على بعد 11 ميلا فقط من مانهاتن بنيويورك، تقع أكبر مقبرة جماعية فى الولايات المتحدة، جزيرة هارت أيلاند التى كانت المثوى الأخير لسكان نيويورك الفقراء ومن لا يطالب أحد بدفنهم.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الجزيرة الواقعة شمال برونكس أصبحت فى دائرة الضوء على الصعيد فى الولايات المتحدة فى أوائل إبريل، بعدما أعلنت المدينة أنها ستستخدمها كمقبرة عامة لضحايا كوفيد 19 الذين ليس لهم أقارب.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن هذه هى أكبر مقبرة جماعية فى الولايات المتحدة، ويدفن بها ألف شخص على الأقل سنويا ـ ويمكن العثور على أكثر من مليون جثة بها وتعرف باسم مقبرة المدينة. ومع ذلك فإن تاريخ هارت أيلاند بدأ قبل فترة طويلة من تحويلها إلى مركز وبائى بسبب فيروس كورونا.
كانت الجويزة تستخدم فى البداية كأرض لتدريب الجنود أثناء الحرب العالمية. واشترتها مدينة نيويورك فى عام 1868، وكانت موطنا لأطفال الإصلاحية والسجون واللجوء ومراكز إعادة تأهيل وحتى صومعة صواريخ نووية، والتى كانت آثارها فى هياكل مهجورة منتشرة فى جميع أنجاء الجزيرة. وتم إجراء أول دفن موثق فى 22 إبريل 1869، وفقا لميلندا هنت، مديرة مشروع هارتايلاند، وهى منظمة غير ربحية تعدد المدافن فى الجزيرة وتتعقبها.
هارت ايلاند 2
وتشير هانت إلى أن الموتى الذين لم يطالب بهم أحد يعنى ببساطة أن عائلاتهم لم توظف مدير جنازة خاص. وهذا لا يعنى أن الشخص غير مرغوب به، ولا يعنى حتى أن هذا الشخص أو العائلة فقراء. بل يعنى فقط انهم لم يتعاقدوا مع موظف جنازة خاص، لأى سبب من الأسباب.
هارت ايلاند 3
وقد خدمت المقبرة المدينة خلال أوبئة عديدة والتى لها معدل من الوفيات ليس له مثيل لهذا الجيل العام.
وهذه الأوبئة تشمل الحمى الصفراء والسل فى القرن التاسع عشر، حيث استخدمت الجزيرة كمحطة للحجر الصحى لمن أصيبوا بالعدوى. وكانت أساسية أيضا فى التعامل مع موجات من الضحايا المرتبطين بجائحة الأنفلونزا الكبيرة عام 1918 عندما تم تسجيل أكثر من 30 ألف وفاة فى لمدينة، 20 ألف منها كانت فى الخريف وحده.
وتستطيع المدينة إعادة تدوير المقابر بعد 25 عاما، لذلك بعد أن يتحلل الجيد ويظل الهيكل العظمى، يكون قانونيا إعادة تدوير هذه المقابر. وهذا هو السبب الذى جعل هناك دائما مساحة للدفن فى نيويورك، وفقا لهانت، التى أضافت أنه حتى بعد وباء الانفلونزا عام 1918، لم تبدأ المدينة فى إعادة التدوير حتى تفذت منها المساحة فى عام 1931.
واعتادت جزيرة هارت أيلاند تكون مقبرة للموتى الذين ليس لهم أقارب بالمدينة على مدار 151 عاما، فدفن بها الجنود الذين ماتوا فى الحرب الأهلية والأطفال الرضع والمشردين ومرضى الإيدز الذين دفنوا بأقصى جنوب الجزيرة خوفا من أن ينتشر الفيروس من جثثهم.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إنه مع تفشى وباء كورونا، تضاعفت عمليات الدفن الجماعية للموتى الذين لم يتم العثور على عائلاتهم أو لم يستطيعوا تحمل نفقات الجنازة الخاصة بها، ليرتفع من معدل 25 فى الأسبوع إلى 120، وتقام عمليات الدفن خمسة أيام بالأسبوع بعد أن كانت قاصرة على يوم واحد فقط.
وأكد مكتب عمدة نيويورك بيل ديى بلازيو فى وقت سابق إنه من المرجح أن من ماتوا جراء الإصابة بكوفيد 19، المرض الذى يسببه فيروس كورونا المستجد من بين هؤلاء الذين يتم دفنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة