إن إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية لا يعنى أن الأمور أصبحت عادية، معتبرا أن أكبر آفة فى التصدى لفيروس كورونا فى بلاده هو "اعتياد المواطنين للمرض وهذا اعتقاد خاطئ".
وقال حريرجى إن بلاده تعتزم إعادة فتح تدريجي للمساجد والمزيد من الأنشطة فى المدن "البيضاء" أى التى تخلو من انتشار فيروس كورونا، مع مراعاة البروتوكول الصحى والتباعد الاجتماعى، مضيفا لن نسمح بالتجمعات التى تضم المئات فى المناسبات والقاء الخطب.
فى المقابل قال مسئولى خطوط قطارات الأنفاق فى العاصمة طهران أنهم غير قادرين على منع الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات من ارتياد المترو.
وبحسب وكالة برنا الإيرانية، قال فرنوش نوبخت، المدير التنفيذي لخطوط قطارات الأنفاق في العاصمة طهران "فى الوضع الراهن نحن غير قادرين على منع من لا يرتدون كمامات من دخول المترو، ولا يمكن أن نتدخل فى فرض قيود مجتمعية".
وأضاف نوبخت،"نحن أيضا غير قادرين على توزيع الكمامات لأن أعداد الركاب هائلة، وبالأساس توفير الكمامات عمل شاق".
كما قال المسئول الإيرانى إن تطبيق التباعد الاجتماعى فى المترو يتم بشكل جيد فى بعض الخطوط، لكن ليس فى الإمكان تطبيقه على خطوط آخرى بسبب الازدحام الشديد.
من جانبه أعلن مسؤول عمليات لجنة مكافحة فيروس كورونا في العاصمة الايرانية طهران علي رضا زالي، بان هنالك ثمة سيطرة نسبية على فيروس كورونا في العاصمة، فى الوقت نفسه رأى المسئول الإيرانى أنه بعد الزحام المروري والمسافرين عبر وسائط النقل العالم والتنقلات غير الضرورية في المدينة خلال الأيام الأخيرة فمن المحتمل ان تتغير الارقام خلال الاسابيع القادمة.
وكانت استأنفت إيران الأسبوع الماضى، بعض الأنشطة الاقتصادية، التى بدأت تدريجيا فى جميع المحافظات، وفى العاصمة طهران فتحت المراكز التجارية والبازارات المسقفة أبوابها، بحسب قرار اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، برئاسة الرئيس الإيرانى حسن روحانى.
ومع إعادة فتح بازار طهران أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، ازدحاما فى الأسواق والشوارع الإيرانية، وعدم مراعاة خطة التباعد الإجتماعى التى أقرتها وزارة الصحة، وعلى مدار السبوع الماضى مع الاستئناف التدريجى للأعمال شهدت وسائل المواصلات الإيرانية اكتظاظا، وهو ما ناقشته الصحافة الإيرانية على مدار الأيام الماضية.