فى محافظة قنا تمثل صناعة جريد النخيل زخما اقتصاديا، نظراً لطبيعة المكان التى تنتشر فيه زراعة النخيل، ويمثل مركز نقادة قبلة القرى السياحية خاصة عندما تختلط عملية التطوير بالموهبة والفن فى عمل أشكال متنوعة من منتجات الجريد والخروج عن المألوف فى تصنيع الأسرة والمقاعد وسدد الزرائب.
أحمد بدوى منصور القنائى، لم يتجاوز الـ35 عاماً، قرر أن يحول موهبته فى تصنيع جريد النخل إلى حرفة إبداعية يغير فيها من نشاطه، ويساهم فى رواج مهنته التى تضررت مثل غيرها من الصناعات اليدوية، يلقب فى مركز نقادة جنوب المحافظة بلقب "فنان الجريد" لقدرته على صناعة الأبجوارة والستائر والأدوات المكتبية التى تزين القرى السياحية والتى تنشىء جلسات تُحاكى طبيعة الصعيد وجلساته، بالإضافة إلى تصنيعه الأشياء العادية المتمثلة فى صناعة الكراسى والطاولات والأسر المنزلية.
اليوم السابع ، توجهت لمركز نقادة لرصد مايقوم به من صناعات متنوعة لمنتجات مختلفة تتم من جريد النخيل بصناعة يدوية خالصة، حاكياً كيف تعلمها وقرر أن يطور فيها بعد غزو المنتجات الصينية للأسواق الشعبية، ومع تفشى ظاهرة فيروس كورونا، بدأت تنشط تلك التجارة مرة أخرى، فهناك مصائب تأتى بالفوائد عن أخرين، وتمتلك صناعة الجريد اليدوية أشكال متميزة عن غيرها، خاصة أنها ترجع إلى شكل بيئة الصعيد، وتحاكى حياتهم، وأستخدامهم للجريد مثل أجدادهم من القدماء المصريين.
ويضيف: أحترفت صناعة الجريد فى عمر الـ 7 سنوات وكنت أجلس بجوار والدى وجدي، وأشاهد ما يقومون به من تصنيع أسرة ومقاعد من النخيل، لكن المهنة تضررت، وأصيب بالركود خلال الفترة الحالية فقررت أن أجد من نفسى وأطور فيها بعدما ورثتها عن والدى وبطبيعة الحال كان لا بد من التطوير والتحديث لتلك الصناعة، خاصة بعد أن سيطرت الموضة على الأخشاب وصناعة المقاعد من البلاستيك فقررت تطويرها بصناعة التحف والنجف، ولكن من الجريد، وعمل مجسمات مختلفة فى المناسبات الدينية مثل شهر رمضان، وأعياد الأخوة الأقباط.
وأوضح : التغيير كان صعب لكن المحاولة والتكرار يصنعان المعجزات، فقمت بصناعة الستائر والأبجوارت وبعد محاولات عديدة أصبحت تخرج من يدى بدون غلطة، وأصبحت متخصص فى تصنيع ديكورات صناعة الجريد، وأذهب للقرى السياحة، وهناك مقاهى وكافيها تحرص على تخصيص جانب يُحاكى طبيعة الصعيد وحياتهم وينشئون مقعد للزبائن يكون أغلبه من الجريد سواء "طرابيزات – مقاعد- نجف – ستائر"، مضيفا أن الابتكار فى الصناعة اليدوية القديمة شيء مهم لاستمرار الصناعات.
وأوضح أن صناعة الديكورات من الجريد تجد رواجاً كبير فى الصعيد وخاصة فى الكافيهات، وبدأ التخلى عن البلاستيك الصينى لعد أسباب أن الجريد "متين" ويمتاز بدرجة حرارة رطبة ولا يسبب ارتفاع درجة الحرارة، خاصة أن الكافيهات والمقاهى بالصعيد تتعرض للشمس لأن أغلبها مكشوفة ودرجة حرارة الجو فى فصل الصيف مرتفعة، بجانب مجرد سكب الماء على الجريد يمتص ويعطيك برودة تشعر بها بمجرد الجلوس فضلاً أنه صحى جداً.
واختتم حديثه قائلا: القرى السياحية والفنادق تطلب تصميم ديكورات الجريد وقبل التصنيع نقوم برش الجريد ضد السوس وهذا يطيل عمره، بالإضافة إلى النجف والابليك التى تستخدم للإضاءة فى المساء وذلك لخلق أجواء للزائرين وخاصة فى المناطق ذات الهدوء والطبيعة الجميلة التى تشهدها مواقع القرى السياحية، مؤكدا أن الصناعات اليدوية بدأت تعود خاصة مع تفشى وباء كورونا وفانوس الجريد فى رمضان هذا العام كان عليه إقبال شديد، ويجب على الدولة أن تقدم لنا العون وتنهى مدينة الحرفيين ، ونأمل فى تسويق جيد لمنتجاتنا خلال الفترة المقبلة.
جريد-(9)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة