"لن أترافع إلا فى قضايا المظلومين لأنتصف لهم من الظالمين، وسأخصص حياتى لخدمة المهنة التى شغفت بها منذ كنت طفلة، ومنذ رأيت عمى محاميا يفخر برداء المحاماة على أى شىء آخر فى الحياة" مقولة مشهورة لنعيمة الأيوبى رددتها بساحة المحكمة لتعبر عن قيم رسالة المحاماة، ولدت نعيمة بمحافظة الإسكندرية، ووالدها المؤرخ إلياس الأيوبى، تلقت الدراسة بالمرحلة الابتدائية فى مدرسة محرم بك الابتدائية بالإسكندرية، ثم انتقلت إلى القاهرة للدراسة بمدرسة البنات الثانوية فى الحلمية الجديدة.
تعد نعيمة الأيوبى، ضمن أول خمس فتيات التحقن بجامعة فؤاد الأول - القاهرة حالياً - وذلك عام 1929 بحسب ما هو موثق، كذلك يرجح البعض أنها أول محامية مصرية، بعدما كانت أول طالبة مصرية نجحت فى امتحان ليسانس كلية الحقوق منذ إنشاء مدرسة الحقوق، وقد تحدثت نعيمة الأيوبى عن تعليمها والتحاقها بالجامعة، فى أحاديث صحفية قائلة "رأينا أن نلجأ إلى أستاذنا الدكتور طه حسين، ووعدنا بالمساعدة وعلى تحقيق حلمنا فى الالتحاق بالجامعة شريطة أن نلتزم الصمت حتى لا تنتبه الصحف إلى رغبتنا فيتدخل الرأى العام ويفسد مساعيه، وبالفعل لم تعرف الصحافة بالأمر إلا بعد صدور قرار الموافقة على التحاقنا بالجامعة لكن ظلت نصيحة طه حسين قائمة".
وكان عام 1933عام فارقا بالنسبة إليها فتصدرت صورتها الصفحة الأولى لجريدة الأهرام، وذلك كونها أول محامية مصرية، وأول طالبة مصرية نجحت فى امتحان ليسانس كلية الحقوق منذ إنشائها، وكان ترتيبها الـ13 على دفعتها على الرغم من تعرضها لتعب شديد، كما خاضت سلسلة من المعارك كى تتمكن من تحقيق حلمها، وتقدمت بطلب لمحكمة الاستئناف لقبول قيد اسمها فى جدول عموم المحامين، تمثل دخولها الأول لأروقة المحكمة فى الدفاع عن ثلاثة رجال من رموز الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزى، وهم: فتحى رضوان، وأحمد حسين رئيس حركة مصر الفتاة، وحافظ محمود نقيب الصحفيين آنذاك.
ولا زال البعض يصف ما يتردد عن أن مفيدة عبد الرحمن هى أول محامية مصرية وعربية مجرد "شائعات" وأن الصحيح هو أن "نعيمة الأيوبى" هى أول امرأة محامية فى مصر والعالم العربى، حيث كانت أول من ارتدت روب المحاماة من النساء، وأول امرأة قيدت بنقابة المحامين، لكن لا يوجد أى دليل قاطع فى هذا الشأن خاصة أن هناك من يوثق أن مفيدة عبد الرحمن أول محامية ويوثق فى الوقت ذاته أن نعيمة الأيوبى أول محامية فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة