في الوقت الذى يصوم فيه المسلمون أيام شهر رمضان المعظم الذى أنزل فيه القرآن الكريم، فإن الأقباط يعيشون أيام الخماسين المقدسة وهي الخمسين يوما الواقعة بين عيدي القيامة والعنصرة ويحرم فيها الصوم.
يوضح القمص يسطس فانوس كاهن كنيسة العذراء بالقناطر إنه وفقًا للمعتقد الكنسى فإن الخماسين هى فترة الخمسين يومًا المحصورة بين عيد الفصح "أى عيد القيامة"، وعيد الخمسين "أى عيد العنصرة" وهى فترة فرح فلا يُصام فيها، ويجرى الطقس فيها باللحن الفرايحى، ويُحتفل فيها يوميًا بذكرى قيامة المسيح من بين الأموات.
يشير القمص فانوس:يسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف، الأحد الأول هو أحد توما تلميذ المسيح الذى تشكك فى القيامة ثم عاد وآمن بها، والأحد الثانى يسمى بأحد الحياة الأبدية، أما الأحد الثالث، فهو أحد السامرية، والأحد الرابع يسمى بنور العالم، والأحد الخامس يطلق عليه الطريق والحق والحياة، لكن الأحد السادس يطلق عليه انتظار الروح القدس، فيما يسمى الأحد السابع بعيد العنصرة.
ويؤكد كاهن كنيسة العذراء إن الكنيسة تحتفل بعيد الصعود فى اليوم الأربعين بعد عيد القيامة وهو ذكرى صعود المسيح إلى السماء، وتحتفل الكنيسة فى فترة الخماسين بدورة القيامة فى حالة إقامة صلاة قداس، حيث يطوف الشمامسة والكهنة بالصلبان كافة أرجاء الكنيسة حاملين صورة السيد المسيح للاحتفال بالقيامة، وهو ما يطلق عليه دورة القيامة، إلا أن هذه الطقوس متوقفة بسبب غلق الكنائس كإجراء احترازي بسبب وباء كوفيد 19 المعروف باسم كورونا
يلفت كاهن كنيسة العذراء إلى أن الكنيسة كانت تصلى بالطقس الحزاينى طوال أسبوع الآلام تعبيرًا عن الحزن على المسيح بسبب تعذيبه وآلامه، ثم يتحول هذا الطقس إلى الفرايحى فى فترة الخماسين التى تلى عيد القيامة، وهو العيد الذى يعبر عن الفرح والرجاء وتوقف فيه الطقوس الحزينة وتنزع أستار الكنيسة السوداء التى وضعت طوال أسبوع الآلام ويعم الفرح مؤكدا أن الصوم يحرم فى فترة الخماسين، فهى فترة فرح، فلا يصام فيها الأربعاء والجمعة ككل أسبوع فى باقى أيام السنة.
أما بالنسبة لعيد العنصرة يقول الكاهن: فيحتفل به فى نهاية أيام الخماسين أى بعد خمسين يومًا من القيامة. ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعوده للسماء بعشرة أيام بحسب رواية سفر أعمال الرسل.
كذلك فإن الأقباط احتفلوا أمس بأحد توما يطلق على هذا الأحد، ضمن أيام "الخماسين المقدسة"، التي تلي عيد القيامة"، اسم "أحد توما"، و"أحد الحدود"، و"الأحد الجديد"، حيث إنه أول أحد في العهد الجديد، الذي فيه ظهر السيد المسيح للتلاميذ ومعهم توما، بينما كانوا مجتمعين فى الأحد الأول بعد أسبوع من عيد القيامة، بحسب الاعتقاد المسيحي.
القديس توما أحد الاثني عشر رسولاً للمسيح الذي يقال له التوأم، بحسب الاعتقاد المسيحي، وُلِدَ بالجليل واختاره المسيح للتلمذة فتبعه، ولازم معلمه واستمع إلى تعاليمه ورأى معجزاته، وكان وفياً مخلصاً شجاعاً محباً للمعرفة، باحثاً مدققاً لا يقتنع إلا بعد بحث ولا يوقن إلا بعد فحص ومعاينة.
يذكر السنكسار أن توما بشر بالمسيحية في فلسطين والعراق وبلاد العرب وفارس والهند التي قتله الوثنيين فيها وتم دفنه في مدينة "مليابور" كما أن هناك جبل بالقرب من مدينة "مدراس" بالهند يدعى "جبل توما".
يحرص الأقباط، على حضور قداسات آحاد الخماسين المقدسة في الكنائس، ولكن هذا العام ونظرا للإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد والتي تشمل غلق الكنائس وتعليق الصلوات بها، لن تقام القداسات في الكنائس ويمكن للأقباط الصلاة في منازلهم بناءا على تعليمات الكنيسة.