قالت الدكتورة هاجر فريد، بقسم التغذية شعبة بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومى للبحوث، إن صيام نهار شهر رمضان وقيام لياليه هو بمثابة الصيانة للروح والجسد معا، فالصيام هو الامتناع عن الشهوات مثل الأكل والشرب والجماع بالإضافة إلى الامتناع عن كل ما هو حرام (كاللغو والغيبة والنميمة وغيرها)، ويساعد الصيام وصلاة التراويح وقراءة القرآن خلال الشهر على تجديد إيمانيات المسلم ويزيده تقربا إلى الله، أما الامتناع عن الأكل والشرب بصفة خاصة فله فوائد كثيرة على صحة الجسم.
وأوضحت الدكتورة هاجر فريد، بحسب نشرة صادرة عن المركز القومى للبحوث، أنه يتخلل عاداتنا الغذائية الكثير من السلوكيات الخاطئة سواء فى كمية أو نوع أو طريقة أعداد وتناول الطعام وأيضا اختيار أوقات الأكل، تلك السلوكيات الغذائية الخاطئة قد أدت إلى انتشار البدانة والسمنة والكثير من الأمراض التى أثرت بشكل سلبى على الأشخاص بصفة خاصة وخزانة الدولة بصفة عامة.
وأشارت أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، إلى أنه لكل من يريد البدء فى التدريب على النمط الغذائى الصحى أو تعديل طريقة أكله انتهاز فرصة شهر رمضان طبقا للمقولة المشهورة صوموا تصحوا، إذ أن الإنسان يستطيع خلال الثلاثون يومًا فى هذا الشهر الكريم كسر الارتباط النفسى بالأكل عن طريق الصيام طوال النهار لفترات تصل إلى 16 ساعة فى بعض الأحيان، وقد أثبتت الدراسات أهمية تجويع الجسد فى تنظيفه من الخلايا الضارة سواء كانت سرطانية أو جرثومية كالفيروسات والبكتريا الضارة فى ظاهرة تسمى بالالتهام الذاتى (autophagy).
وأوضحت أنه بالنسبة للجهاز الهضمى فيقل إفراز العصارة المعدية أثناء الصيام، وبذلك يرتاح الكثير ممن يعانوا من حموضة المعدة الزائدة وتهدء حركة الأمعاء والقولون، كما يرتاح البنكرياس أيضا من إفراز الانسولين أثناء الصيام نهارا، وكلما قلت كميات السكر المتناولة بعد الإفطار كلما كان الانسولين الذى يفرزه البنكرياس أكثر حساسية ويكون مستوى السكر فى الدم فى المعدلات الطبيعية، لافتة إلى أن الكبد ينشط أثناء الصيام، حيث يقوم باستخدام الشحوم المخزونة ليستفيد منها الجسم فى توليد الطاقة.
واستطردت الدكتورة هاجر فريد، أنه بالنسبة للقلب والجهاز الدورى الذى لا يتوقف عن العمل منذ تكوين الجنين فى بطن أمه و حتى ساعات بعد وفاته فإن للصيام وخلو الجهاز الهضمى من الأكل، وبالتالى توقف عمليات الهضم أثر كبير على تخفيف المجهود عليهم، كما أنه يندر حدوث السكتات الدماغية أثناء الصيام حيث يتم استهلاك الشحوم المخزونة فى الجسم فينخفض الكوليسترول فى الدم والذى يعتبر المسئول عن السكتات الدماغية، وانخفاض الكولسترول أيضا يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين و الجلطات وارتفاع ضغط الدم، كما أن للتقليل من تناول اللحوم الحمراء والمنبهات أثناء الصيام أثر على تخفيف آلم المفاصل الناتجة عن ترسيب حمض البوليك فيها .
فعن طريق الصيام يمكن أن نحول نظرتنا للأكل من مجرد شهوة إلى ضرورة للحياة، فلا نأكل إلا إذا شعرنا بالجوع تطبيقا لحديث رسولنا الكريم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)، وهذا يتطلب منا الإرادة التى هى جوهر النجاح فى التغيير، فكل شئ حولنا قابل للتغيير ففصول السنة تتغير وأجسامنا وملامحنا تتغير والصيام فى رمضان محفز قوى لتغيير سلوكيات أكلنا الخاطئة والتحكم فى النفس وقيادة الذات.
ودعت الباحثة، أن يكون رمضان فرصة لتثبيت قدمك على بداية الطريق لتصحيح عاداتك الغذائية لتنعم برضا الله، حيث أن الامتثال لأوامره بالاعتدال وعدم الإسراف فى الأكل يساعدنا على المحافظة على الجسم الرشيق والصحى الخالى من الأمراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة